يتباهون بأنهم العالم الحرّ
والعالم الأوّل، الذين ينشرون الديمقراطية والليبرالية في ربوع الدنيا. ويحاسبون
الناس والشعوب والدول وفق معايير حقوق الإنسان، إنه العالم
الغربي الذي تقوده أمريكا وبريطانيا. فهل يمتلكون من القيم ما يؤهلهم حقيقة
لهذه الادعاءات؟ أم أنها مصداقية القوة والسطوة التي تمنحهم الحق في أن يدعوا ما
يشاءون؟.
وتزجّ إسرائيل أنفها وسط سوق الادعاءات الرخيصة هذه، فتدَّعي تارة أنها
واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط وأن جيشها أكثر جيوش العالم حضارية وأخلاقًا،
وأنها دولة قانون ونظام، وحريصة على الشرعية وحقوق الإنسان، وكأنها "منحة الله
الكبرى للبشرية، وسبب سعادة الإنسانية".
ولكن الحقيقة الناصعة والتي لا ينكرها
إلا أعمى البصر والبصيرة، هي أن أمريكا ليبرالية للأمريكان، وقاهرة لكثير من شعوب
الأرض تسومهم سوء العذاب، وتعمل فيهم قهرًا وإذلالًا وابتزازًا، أما إسرائيل فحدِّث
ولا حرج، تحاصر غزة باسم "الشرعية الدولية"، وتعتقل آلاف الفلسطينيين تحت ذريعة
الاحتياطات الأمنية، وتسن القوانين العنصرية كل اثنين وخميس من باب الديمقراطية
وحكم الأغلبية. تهوِّد القدس وتبني المستوطنات وتقتل أي أمل في السلام إحقاقاً
للدولة "اليهودية الديمقراطية". والان تستخدم اللوبي اليهودي في بريطانيا ليضغط على
السلطات البريطانية كي تعتقل أخانا الشيخ رائد صلاح تحت ذريعة معاداة "السامية".
إنه ولا شك الفساد العالمي الذي كثرت أذرعه مثل الأخطبوط تنهش وتفتك في كل مكان.
ولكن مهما كثرت أذرع الأخطبوط فإن له نفسًا واحدةً يوشك الله تعالى أن ينتزعها فلا
تملك الأذرع "نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياةً ولا نشورا".
إرادة الشعوب أقوى من مساحيق تجميل الحكومات
إسرائيل
والأنظمة العربية شركاء في عدائهم للحرية، وكرامة الإنسانية، وإحقاق حقوق المواطن
العربي في العيش الكريم. فكما تقمع الأنظمة العربية البائدة والمتهالكة في ليبيا
واليمن وسوريا شعوبها، فتسفك دماءهم وتستبيح حرماتهم للحيلولة دون بلوغهم الحقّ في
تقرير مصيرهم، وانتخاب من يحكمهم، تماما كذلك تفعل إسرائيل بحق الفلسطينيين، فهي
تحتلّ أرضهم وتنتهك مقدساتهم وتهدم منازلهم وتعمل في شبابهم ورجالهم قتلا واعتقالا
وإذلالا، وتحاصر فلسطين بكاملها، وليس غزة وحدها. إذا فإسرائيل عدو بارز العداوة
للحرية والكرامة الإنسانية ممثلة بالشعب الفلسطيني، وبجميع المتضامنين معه. وها هي
تجذب بريطانيا لمزاولة "دورها القذر" في معاداة الشعب الفلسطيني ورموزه. فإذا كانت
إسرائيل دولة ضيقة الأفق، قصيرة النفس، لا تتحمل الرأي المخالف لسياساتها العنصرية،
فما بال بريطانيا "العظمى"، ضاقت هي الأخرى ذرعا بسماع الرأي الفلسطيني الذي "يغرد"
خارج السرب الإسرائيلي منذ زمن بعيد. ما هذه الديمقراطية البريطانية، والليبرالية
الغربية التي لم تتسع للرأي الأخر، فأغلقت أبوابها وصمّت اذانها عن سماع الشيخ رائد
صلاح، حتى خيّرته بين الاعتقال أو الطرد من أراضيها.
إننا ندين بكل شدّة،
ونستنكر بكل تأكيد الإجراء الظالم بحقّ فضيلة الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة
الإسلامية، وما تعرَّض له خلال زيارته لبريطانيا، ونعتبر ذلك دعما مفضوحا للتعنُّت
الإسرائيلي والعنصرية الإسرائيلية، وخذلانا وغدرا للشعب الفلسطيني المظلوم الساعي
لنيل حريته وحقِّه في تقرير المصير.
أسطول الحرية "2"
أقوى من التخريب الإسرائيلي
تسعى إسرائيل جاهدة لمنع إبحار أسطول الحرية
الثاني من أوروبا لكسر الحصار البحري الذي تفرضه على قطاع غزة. فهي تضغط سياسيا على
الحكومات لمنع شعوبها وممثليها من المشاركة في الأسطول، وقد سعت كذلك إلى إعطاب بعض
السفن في عرض البحر لمنعها من التحرك باتجاه غزة. تمرينات عسكرية وتهديدات أمنية
وتصريحات سياسية كلها تؤكد الإصرار الإسرائيلي على منع الأسطول من بلوغ هدفه. ولكن
تجربة أسطول الحرية الأول أكّدت أنه حتى ولو لم تصل السفن إلى شواطئ غزة، فان
الرسالة الدولية والتضامن الدولي مع غزة لا يمكن منعها من الوصول، وإن رفع قضية
الحصار الإسرائيلي الظالم لغزة إلى سلم الأولويات، وتحريك ملف الحصار ليأخذ مكانه
في قائمة الاهتمامات الدولية أمر لا شك فيه.
إن التضامن الشعبي الدولي مع الشعب
الفلسطيني المحاصر، لا شك سينتصر على آلة القمع الإسرائيلية إعلاميا وسياسيا
وقيميا. لأن كل الحنكة والدهاء والمنظومة الإسرائيلية المحكمة لن تستطيع تسويق
باطلها وأكاذيبها وعنصريتها المتمثلة في حصار قرابة مليوني فلسطيني في غزة. إنه
باطل يعجز عن الدفاع عنه أعثى وأدهى محامي الدفاع، وخاصة حينما ينحصرون في جهة
واحدة، ألا وهي الظالم الغاصب الذي يمارس بنفسه جريمة الحصار على شعب غزة الفلسطيني
الحر. فهذا هو المتوقع من منظومة الكذب والدعاية الإسرائيلية التي لا تنطلي على
أحد، والتي كان من آخر أكاذيبها اتهام المتضامنين في أسطول الحرية بالتسلح بمواد
سامة ووسائل قتالية، يعزمون من خلالها التعرض للجنود الإسرائيليين والاعتداء
عليهم.
إنها أكاذيب أكبر من أن تصدق، لأن العنف هو الملعب الذي ترغب إسرائيل في
جرّ هؤلاء المتضامنين إليه، وهي الخانة التي يرفض المتضامنين مطلقا أن يُصنفوا
فيها، فقضيتهم أكبر من أن يضيعوها في منازلة جنود إسرائيليين في عرض البحر بعيدا عن
شواطئ غزة.
لا حريَّة للقدس حتى تتحرَّر العواصم
العربية
في أسبوع الإسراء والمعراج الذي كان فتحا معنويا للقدس، وليلة
عظيمة من ليالي المسجد الأقصى المبارك، والمبارك ما حوله نستذكر أن فتح المدينة
المقدسة الفعلي جاء بعد هذا الفتح المعنوي بقرابة ستة عشر عاما على يد الفاروق عمر
بن الخطاب رضي الله عنه. أما تحرير القدس على يدي صلاح الدين الأيوبي فقد سبقه
تحرير القاهرة ودمشق من الخذلان والترف وظلم الحكام، وتوحيد الجيشين المصري والشامي
تحت قيادة الناصر صلاح الدين الذي هزم الصليبيين في حطين ثم سار نحو القدس
فحررها.
والقدس اليوم تصبح وتمسي وهي تترقب تحرر العواصم العربية مرة أخرى من
الخذلان والضعف وظلم الحكام وترف البطانة المحيطة بهم، فإذا تحررت القاهرة ثم
اتبعتها دمشق وعسى أن تلقيا دعما من بقية العواصم العربية، فإن المرحلة القادمة
تكون وحدة جميع الشعوب العربية والإسلامية تحت راية واحدة، ترفع القدس إلى أعلى
درجات اهتمامها وأعلى سلم أولوياتها، ثم تضع الإستراتيجية اللازمة لتحرير القدس
والمسجد الأقصى. وكل ذلك بإذن الله تعالى ممكن وقريب المنال. وعليه فان الأنظمة
الدكتاتورية القمعية في ليبيا واليمن وسوريا، ليسوا فقط صخورا على صدور شعوبهم،
ولكنهم أيضا صخور تثبيط وخذلان على صدر القدس وعلى أعتاب المسجد الأقصى. لا يزول
الظلم عن القدس والأقصى حتى تزول هذه الصخور العنيدة، فتتحرر الإرادة العربية من
حكامها الظلمة ثم من أعدائها الغاصبين.
والله على كل شئ قدير.
والعالم الأوّل، الذين ينشرون الديمقراطية والليبرالية في ربوع الدنيا. ويحاسبون
الناس والشعوب والدول وفق معايير حقوق الإنسان، إنه العالم
الغربي الذي تقوده أمريكا وبريطانيا. فهل يمتلكون من القيم ما يؤهلهم حقيقة
لهذه الادعاءات؟ أم أنها مصداقية القوة والسطوة التي تمنحهم الحق في أن يدعوا ما
يشاءون؟.
وتزجّ إسرائيل أنفها وسط سوق الادعاءات الرخيصة هذه، فتدَّعي تارة أنها
واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط وأن جيشها أكثر جيوش العالم حضارية وأخلاقًا،
وأنها دولة قانون ونظام، وحريصة على الشرعية وحقوق الإنسان، وكأنها "منحة الله
الكبرى للبشرية، وسبب سعادة الإنسانية".
ولكن الحقيقة الناصعة والتي لا ينكرها
إلا أعمى البصر والبصيرة، هي أن أمريكا ليبرالية للأمريكان، وقاهرة لكثير من شعوب
الأرض تسومهم سوء العذاب، وتعمل فيهم قهرًا وإذلالًا وابتزازًا، أما إسرائيل فحدِّث
ولا حرج، تحاصر غزة باسم "الشرعية الدولية"، وتعتقل آلاف الفلسطينيين تحت ذريعة
الاحتياطات الأمنية، وتسن القوانين العنصرية كل اثنين وخميس من باب الديمقراطية
وحكم الأغلبية. تهوِّد القدس وتبني المستوطنات وتقتل أي أمل في السلام إحقاقاً
للدولة "اليهودية الديمقراطية". والان تستخدم اللوبي اليهودي في بريطانيا ليضغط على
السلطات البريطانية كي تعتقل أخانا الشيخ رائد صلاح تحت ذريعة معاداة "السامية".
إنه ولا شك الفساد العالمي الذي كثرت أذرعه مثل الأخطبوط تنهش وتفتك في كل مكان.
ولكن مهما كثرت أذرع الأخطبوط فإن له نفسًا واحدةً يوشك الله تعالى أن ينتزعها فلا
تملك الأذرع "نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياةً ولا نشورا".
إرادة الشعوب أقوى من مساحيق تجميل الحكومات
إسرائيل
والأنظمة العربية شركاء في عدائهم للحرية، وكرامة الإنسانية، وإحقاق حقوق المواطن
العربي في العيش الكريم. فكما تقمع الأنظمة العربية البائدة والمتهالكة في ليبيا
واليمن وسوريا شعوبها، فتسفك دماءهم وتستبيح حرماتهم للحيلولة دون بلوغهم الحقّ في
تقرير مصيرهم، وانتخاب من يحكمهم، تماما كذلك تفعل إسرائيل بحق الفلسطينيين، فهي
تحتلّ أرضهم وتنتهك مقدساتهم وتهدم منازلهم وتعمل في شبابهم ورجالهم قتلا واعتقالا
وإذلالا، وتحاصر فلسطين بكاملها، وليس غزة وحدها. إذا فإسرائيل عدو بارز العداوة
للحرية والكرامة الإنسانية ممثلة بالشعب الفلسطيني، وبجميع المتضامنين معه. وها هي
تجذب بريطانيا لمزاولة "دورها القذر" في معاداة الشعب الفلسطيني ورموزه. فإذا كانت
إسرائيل دولة ضيقة الأفق، قصيرة النفس، لا تتحمل الرأي المخالف لسياساتها العنصرية،
فما بال بريطانيا "العظمى"، ضاقت هي الأخرى ذرعا بسماع الرأي الفلسطيني الذي "يغرد"
خارج السرب الإسرائيلي منذ زمن بعيد. ما هذه الديمقراطية البريطانية، والليبرالية
الغربية التي لم تتسع للرأي الأخر، فأغلقت أبوابها وصمّت اذانها عن سماع الشيخ رائد
صلاح، حتى خيّرته بين الاعتقال أو الطرد من أراضيها.
إننا ندين بكل شدّة،
ونستنكر بكل تأكيد الإجراء الظالم بحقّ فضيلة الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة
الإسلامية، وما تعرَّض له خلال زيارته لبريطانيا، ونعتبر ذلك دعما مفضوحا للتعنُّت
الإسرائيلي والعنصرية الإسرائيلية، وخذلانا وغدرا للشعب الفلسطيني المظلوم الساعي
لنيل حريته وحقِّه في تقرير المصير.
أسطول الحرية "2"
أقوى من التخريب الإسرائيلي
تسعى إسرائيل جاهدة لمنع إبحار أسطول الحرية
الثاني من أوروبا لكسر الحصار البحري الذي تفرضه على قطاع غزة. فهي تضغط سياسيا على
الحكومات لمنع شعوبها وممثليها من المشاركة في الأسطول، وقد سعت كذلك إلى إعطاب بعض
السفن في عرض البحر لمنعها من التحرك باتجاه غزة. تمرينات عسكرية وتهديدات أمنية
وتصريحات سياسية كلها تؤكد الإصرار الإسرائيلي على منع الأسطول من بلوغ هدفه. ولكن
تجربة أسطول الحرية الأول أكّدت أنه حتى ولو لم تصل السفن إلى شواطئ غزة، فان
الرسالة الدولية والتضامن الدولي مع غزة لا يمكن منعها من الوصول، وإن رفع قضية
الحصار الإسرائيلي الظالم لغزة إلى سلم الأولويات، وتحريك ملف الحصار ليأخذ مكانه
في قائمة الاهتمامات الدولية أمر لا شك فيه.
إن التضامن الشعبي الدولي مع الشعب
الفلسطيني المحاصر، لا شك سينتصر على آلة القمع الإسرائيلية إعلاميا وسياسيا
وقيميا. لأن كل الحنكة والدهاء والمنظومة الإسرائيلية المحكمة لن تستطيع تسويق
باطلها وأكاذيبها وعنصريتها المتمثلة في حصار قرابة مليوني فلسطيني في غزة. إنه
باطل يعجز عن الدفاع عنه أعثى وأدهى محامي الدفاع، وخاصة حينما ينحصرون في جهة
واحدة، ألا وهي الظالم الغاصب الذي يمارس بنفسه جريمة الحصار على شعب غزة الفلسطيني
الحر. فهذا هو المتوقع من منظومة الكذب والدعاية الإسرائيلية التي لا تنطلي على
أحد، والتي كان من آخر أكاذيبها اتهام المتضامنين في أسطول الحرية بالتسلح بمواد
سامة ووسائل قتالية، يعزمون من خلالها التعرض للجنود الإسرائيليين والاعتداء
عليهم.
إنها أكاذيب أكبر من أن تصدق، لأن العنف هو الملعب الذي ترغب إسرائيل في
جرّ هؤلاء المتضامنين إليه، وهي الخانة التي يرفض المتضامنين مطلقا أن يُصنفوا
فيها، فقضيتهم أكبر من أن يضيعوها في منازلة جنود إسرائيليين في عرض البحر بعيدا عن
شواطئ غزة.
لا حريَّة للقدس حتى تتحرَّر العواصم
العربية
في أسبوع الإسراء والمعراج الذي كان فتحا معنويا للقدس، وليلة
عظيمة من ليالي المسجد الأقصى المبارك، والمبارك ما حوله نستذكر أن فتح المدينة
المقدسة الفعلي جاء بعد هذا الفتح المعنوي بقرابة ستة عشر عاما على يد الفاروق عمر
بن الخطاب رضي الله عنه. أما تحرير القدس على يدي صلاح الدين الأيوبي فقد سبقه
تحرير القاهرة ودمشق من الخذلان والترف وظلم الحكام، وتوحيد الجيشين المصري والشامي
تحت قيادة الناصر صلاح الدين الذي هزم الصليبيين في حطين ثم سار نحو القدس
فحررها.
والقدس اليوم تصبح وتمسي وهي تترقب تحرر العواصم العربية مرة أخرى من
الخذلان والضعف وظلم الحكام وترف البطانة المحيطة بهم، فإذا تحررت القاهرة ثم
اتبعتها دمشق وعسى أن تلقيا دعما من بقية العواصم العربية، فإن المرحلة القادمة
تكون وحدة جميع الشعوب العربية والإسلامية تحت راية واحدة، ترفع القدس إلى أعلى
درجات اهتمامها وأعلى سلم أولوياتها، ثم تضع الإستراتيجية اللازمة لتحرير القدس
والمسجد الأقصى. وكل ذلك بإذن الله تعالى ممكن وقريب المنال. وعليه فان الأنظمة
الدكتاتورية القمعية في ليبيا واليمن وسوريا، ليسوا فقط صخورا على صدور شعوبهم،
ولكنهم أيضا صخور تثبيط وخذلان على صدر القدس وعلى أعتاب المسجد الأقصى. لا يزول
الظلم عن القدس والأقصى حتى تزول هذه الصخور العنيدة، فتتحرر الإرادة العربية من
حكامها الظلمة ثم من أعدائها الغاصبين.
والله على كل شئ قدير.