منتديات الحزين فلسطين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات الحزين فلسطين

مرحبا بكم في منتديات الحزين فلسطين


    حديث الضمير .. قصة قصيرة

    محمدالحاتم
    محمدالحاتم
    الـمـشـرف الـعـام
    الـمـشـرف الـعـام


    الدولة : فلسطين
    ذكر
    عدد المساهمات : 3148
    نقاط : 5341
    تاريخ التسجيل : 09/05/2011
    العمر : 51
    . : حديث الضمير .. قصة قصيرة 251764770

    حديث الضمير .. قصة قصيرة Empty حديث الضمير .. قصة قصيرة

    مُساهمة من طرف محمدالحاتم السبت أكتوبر 22, 2011 7:55 pm

    أغلق الفضاء أمامها , وضاقت
    الدنيا عليها, فلجأت للبكاء كمخرج من الحزن, واليأس ليلاطف الدمع خديها ليخرج من
    مخزنه الذي كان فيه
    محشورا,

    فسال على خديها كقناة نهري تشبه مفرق
    الفراتي , فاحمرا خداها, وتبللت جفونها من سيل الدموع التي جرفت معها الكحلي لتصبغه
    وكأنه ضفافا النيل فاستمرت تتقاطر دموعها على الأرض لترسم على خديها معالم حياة
    قاسية مرت بها , لكن سرعان ما جفت من شدت أشعت الشمس , ولفحات الرياح الساخنة , وهي
    تنظر الى دموعها التي تتبخر في رمضاء الصيف الحار والجاف , والذي يحاصرها من كل
    اتجاه فأدركت انه من الصعب الاستمرار في العيش في هذا الجو القاسي فقررت الرحيل
    لتبحث عن حياة جديدة فحزمت بعض ملابسها المتبقية من أيام زواجها , وبعض الإغراض
    التي كانت تحتفظ بها من صغرها , وخرجت من بيتها منطلقة بسرعة مشيا على الإقدام صوب
    الشارع الذي يبعد عن بيتها مسافة بعيده لعلها تجد سيارة لتنقلها قبل ان يكشف سرها,
    وتجبر على العيش في هذه الظروف القاسية فواصلت السير حتى وصلت إلى الطريق برغم
    التعب الشديد وحرارة الجو الصحراوي حتى وصلت الى الشارع العام فوقفت تلوح بيدها
    لسيارة اقتربت منها , فتوقفت السيارة, وصعدت والتعب يبدو عليها ,فطلبت من السائق أن
    يوصلها إلى المعبر الحدودي فاستجاب السائق لطلبها وأكملت المشوار حتى اقتربت من
    الحدود فانزلها السائق فدفعت لسائق أجرته بعض النقود التي احتفظت بها من ما تلقته
    من صديقاتها يوم زفافها فعاد السائق ادراجه أما هي فحملت اغراضها وتوجهت إلى جنود
    يقفون على المعبر ولم تعلم أنها لم تملك أي او وثائق ثبوتية تمكنها من العبور ,
    والاستمرار في مواصلة رحيلها فأوقفها حراس المعبر, وطلبوا منها ان تبرز تأشيرة عبور
    فأخبرتهم أنها لا تملك أي وثائق فقالوا لها لن نسمح لك بالعبور دون تأشيرة فأدركت
    حينها ان هروبها من الحياة قد توقف بسبب عدم امتلاكها أي وثائق فجلست بجانب الحاجز
    تحت أشعة الشمس تعاني قسوة الجو الحار دون ماء او طعام فأغربت الشمس وحل الليل وهي
    لا تعرف ماذا تفعل, ومصير مجهول , وبقيت على الحال عدة أيام فنحل جسمها وأصابه
    الإعياء وهي لا تملك شيئا لتتمكن من مواصلة الحياة الا بما يتصدق عليها الجنود وبعد
    المارين من المعبر من ما زاد عن حاجتهم من ماء وطعام لكي تواصل الحياة غير مكترثين
    بحالها المأساوي فاستمرت على الحال أياما وعدة سنين الى حين ان شعرت بان اجلها قد
    دنى فحفرت لها حفرة ونامت تلك الليلة فصعدت روحها إلى السماء وظل جسدها في مرقده
    بجانب المعبر فقبرها الزمن دون ان يشارك في مراسيم دفنها بشر.


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 5:18 pm