نترككم زوار موقع بانيت وصحيفة
بانوراما الكرام مع خاطرة صغيرة كتبتها الكاتبة فداء حماد من مدينة بيت لحم،
تصوير : رشدي السراج
وقد
كتبت هذه الفقرة بعد أن رأت مجموعة صور لهذا الطفل الذي يتحدى كل شئ من أجل
الدراسة، نترركم مع الصور والخاطرة.
"كنت أمشي واليوم أنا مقعد، ظننت أنّ فقدان
قدامي سيجعلني أخسر الكثير ! مرت الأيام وأنا أعاني الحزن والألم .. فقدت الأمل بكل
شئ، فقد سقطت أمامي جميع الأحلام !! كيف لي أن ألعب مع أصدقائي ؟! كيف لي أن أذهب
إلى المدرسة ؟! كيف سينظر لي الناس؟!، كيف لي بمواجهة الحياة بقدمين معطوبتين !،
قررت التوقف عن الدراسة ! كبرت قبل أواني وكبر الحزن فيّ !.
اذكر ذلك اليوم -أول
أيام الدوام بالمدرسة- كنت انظر من شرفة غرفتي على الطلاب في طريقهم للمدرسة يضحكون
ويمزحون والدموع تكوي وجهي الصغير !، مر الأسبوع الأول وفي كل يوم استيقظ باكرًا
أبكي على نفسي .. إلى أن قررت أن استجمع قواي واعود إلى مدرستي !.
لن أنسى أول
لحظة وطأ بها كرسيي ملعب المدرسة، لن أنسى عيون جميع الطلبة ينظرون إليّ، منهم من
وجدت في عينيه نظرة حزن وشفقة عليّ، منهم من وجدت نظرة سخرية واستهزاء بيْ، ومنهم
الاخر من وجدت في عينيه نظرة استهجان وكأنه أول مرة يشاهد طفلا مقعد !، لا أدري أي
شجاعة استملكت روحي حيث وجدت نفسي أدفع كرسيّ المقعد نحو الأمام والابتسامة تكلل
وجهي الصغير .. مرّت الحصة الأولى والكل ينظر إليّ، لمْ اهتم لتلك النظرات بغض
النظر عن موقف صاحبها .. فقد كانت عيوني تحمل رسالة أملٍ تدفعني لمستقبلي مهما
حاولت نظراتهم إيقافي ومنعي .. مرّ الأسبوع الأول وأنا بمفردي !.
إلى أن تعوّد
عليّ مَن في المدرسة، بدأوا يشاركونني زملائي بالصف أحاديثهم، ومع الوقت بدأنا نلعب
سويا .. نذهب ونأتي سويا .. لم أكن لأنجح لولا أنني قررت أن انجح، كذلك لم انجح لو
أنني لم أجد حولي من يساعدني ويشدُ من أزري ! أستطيع أن اقول الآن أنني أمشي على
قدمي برغم أني على كرسي متحرك ! فعقلي ما زال ينمو ويكبر ويمشي بي نحو أحلامٍ
تتلألئ في سمائي الزرقاء الكبيرة ..
مهما واجهتكم من مآس ومشاكل .. مهما ظننتم
أن العجز يمكن أن يستولي على أجسادكم .. تذكروا دومًا انكم لن تفقدوا شيئًا والا
ستعوضوا عنه خيراً منه .. لا تجعلوا من الأمل شمسًا تغيب !. طفلٌ مقعد من شوارع غزة
الحبيبة".
بانوراما الكرام مع خاطرة صغيرة كتبتها الكاتبة فداء حماد من مدينة بيت لحم،
تصوير : رشدي السراج
وقد
كتبت هذه الفقرة بعد أن رأت مجموعة صور لهذا الطفل الذي يتحدى كل شئ من أجل
الدراسة، نترركم مع الصور والخاطرة.
"كنت أمشي واليوم أنا مقعد، ظننت أنّ فقدان
قدامي سيجعلني أخسر الكثير ! مرت الأيام وأنا أعاني الحزن والألم .. فقدت الأمل بكل
شئ، فقد سقطت أمامي جميع الأحلام !! كيف لي أن ألعب مع أصدقائي ؟! كيف لي أن أذهب
إلى المدرسة ؟! كيف سينظر لي الناس؟!، كيف لي بمواجهة الحياة بقدمين معطوبتين !،
قررت التوقف عن الدراسة ! كبرت قبل أواني وكبر الحزن فيّ !.
اذكر ذلك اليوم -أول
أيام الدوام بالمدرسة- كنت انظر من شرفة غرفتي على الطلاب في طريقهم للمدرسة يضحكون
ويمزحون والدموع تكوي وجهي الصغير !، مر الأسبوع الأول وفي كل يوم استيقظ باكرًا
أبكي على نفسي .. إلى أن قررت أن استجمع قواي واعود إلى مدرستي !.
لن أنسى أول
لحظة وطأ بها كرسيي ملعب المدرسة، لن أنسى عيون جميع الطلبة ينظرون إليّ، منهم من
وجدت في عينيه نظرة حزن وشفقة عليّ، منهم من وجدت نظرة سخرية واستهزاء بيْ، ومنهم
الاخر من وجدت في عينيه نظرة استهجان وكأنه أول مرة يشاهد طفلا مقعد !، لا أدري أي
شجاعة استملكت روحي حيث وجدت نفسي أدفع كرسيّ المقعد نحو الأمام والابتسامة تكلل
وجهي الصغير .. مرّت الحصة الأولى والكل ينظر إليّ، لمْ اهتم لتلك النظرات بغض
النظر عن موقف صاحبها .. فقد كانت عيوني تحمل رسالة أملٍ تدفعني لمستقبلي مهما
حاولت نظراتهم إيقافي ومنعي .. مرّ الأسبوع الأول وأنا بمفردي !.
إلى أن تعوّد
عليّ مَن في المدرسة، بدأوا يشاركونني زملائي بالصف أحاديثهم، ومع الوقت بدأنا نلعب
سويا .. نذهب ونأتي سويا .. لم أكن لأنجح لولا أنني قررت أن انجح، كذلك لم انجح لو
أنني لم أجد حولي من يساعدني ويشدُ من أزري ! أستطيع أن اقول الآن أنني أمشي على
قدمي برغم أني على كرسي متحرك ! فعقلي ما زال ينمو ويكبر ويمشي بي نحو أحلامٍ
تتلألئ في سمائي الزرقاء الكبيرة ..
مهما واجهتكم من مآس ومشاكل .. مهما ظننتم
أن العجز يمكن أن يستولي على أجسادكم .. تذكروا دومًا انكم لن تفقدوا شيئًا والا
ستعوضوا عنه خيراً منه .. لا تجعلوا من الأمل شمسًا تغيب !. طفلٌ مقعد من شوارع غزة
الحبيبة".