و يبقى الأمل...
تفتح النافذة لترى أمطارا تنهمر...
ومصابيح تضاء فوق أسطحة المنازل , و أعمدة الإنارة ....
أطفال تركض , و جدران تبتل مياها نقية
و هواء ينتعش إلى اعلى وجود العلية....
و أمهات تحتضن أطفالا تحت المصاطب
تتوارى المطر , وتتلمس نسماته عبيرا , و حرية
و عربات تجرها خيول , ويعتمرها أناسا
أبوا للآلة الحديثة وسيلة ...
و أنعشهم هواء القديم داخلهم
المطر على مهل , و الأصوات ما بينها
و الطرقات غطتها المياه
يتجمع قطراتها الندى حول مسائها
مساء الهوى...
السيارات أضاءت إنارتها , وعلت
أضواءها ما بين ثنايا المساء
لتراها شمعات يذيبها المطر
في ربيع على مقتبل الشهر
روائح بعيدة كياسمين القمر
تزدهر في كل قطرة ماء
كأقحوان السمر...
و اشتد المطر صوتا , و ازداد انهماره سيلا
حتى ابتل الورق , واختلط
ماء المطر مع حبر القلم
كان ازرقا ... حتى خفت مع بياض
الغيم , وسماء الزمن...
و مازالت الأم تتوارى المطر , وتخبئ
طفلها أقحوان الأمل
وتغرق سيارات في بحر المطر
و يعلو الصوت مساء تتكشف
سماءه , ويعلوه موج بحر مع غيم الأمل
أشجار عارية تنتظر ورقا
يكسو عريها ل لا يمحوه...
لأنه هو الجمال لا تخفيه
أوراق , و إنما هي ألوان الزمن...
يخفت الصوت قليلا , وتنتظر طرطقة
تسمعها حين يشتد الأمل ...
فتبصر رجلا كان يقرأ جريدة
هي وحدها لدينا في البلد
و الجرائد الباقية بعيدة عنا
في مدن زارتها الأمطار قبلنا
أو بعدنا فكنا لها كل الأمل ...
هذا الرجل القارئ لا يقوى قراءة الجريدة
تحت المطر , إذ هرب داخل مبنى مهجور من الأمل
ليقرءها خلسة علها لا تبتل بالمطر
فبقت أخبارها جافة لا حياة
مابين سطورها تنتظرالأمل
توقف المطر , والرجل مختبئ
و الأم تنتظر سير الطريق
تحت قطرات هادئة السقوط
ولكنها في عقلها , وقلبها تنهمر
و الطيور من أعشاشها , و من بلدان
هاجرت إلينا انطلقت في السماء
تزقزق الحياة لنا عصافير الأمل
الأرض مرآة بللتها مياه المطر
و البحر مرآة أضاءتها الشمس داخله
و السماء ملبدة ....
و الكهرباء تقطع ما بين طرقاتنا
فهل لكل انسان صنيع , و أمل
حمامة مسرعة تفرد جناحيها
إلى السلام عابرة...
فوق مرآة ارضنا...
و ما بين كل هذا ضجيج , وضجيج
لموتورات تصلح قطع الكهرباء لإضاءتنا
و روائحه مابين الكاز , و المازوت
ربما هي جميلة تعتبق الأمل ...
بيوت مظلمة , نوافذ مضيئة
نسمات بها دفئ البرودة
عامرة , جاهرة , صاخبة
لا تخفي إيقاعا يحركه صخب الأمل
اختلطت الأضواء..
مزجت الألوان ...
علت الأصوات..
و دراجات كالريح
ركبها الأولاد في كل الضوضاء
وجوههم باردة , والهواء يلامسها
و في قلوبهم صخب
و صخب لا يطفئه
عاجز , ولا يائس
فأنفاسهم عميقة
وخفيفة ...
هم كلمح البصر..
انقشع السواد , وظهرت السماء
و ازرق البحر حتى بعد المساء
و اكتمل الأمل ...
نيروز قرموط
تفتح النافذة لترى أمطارا تنهمر...
ومصابيح تضاء فوق أسطحة المنازل , و أعمدة الإنارة ....
أطفال تركض , و جدران تبتل مياها نقية
و هواء ينتعش إلى اعلى وجود العلية....
و أمهات تحتضن أطفالا تحت المصاطب
تتوارى المطر , وتتلمس نسماته عبيرا , و حرية
و عربات تجرها خيول , ويعتمرها أناسا
أبوا للآلة الحديثة وسيلة ...
و أنعشهم هواء القديم داخلهم
المطر على مهل , و الأصوات ما بينها
و الطرقات غطتها المياه
يتجمع قطراتها الندى حول مسائها
مساء الهوى...
السيارات أضاءت إنارتها , وعلت
أضواءها ما بين ثنايا المساء
لتراها شمعات يذيبها المطر
في ربيع على مقتبل الشهر
روائح بعيدة كياسمين القمر
تزدهر في كل قطرة ماء
كأقحوان السمر...
و اشتد المطر صوتا , و ازداد انهماره سيلا
حتى ابتل الورق , واختلط
ماء المطر مع حبر القلم
كان ازرقا ... حتى خفت مع بياض
الغيم , وسماء الزمن...
و مازالت الأم تتوارى المطر , وتخبئ
طفلها أقحوان الأمل
وتغرق سيارات في بحر المطر
و يعلو الصوت مساء تتكشف
سماءه , ويعلوه موج بحر مع غيم الأمل
أشجار عارية تنتظر ورقا
يكسو عريها ل لا يمحوه...
لأنه هو الجمال لا تخفيه
أوراق , و إنما هي ألوان الزمن...
يخفت الصوت قليلا , وتنتظر طرطقة
تسمعها حين يشتد الأمل ...
فتبصر رجلا كان يقرأ جريدة
هي وحدها لدينا في البلد
و الجرائد الباقية بعيدة عنا
في مدن زارتها الأمطار قبلنا
أو بعدنا فكنا لها كل الأمل ...
هذا الرجل القارئ لا يقوى قراءة الجريدة
تحت المطر , إذ هرب داخل مبنى مهجور من الأمل
ليقرءها خلسة علها لا تبتل بالمطر
فبقت أخبارها جافة لا حياة
مابين سطورها تنتظرالأمل
توقف المطر , والرجل مختبئ
و الأم تنتظر سير الطريق
تحت قطرات هادئة السقوط
ولكنها في عقلها , وقلبها تنهمر
و الطيور من أعشاشها , و من بلدان
هاجرت إلينا انطلقت في السماء
تزقزق الحياة لنا عصافير الأمل
الأرض مرآة بللتها مياه المطر
و البحر مرآة أضاءتها الشمس داخله
و السماء ملبدة ....
و الكهرباء تقطع ما بين طرقاتنا
فهل لكل انسان صنيع , و أمل
حمامة مسرعة تفرد جناحيها
إلى السلام عابرة...
فوق مرآة ارضنا...
و ما بين كل هذا ضجيج , وضجيج
لموتورات تصلح قطع الكهرباء لإضاءتنا
و روائحه مابين الكاز , و المازوت
ربما هي جميلة تعتبق الأمل ...
بيوت مظلمة , نوافذ مضيئة
نسمات بها دفئ البرودة
عامرة , جاهرة , صاخبة
لا تخفي إيقاعا يحركه صخب الأمل
اختلطت الأضواء..
مزجت الألوان ...
علت الأصوات..
و دراجات كالريح
ركبها الأولاد في كل الضوضاء
وجوههم باردة , والهواء يلامسها
و في قلوبهم صخب
و صخب لا يطفئه
عاجز , ولا يائس
فأنفاسهم عميقة
وخفيفة ...
هم كلمح البصر..
انقشع السواد , وظهرت السماء
و ازرق البحر حتى بعد المساء
و اكتمل الأمل ...
نيروز قرموط