منتديات الحزين فلسطين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات الحزين فلسطين

مرحبا بكم في منتديات الحزين فلسطين


    جامعة القدس المفتوحة تخرج فوج الاستقلال

    Alhazeen Palestine
    Alhazeen Palestine
    المدير العام
    المدير العام


    الدولة : فلسطين
    ذكر
    عدد المساهمات : 8345
    نقاط : 24162
    تاريخ التسجيل : 27/02/2010

    جامعة القدس المفتوحة تخرج فوج الاستقلال Empty جامعة القدس المفتوحة تخرج فوج الاستقلال

    مُساهمة من طرف Alhazeen Palestine الثلاثاء أكتوبر 04, 2011 12:28 am

    جامعة القدس المفتوحة تخرج فوج الاستقلال
    جامعة القدس المفتوحة تخرج فوج الاستقلال 131697845461
    صورة تخرج جامعة القدس المفتوحة فوج الاستقلال

    كُنت مِن هؤلاء الذين ذهبوا ليشهدوا " الحفل الأول" الذي يُعقد بمدينة رفح لتخريج فوج من أبنائنا وبناتنا خريجي جامعة القدس المفتوحة، بما إنها أول جامعة تُنظم مِثل هذا الحفل في محافظة رفح، كون لديها " منطقة تعليمية" في المحافظة، والجامعة الوحيدة التي يوجد لها فرع في المحافظة المظلومة بكل شيء على صعيد المؤسسات العامة، فلم تفكر أي جامعة أو أي وزارة فلسطينية منذ بسط السلطة الفلسطينية نفوذها في غزة سنة 1994م، مع تجاهل تام كذلك من مطالبات بحقوق هذه المدينة، بوابة فلسطين الجنوبية من أعضاء المجلس التشريعي عن دائرتها، أو من الوزراء أبنائها، وكذلك من شخصياتها العامة والقيادية، التي لم تنجز لرفح سوى" مستشفي أو شبه مستشفى أبو يوسف النجار" كمؤسسة عامة بكل المحافظة، الفقيرة بالمؤسسات العامة والجامعية مقارنة مع مدن أخرى، مثل غزة وخان يونس، وكذلك في بناها التحتية.
    إلاّ أن جامعة القدس المفتوحة استطاعت كسر حصار المعاناة لطلاب وطالبات رفح وفتح منطقة تعليمية تستوعب أبناء المحافظة، ومن ثم قامت كأول جامعة بتنظيم حفل تخرج لطلاب الجامعة في المدينة، وهو الحدث الأهم خلال السنوات الأخيرة الذي أضفى لرفح رونق خاص، وسعادة معلنة لأبنائها، بعد نسيان هذه المحافظة، وتركها في مواجهة مصيرها بنفسها. وهو شيء يحسب لجامعة القدس المفتوحة التي وإن إنتقدناها كثيرًا، ووقفنا أمام سلبياتها في بعض الأحيان، نجد من واجبنا الأخلاقي، ومهنيتنا الحيادية التي تصب في الصالح العام أن نمدح منجزاتها وإيجابياتها، وأن نقف على نفس المسافة من السلبيات والإيجابيات، والإبتعاد عن الإجحاف والتنكر للمنجزات، كما نقف في وجه السلبيات والإخفاقات.
    وبغض النظر عن ملاحظاتنا العديدة على الحفل وتنظيمة، وربما هي نتيجة طبيعية نظرًا لعدم الخبرة والدراية من قبل كادر الجامعة الإداري والأكاديمي في مثل هذه المناسبات، وشحة الإمكانيات المادية، إلاّ أن الحفل بمضمونة العام عبّر عن حدث رائع ومهم في حياة المدينة، ومسيرة جامعة القدس المفتوحة ومجلسها، ورئيسها، وكادر المنطقة وقيادته، خاصة وأنه جاء في عهد مدير بِعلم ومكانة الأخ " صلاح العاوور" المشهود له بالكفاءة العلمية والخلقية.
    جاء الحفل وجدانيًا معبّراً عن طموح كادر الجامعة بكل فئاته، وكذلك عن طموح أبناء رفح، وعرسًا لطلابنا الأحبة الذين بذلوا الجهد والتعب، وكان لا بد أن يجنوا ثمرة جهدهم وتعبهم، وسهرهم، بعرس يليق بهم وبمجهودهم، وارتسمت البسمة على شفاه الجميع، دون استثناء في هذه اللحظة التاريخية الفارقة في مسيرة مدينتا الحبيبة، وخرج الجميع يصفقون بحرارة للجامعة وخطوتها، وخاصة فيما أعلن عنه الدكتور" جهاد البطش" من قرارات هامة وحيوية للجامعة، ساهمت في إعادة إحياء أهداف الجامعة وأسباب نشأتها من جديد، بعدما انتابها حالات الجمود خلال العقود السابقة، والتي تتلخص بالتالي:
    أولا: تقديم منحة جامعية لحفظة القرآن الكريم، وهو قرار صائب في إطار العملية التحفيزية الإبداعية لطلبة الجامعة، ولكنه كان يمكن أن يتخذ شكل أكبر وأعمق من ذلك بأن تكون المنحه لكلّ المبدعين في المجالات العلمية، والفنية، والدينية، وأن لا يقتصر الأمر على القرآن الكريم، وحصره في فئة مبدعة فقط، وكذلك يبدو أن القرار لم يأخذ بعين الإعتبار أن جامعة القدس المفتوحة هي جامعة منظمة التحرير الفلسطينية، وجامعة كل الشعب الفلسطيني، وأن الشعب الفلسطيني به أخوة مسيحيين جزء أصيل من هذا المجتمع، ولهم حقوق ما للمسلم، فكان يمكن أن يكون القرار أكثر عمق، وأكثر ليبرالية من حصره بحفظة القرآن الكريم فقط، بالرغم من أن القرار صائب، ويأتي في سياق دعم وتحفيز الإبداع للطالب، ولكن يؤخذ عليه ما تناولناه سابقًا من أن مجال التحفيز كان يمكن أن يكون أعمق ضمن إطار سياسة التحفيز للطالب، ودفعه للإبداع، وكان يمكن له أن يساهم في سعي ومثابرة العشرات من الطلبة للإبداع في مجالات شتى، العلمية، الأدبية، الرياضية، الفنية، وكذلك في المجال الوطني.
    ثانيًا: إعفاء أبناء وزوجات الأسرى الفلسطينيين، وهو قرار حكيم يأتي في سياق دور الجامعة في دعم القضايا الوطنية، والمساهمة في تنمية المجتمع الفلسطيني، وهو القرار الذي تأخر كثيرًا، وكان يفترض من جامعة بأهداف وسياسات جامعة القدس المفتوحة، وإنشائها أن يكون هذا القرار منذ وضع حجر الأساس الأول للجامعة في فلسطين.
    ثالثًا: إعفاء الطلبة ذوي الإحتياجات الخاصة من الرسوم الجامعية كاملة، وهو يصب في نفس المجرى السابق من أن هذه القرارات تأتي في نطاق بأن جامعة القدس المفتوحة بدأت تعود لرشدها الوطني، وبدأت فعلًا تأخذ دورها الأساسي، والمساهمة بتحقيق أهدافها التي كان من أولوياتها نهضة وتنمية المجتمع الفلسطيني، وتوفير احتياجاته العلمية، ومنح كل أبناء الشعب الفلسطيني فرصة التعليم التي حرمهم منها الإحتلال.
    هذه القرارات الثلاثة هي التي استوقفتني أمام أهم محطات حفل التخرج " فوج الاستقلال" وهي التي دفعتني لأن أعيد صياغة الرؤية حول دور وفاعلية جامعة القدس المفتوحة، في ظل الظروف العصيبة التي تعصف بأبناء شعبنا الفلسطيني، وخاصة في غزة التي تعاني الحصار، والفقر والبطالة، وأن تبدأ الجامعة في سياسات جديدة تساهم في حل مشاكل المجتمع الفلسطيني، كما ساهمت في حل مشاكل طلابها وطالباتها من خلال جملة القرارات السابقة، وأن تتبنى خطة ممنهجة لحل مشكلة البطالة العلمية، أو البطالة الأكاديمية من خلال منع العمل" بإزدواجية الوظيفة" سواء بكادرها الإداري الذي معظمه أصبح ضطلع بوظيفتين بآن واحد، ألاّ وهي موظف إداري بالجامعة، ومشرف أكاديمي بحكم إنه أكمل تعليمه ونال شهادة عليا، وعلى الجامعة أن تضع حد لهذه الظاهرة، وتستوعب خريجين جدد من أبنائها في الوظائف الإدارية وتحويل هؤلاء لمشرفيين أكاديميين، وبذلك تساهم في تقليص فجوة البطالة الأكاديمية لخريجيها، فالناظر لموظفي جامعة القدس المفتوحة الإداريين يستهجن أن نسبة تسعين بالمائة وأكثر هم من خارج خريجيها، أو الذين لا يحملون شهادة الجامعة، وهو شيء يدعو للوقوف أمامه بحزم من قبل رئاسة ومجلس الجامعة بكل فروعها ومناطقها في الوطن.
    أما الجانب الآخر من ازدواجية الوظائف هو تعيين مشرفيين إداريين جلهم إن لم يكن معظمهم من الموظفين بالوزارات والأجهزة، وهذا جانب هام وخطير، ويساهم في تعزيز البطالة الأكاديمية، بل أن هؤلاء يستحوذون على معظم المساقات وأهمها، ولا يترك للآخرين الذين لا وظائف لهم سوى جزء من الشُعب القليلة لمساقات مشتركة مع سالفي الذكر، وهي سياسة غريبة تتطلب التوقف وبحزم أمامها من قبل الجامعة ومجلسها، بل ومدراء المناطق التعليمية، والتوقف عن سياسة "حصتي وحصتك" المتبعة حاليًا في اختيار المشرفين الأكاديميين، وبذلك تكون الجامعة قد ساهمت في حل جزء هام وحيوي من مشكلة البطالة الأكاديمية التي تفترس أبنائنا الخريجين. فكان الأحرى بجامعة القدس أن تمنح خريجي "فوج الاستقلال" امتيازات توظيفية لبعضهم المتفوق، وتشجع نظرائهم الآخرين كما شجعت وحفزت طلبتها الذين يدرسوا بالقرارات السابقة.

    رغم ذلك فنحن نثمن الدور الذي لعبته جامعة القدس المفتوحة في إعادة الأمل لمحافظة رفح، من خلال زف "فوج الإستقلال" من أبناء المحافظة، ومنح أولياء أمورهم وكل أبناء المدينة لحظة إعتزاز بمدينتهم وبأبنائهم، وبالجامعة الوحيدة في المدينة، ومنحهم لحظة وقوف مع الذات لإحتضان الجامعة والدفاع عنها، والمساهمة في حل مشاكلها وأزماتها بعيدًا عن جلسات السمر، وألعاب الطاولة والنرجيلة التي تختصر أهمية الجامعة في أشخاص عبثوا بالجامعة خلال الفترة السابقة وعمقوا من الفساد بين جنباتها إدراياً وأكاديمياً.
    وفي ختام المقال نآمل لجامعة القدس المفتوحة مزيدًا من المساهمة في حل المشاكل الإجتماعية الفلسطينية، ومزيدًا من المساهمة في بث العدالة الإجتماعية التعليمية والوظيفية كذلك، ولمنطقة رفح التعليمية" مزيدًا من التقدم والزهاء.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 10, 2024 5:54 pm