لم نحد عن القراءة العامة لمعظم السياسيين والاعلاميين بالنسبة لزيارة الرئيس باراك أوباما لاسرائيل وفلسطين المحتلة والأردن. وأسوة بقطاع واسع من المراقبين، تمت قراءة الزيارة وابعادها وتداعياتها دون مبالغة في حدود التفاؤل وفي حدود التشاؤم، لأن معطيات وشروط اللحظة السياسية على الصعد المختلفة، لا تشي بإمكانية فتح الافاق السياسية إلا إن حدثت تطورات عاصفة تخلط الأوراق، وتلجم العدوانية الاسرائيلية.
رغم ما سجل المرء قبل يومين في هذه الزاوية من ملاحظات على لقاء الرئيس الأميركي مع إحدى القنوات الفضائية الاسرائيلية، التي بدا فيها ضعيفا، متهالكا على مداهنة القيادة والشارع الاسرائيلي المتطرف، متخليا عن مكانته ودوره كرئيس لأعظم قوة في العالم، إلا ان الرئيس القاطن في البيت الأبيض ومستشاريه، تجاهلوا الملاحظات، ما اوقع أوباما في مطب جديد ومعيب بحقه ومكانته وبالتاريخ، عندما أراد ان يواصل سياسة تبييض وجهه امام القيادات الصهيونية، التي استقبلته في مطار اللد، فأساء للتاريخ وللشعب العربي الفلسطيني وروايته، عندما قال في كلمته: "أنا اقف معكم على الأرض التاريخية، "الوطن" الاسرائيلي منذ آلاف السنين، صلى "الشعب" الاسرائيلي هنا، "وزرعوا" الأرض، تأسيس دولة إسرائيل كان إعادة الولادة!!؟"
ليس صحيحا سيد اوباما ما ذكرته. لم يكن يوما وطن للاسرائيليين في فلسطين التاريخية. وحسب شلومو ساند لم يكن في التاريخ شعب يسمى الشعب الاسرائيلي، الذي كان وواصل التواجد على الأرض الفلسطينية العربية حقبة تاريخية تلو الحقبة وصولا الى اللحظة الراهنة، هو الشعب العربي الفلسطيني. هم الكنعانيون الآباء والأجداد، وان وجد اتباع الديانة اليهودية، فهم عرب من الكنعانيين وامتدادهم الفلسطينيين العرب.
كما لم يزرع الأرض سوى الفلسطينيين، ولا أحد غيرهم. ومن غنى للأرض من النهر للبحر، هم الفلسطينيون. وقبول الفلسطينيين بالمساومة التاريخية، وانحيازهم لخيار السلام وحل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967، انما هو درء لأخطار الحروب، وتعميم سياسة التعايش والسلام، وانقاذ شعوب المنطقة من دوامة العنف والحروب، ولخلق شروط التنمية المستدامة للنهوض بمكانة شعوب المنطقة، وايضا من خلال القراءة الموضوعية لشروط الواقع.
الرئيس الأميركي المشهود له بقراءة التاريخ، ومعرفة حقائق الأمور، خانته اللغة، واساء للتاريخ، لأنه تطاول على الحقائق التاريخية، والرواية العربية الفلسطينية. ولو افترض المرء وجود مملكة يهودا قبل الميلاد، فلم تكن هناك آنذاك شعوب ودول بالمعنى الدقيق للكلمة. لأن الأمم والقوميات والشعوب تبلورت مع انتصار الثورة البرجوازية في نهايات القرن الخامس عشر ومطلع القرن السادس عشر، مع نشوء السوق القومية.
فضلا عن ذلك، كان على اوباما ان يحاول مسك العصا من المنتصف، حتى لا يبدو مداهنا ومتواطئا مع القيادات الصهيونية، التي زورت التاريخ، ويشير الى ان الأرض المقدسة جمعت تاريخيا فوقها الشعبين العربي الفلسطيني والاسرائيليين، مع ان هذا القول لا أساس له من الصحة، لكن كان يمكن غض النظر عن الاساءة للتاريخ، لأنه في الحالة الأخيرة، لم يتنكر للوجود العربي الفلسطيني، وهم اصحاب الأرض والتاريخ والثقافة والتراث والحضارة في فلسطين التاريخية، وفي السياق يكون حاول لفت نظر اولئك القادة العدميين من الاسرائيليين بوجود شريك فلسطيني، وان الشعب الفلسطيني بحاجة لدولة مستقلة وعاصمته القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967.
لكن اوباما قادم للمنطقة تحت ضغط حزب الشاي والجمهوريين المتطرفين والايباك لارضاء قادة إسرائيل. لذا خضع لابتزاز تلك القوى، ما دفعه لتغييب التاريخ والاساءة له، واسقاط الحق الفلسطيني. مجددا يسقط الرئيس الأميركي في اختبار التاريخ والسياسة، وهذا مؤشر سلبي لا يوحي بامكانية تحقيق تقدم في عملية التسوية السياسية خاصة خيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967.
رغم ما سجل المرء قبل يومين في هذه الزاوية من ملاحظات على لقاء الرئيس الأميركي مع إحدى القنوات الفضائية الاسرائيلية، التي بدا فيها ضعيفا، متهالكا على مداهنة القيادة والشارع الاسرائيلي المتطرف، متخليا عن مكانته ودوره كرئيس لأعظم قوة في العالم، إلا ان الرئيس القاطن في البيت الأبيض ومستشاريه، تجاهلوا الملاحظات، ما اوقع أوباما في مطب جديد ومعيب بحقه ومكانته وبالتاريخ، عندما أراد ان يواصل سياسة تبييض وجهه امام القيادات الصهيونية، التي استقبلته في مطار اللد، فأساء للتاريخ وللشعب العربي الفلسطيني وروايته، عندما قال في كلمته: "أنا اقف معكم على الأرض التاريخية، "الوطن" الاسرائيلي منذ آلاف السنين، صلى "الشعب" الاسرائيلي هنا، "وزرعوا" الأرض، تأسيس دولة إسرائيل كان إعادة الولادة!!؟"
ليس صحيحا سيد اوباما ما ذكرته. لم يكن يوما وطن للاسرائيليين في فلسطين التاريخية. وحسب شلومو ساند لم يكن في التاريخ شعب يسمى الشعب الاسرائيلي، الذي كان وواصل التواجد على الأرض الفلسطينية العربية حقبة تاريخية تلو الحقبة وصولا الى اللحظة الراهنة، هو الشعب العربي الفلسطيني. هم الكنعانيون الآباء والأجداد، وان وجد اتباع الديانة اليهودية، فهم عرب من الكنعانيين وامتدادهم الفلسطينيين العرب.
كما لم يزرع الأرض سوى الفلسطينيين، ولا أحد غيرهم. ومن غنى للأرض من النهر للبحر، هم الفلسطينيون. وقبول الفلسطينيين بالمساومة التاريخية، وانحيازهم لخيار السلام وحل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967، انما هو درء لأخطار الحروب، وتعميم سياسة التعايش والسلام، وانقاذ شعوب المنطقة من دوامة العنف والحروب، ولخلق شروط التنمية المستدامة للنهوض بمكانة شعوب المنطقة، وايضا من خلال القراءة الموضوعية لشروط الواقع.
الرئيس الأميركي المشهود له بقراءة التاريخ، ومعرفة حقائق الأمور، خانته اللغة، واساء للتاريخ، لأنه تطاول على الحقائق التاريخية، والرواية العربية الفلسطينية. ولو افترض المرء وجود مملكة يهودا قبل الميلاد، فلم تكن هناك آنذاك شعوب ودول بالمعنى الدقيق للكلمة. لأن الأمم والقوميات والشعوب تبلورت مع انتصار الثورة البرجوازية في نهايات القرن الخامس عشر ومطلع القرن السادس عشر، مع نشوء السوق القومية.
فضلا عن ذلك، كان على اوباما ان يحاول مسك العصا من المنتصف، حتى لا يبدو مداهنا ومتواطئا مع القيادات الصهيونية، التي زورت التاريخ، ويشير الى ان الأرض المقدسة جمعت تاريخيا فوقها الشعبين العربي الفلسطيني والاسرائيليين، مع ان هذا القول لا أساس له من الصحة، لكن كان يمكن غض النظر عن الاساءة للتاريخ، لأنه في الحالة الأخيرة، لم يتنكر للوجود العربي الفلسطيني، وهم اصحاب الأرض والتاريخ والثقافة والتراث والحضارة في فلسطين التاريخية، وفي السياق يكون حاول لفت نظر اولئك القادة العدميين من الاسرائيليين بوجود شريك فلسطيني، وان الشعب الفلسطيني بحاجة لدولة مستقلة وعاصمته القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967.
لكن اوباما قادم للمنطقة تحت ضغط حزب الشاي والجمهوريين المتطرفين والايباك لارضاء قادة إسرائيل. لذا خضع لابتزاز تلك القوى، ما دفعه لتغييب التاريخ والاساءة له، واسقاط الحق الفلسطيني. مجددا يسقط الرئيس الأميركي في اختبار التاريخ والسياسة، وهذا مؤشر سلبي لا يوحي بامكانية تحقيق تقدم في عملية التسوية السياسية خاصة خيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967.