كم أحبّك أيّها الورد يانعًا يحيا طبيعيّـًا شاردًا في البريّة، وفوق الجبال
والتّلال ، وفي الخمائل وعلى ضفاف الجداول، لا اصطناعيّـًا مموّهًا بالألوان،
يكذب في البيوت وألسنة الناس!! ولقد غرستُك في حديقة منزلي، وجعلتُك مع
أكثر أبناء عشيرتك من الأزاهير الزاهية على الشرفات من بيتي، تزهو بكلّ بنان خضيب،
ونصيف موشّى، ورداء مفوَّف، وتاج مرصّع بأنفس اللآلئ، يسيل رضابك، ويجري لعابك فوق
نحرك، وعلى صدرك ، وترفرف النسمة فوقك فراشةً حيّيّةً ، تَنشُد الشّراب من رحيقك،
فتتنهّد لها من عبيرك، وتتنفّس لرؤيتها من أريجك عند طلوع الفجر..!
كم أحبّك
أيّها الورد، ساعةَ أعتزلُ الدّنيا كلّها، لأسهر في كنفك، أسقيك وتسقيني ..أطعمك
وتطعمني .. والنجوم تتحلّق كل مساء معنا حول الموائد !! وما لذّ شئ عندي في تلك
الساعة، مثل أن يتّكئ قلبي على صدرك، ويسند رأسه إلى لواعجك، لأتنشّق أنفاسك ، وآنس
بنبضات شذاك ، وخفقات عطرك الطائر إلى عرش القمر ..!
وأحبّك أيّها الورد أشعرَ
شعراء هذا الكون منذ القدم، تنطلق من صدرك أبلغ النفحات الشذيّة، وأفصح النفثات
العطريّة التي يقصّر دونها كلُّ ما جمعته أقلام البشر عبر الزمان من خطب وقصائد..!!
أحبّك أجمل قصيدة ابتدعتها قرائح الجبال، وخطّتها أقلام الرّوابي فوق السفوح،
وقد صدرت عن وجدان الربيع، واستلهمها خيال نيسان في واحدة من أكرم لياليه التي تجود
بأنبل الخواطر على قلوب الشعراء..!!
أحبّك أيّها الورد قلَمًا عاطرًا في يد
كاتب.. وكلماتٍ فوّاحةً في لسان شاعر..!!
أحبّك أيّها الورد حبيسًا في أقفاص
الشّوك، فيزيدك الشّوك من حولك جلالاً وأبّهةً..!
أحبّك أيّها الورد في الناس
طبيعيًّا صادقًا لا اصطناعيًّا كذّابًا .. حين تكون روضةُ معرفة وثقافة..! وأحبّك
رجلاً يكون حديقةَ فكر ومحبة.. وربوةَ أنس وعزاء.! فما نفع العالم إن لم يكن وردًا
في روابيه، وزهرًا في قلوب أبنائه..! إنّ الإنسان الذي لا يكون صدره حديقة ورد تبعث
العطر للناس، يكون شوكًا يلقي بذاره في كلّ مكان.. وما هي إلاّ والخريف قد أقبل
ليتلقّطها، ويلقيها في كلّ موضع، حتى تستحيل الدنيا عالماً شائكًا ، تقيم فيه
الأفاعي والعقارب والزواحف السامّة، ويحمل في يده قبضة نار، وجرعة موت للّذين
يقيمون على أرضه من هذه البشرية الضّالّة في التّيه!.
تذكُر أيّها الورد معي،
يوم هجمتْ عليّ عاصفةٌ جارحة، وقد أحكمتُ القبض عليها، فأخذتْ مذعورةً تنفض جناحيها
في يدي للإفلات منّي، وتنقر بمِنسَرها روحي، وتخدِّش بمخالبها قلبي، وللوقت خرجتُ
أتنشّق الناس من فصيلتك، لأطيّب بهم جراحي، وأضمّخ منهم نفسي، شفاءً لي من نزف
الدماء وكظّة الألم..!! فما أعظم أن يكون المرء آنية ورد، وقارورة زهر للمجروحين في
هذه المسكونة.! قُلْ لي أيّها الورد: ومن ذا الذي يمشي بغير جرح في هذا العالم !!.
أيّها الورد.. ما جئت اليوم باكرًا لأبكيك، وأنعاك إلى أهلك وذويك ..! لكنْ
ليتك تعلم كم من شوكة في هذا العالم لبست حلّتك البهيّة.. وكم بين البشر من تلفّعوا
بعباءتك الجميلة.. وسلبوك صورتك الباهرة.. واستعاروا لونك الزّاهي ..!
والبليّة
الثانية أيّها الورد، أنّ أكثر الناس قد عشيت أبصارهم، وغدوا مزكومين لا فرق عندهم
بين العَرف الذكيّ والرّيح النتنة، ولا تجزع إن قلت لك إنّ العالم بات فوضى بين
بنيه وأهله، مزيّفًا يقوم على الطلاء والأصباغ ، غدا الورد عند أكثر الناس شوكًا،
والشوك وردًا.. يفتنك جمال الورد مرّة ، وإن هي إلاّ أيّام أو سنوات تمرّ ، حتى
يبين لك أنّه الورد المصنوع بالأيدي، وتدرك أنّنا في عالم ، أنّى التفتَّ حولك ،
فلا تلقى من الناس إلاّ صبّاغًا أو وشّاءً أو خيّاطًا بالكلمات لأجمل الحلل
والملابس..!! وما أشقى الحرّ حين يحيا، وكلّ شئ حوله مداهن ومراءٍ ، أوَ ليس هذا
سجنًا أشدّ تعذيبًا لسجنائه من سجون الأقفاص والسلاسل ..!!.
أيّها الورد هل من
خلاص ونجاة ؟؟ أين مَن يفتح لي الأبواب والنوافذ! إنّي أكاد في هذا الشّرق أن
أختنق..!! .. عذرًا أيّها الورد فيما أنبأتُك..! وكم وددتُ لمكانك في نفسي، أن ينزع
الله من الناس في الأرض، ينزع منهم عيونهم ، ويضئ مكانها سُرُجًا في محاجرهم كي
يحسنوا النظر، ويجدع أنوفهم ويبدّلها خياشيم لا تفتح أبوابها إلاّ للعطر، حتى تعود
أيّها الورد إلى سابق مجدك من الحسن والبهاء في هذا العالم..!!.
والتّلال ، وفي الخمائل وعلى ضفاف الجداول، لا اصطناعيّـًا مموّهًا بالألوان،
يكذب في البيوت وألسنة الناس!! ولقد غرستُك في حديقة منزلي، وجعلتُك مع
أكثر أبناء عشيرتك من الأزاهير الزاهية على الشرفات من بيتي، تزهو بكلّ بنان خضيب،
ونصيف موشّى، ورداء مفوَّف، وتاج مرصّع بأنفس اللآلئ، يسيل رضابك، ويجري لعابك فوق
نحرك، وعلى صدرك ، وترفرف النسمة فوقك فراشةً حيّيّةً ، تَنشُد الشّراب من رحيقك،
فتتنهّد لها من عبيرك، وتتنفّس لرؤيتها من أريجك عند طلوع الفجر..!
كم أحبّك
أيّها الورد، ساعةَ أعتزلُ الدّنيا كلّها، لأسهر في كنفك، أسقيك وتسقيني ..أطعمك
وتطعمني .. والنجوم تتحلّق كل مساء معنا حول الموائد !! وما لذّ شئ عندي في تلك
الساعة، مثل أن يتّكئ قلبي على صدرك، ويسند رأسه إلى لواعجك، لأتنشّق أنفاسك ، وآنس
بنبضات شذاك ، وخفقات عطرك الطائر إلى عرش القمر ..!
وأحبّك أيّها الورد أشعرَ
شعراء هذا الكون منذ القدم، تنطلق من صدرك أبلغ النفحات الشذيّة، وأفصح النفثات
العطريّة التي يقصّر دونها كلُّ ما جمعته أقلام البشر عبر الزمان من خطب وقصائد..!!
أحبّك أجمل قصيدة ابتدعتها قرائح الجبال، وخطّتها أقلام الرّوابي فوق السفوح،
وقد صدرت عن وجدان الربيع، واستلهمها خيال نيسان في واحدة من أكرم لياليه التي تجود
بأنبل الخواطر على قلوب الشعراء..!!
أحبّك أيّها الورد قلَمًا عاطرًا في يد
كاتب.. وكلماتٍ فوّاحةً في لسان شاعر..!!
أحبّك أيّها الورد حبيسًا في أقفاص
الشّوك، فيزيدك الشّوك من حولك جلالاً وأبّهةً..!
أحبّك أيّها الورد في الناس
طبيعيًّا صادقًا لا اصطناعيًّا كذّابًا .. حين تكون روضةُ معرفة وثقافة..! وأحبّك
رجلاً يكون حديقةَ فكر ومحبة.. وربوةَ أنس وعزاء.! فما نفع العالم إن لم يكن وردًا
في روابيه، وزهرًا في قلوب أبنائه..! إنّ الإنسان الذي لا يكون صدره حديقة ورد تبعث
العطر للناس، يكون شوكًا يلقي بذاره في كلّ مكان.. وما هي إلاّ والخريف قد أقبل
ليتلقّطها، ويلقيها في كلّ موضع، حتى تستحيل الدنيا عالماً شائكًا ، تقيم فيه
الأفاعي والعقارب والزواحف السامّة، ويحمل في يده قبضة نار، وجرعة موت للّذين
يقيمون على أرضه من هذه البشرية الضّالّة في التّيه!.
تذكُر أيّها الورد معي،
يوم هجمتْ عليّ عاصفةٌ جارحة، وقد أحكمتُ القبض عليها، فأخذتْ مذعورةً تنفض جناحيها
في يدي للإفلات منّي، وتنقر بمِنسَرها روحي، وتخدِّش بمخالبها قلبي، وللوقت خرجتُ
أتنشّق الناس من فصيلتك، لأطيّب بهم جراحي، وأضمّخ منهم نفسي، شفاءً لي من نزف
الدماء وكظّة الألم..!! فما أعظم أن يكون المرء آنية ورد، وقارورة زهر للمجروحين في
هذه المسكونة.! قُلْ لي أيّها الورد: ومن ذا الذي يمشي بغير جرح في هذا العالم !!.
أيّها الورد.. ما جئت اليوم باكرًا لأبكيك، وأنعاك إلى أهلك وذويك ..! لكنْ
ليتك تعلم كم من شوكة في هذا العالم لبست حلّتك البهيّة.. وكم بين البشر من تلفّعوا
بعباءتك الجميلة.. وسلبوك صورتك الباهرة.. واستعاروا لونك الزّاهي ..!
والبليّة
الثانية أيّها الورد، أنّ أكثر الناس قد عشيت أبصارهم، وغدوا مزكومين لا فرق عندهم
بين العَرف الذكيّ والرّيح النتنة، ولا تجزع إن قلت لك إنّ العالم بات فوضى بين
بنيه وأهله، مزيّفًا يقوم على الطلاء والأصباغ ، غدا الورد عند أكثر الناس شوكًا،
والشوك وردًا.. يفتنك جمال الورد مرّة ، وإن هي إلاّ أيّام أو سنوات تمرّ ، حتى
يبين لك أنّه الورد المصنوع بالأيدي، وتدرك أنّنا في عالم ، أنّى التفتَّ حولك ،
فلا تلقى من الناس إلاّ صبّاغًا أو وشّاءً أو خيّاطًا بالكلمات لأجمل الحلل
والملابس..!! وما أشقى الحرّ حين يحيا، وكلّ شئ حوله مداهن ومراءٍ ، أوَ ليس هذا
سجنًا أشدّ تعذيبًا لسجنائه من سجون الأقفاص والسلاسل ..!!.
أيّها الورد هل من
خلاص ونجاة ؟؟ أين مَن يفتح لي الأبواب والنوافذ! إنّي أكاد في هذا الشّرق أن
أختنق..!! .. عذرًا أيّها الورد فيما أنبأتُك..! وكم وددتُ لمكانك في نفسي، أن ينزع
الله من الناس في الأرض، ينزع منهم عيونهم ، ويضئ مكانها سُرُجًا في محاجرهم كي
يحسنوا النظر، ويجدع أنوفهم ويبدّلها خياشيم لا تفتح أبوابها إلاّ للعطر، حتى تعود
أيّها الورد إلى سابق مجدك من الحسن والبهاء في هذا العالم..!!.