توقفت عند هذه الآية وتأملتها، ففيها نهي عن
النسيان، والنسيان صفة من صفات
الإنسان، في الآية نهي عن نسيان الاغتراف
من هذه
الدنيا،
ونهي عن نسيان الحظ المتوافر لكل واحد في هذه الدنيا،
على أن يجيد الاغتراف،
فما حظّنا منك
أيتها الدنيا؟
فيك أيتها الدنيا
نصيب للعقل بأن يفكّر ويتفكر، ويعلل ويستنتج، ويعتبر ويتبصّر، ويكون أميراً على
الجسد، يوجه أعماله، ويسدد أفعاله النّيرة، ويزجره عن أفعاله المزرية.
في العقل تنبيه وتحذير، وفيه تأميل وتصبير، وفيه
مخزون من
المعلومات تعين على حسن اختيار الكلام، حسب
الحال والمقام، وفيه اختيار للأفعال حسبما تقتضيه الحاجة، وله قدرة على كشف محاسن
الدروب ومساوئها، والبحث عن خباياها ومساربها، وإرشاد إلى سلوك سبيل النجاة.
والعقل يجعل صاحبها مكلفاً، وبدونه يسقط التكليف،
وكأن العقل هو الإنسان، فإن زال زال.
وفيك أيتها الدنيا
نصيب للروح، فالروح في الجسد كالمصباح، إن عم فيها النور انجلى عن العقل الظلام،
وتفتحت النفس على الإقدام، وسعد الإنسان بهذا النور، وأسعد من حوله،
فعاشوا عيشة السعداء، وماتوا ميتة الأتقياء، للروح إشراقة تجلو الظلام،
وتدفع عن النفس همّ الدنيا،
وتروضها على تقبّل تقلباتها، والتأقلم معها، وتجعل من قلبك
ميداناً فسيحاً يتسع لكل مسلم، وبحراً لا تكدره
الدلاء
فتغدو متقبلاً
أخطاء الآخرين بروح رياضيّة، وعزماً لا يفله
الابتلاء فأنت
من الابتلاء تصنع
العلياء.
وفيك أيتها الدنيا
نصيب للجسد الذي يحمل العقل والروح ما شاء الله للإنسان أن يحيا، وهذا الجسد نظراً
لما يحمله مكرّم في الحياة بالزينة والطيب، وبأطيب الرزق وأطهره، وبالعناية بمحتواه
وببشرته، وبنظافته وحسن منظره،
وهو مكرم عند الممات بدفنه وستره.
وهو مكرم بقدر ما يقوم به من أعمال
صالحة، وبما تقوم به يده من أعمال
وما تخطو به الرِجل في كل مجال.
بواسطة الجسد يتم تواصل الإنسان بأخيه الإنسان،
فالعينان تلتقيان وباللسان يتحادثان، وبالأيادي يتصافحان، وعلى دروب الخير
يتعاونان، وبتعاونهما تبنى الحضارة، ويصبح للأمة مجد وإمارة.
وبواسطة الجسد يتكاثر الإنسان، وإلى جنّة الدنيا
يأوي الزوجان، وينعمان بالسكينة، ويتعاونان على ظروف الحياة.
وقد يجود المسلم بهذا الجسد دفاعاً عن عرض أو بلد،
فيغدو رافعاً صاحبه في جنات إلى الأبد بإذن الواحد الصمد.
فلا تنس
نصيبك من الدنيا
نهي سبقه أمر إلهي (وابتغ) وتلاه أمر
إلهي (وأحسن) فهذه القدرات الممنوحة في
جسمك يا إنسان يجب أن تبتغي في استغلالها
الدار الآخرة فهي الهدف الذي ينبغي ألا يغيب،
وهذه القدرات يجب العمل على الرفع من
كفاءتها إلى أقصى حد ممكن، وأمامنا
نموذج إحسان الله في خلقه السماوات والأرض، وتقديره كل شيء تقديراً، فالإحسان في
التعامل والإحسان في العمل والإحسان في الطاعة.
وتبقى صيغة النهي (ولا تنس)
تؤكد حبّ الله لعباده كما نفعل مع أحبابنا -ولله المثل الأعلى- حين نحذرهم من شيء
خوفاً عليهم، وطمعاً في سلامتهم
ونجاتهم.
النسيان، والنسيان صفة من صفات
الإنسان، في الآية نهي عن نسيان الاغتراف
من هذه
الدنيا،
ونهي عن نسيان الحظ المتوافر لكل واحد في هذه الدنيا،
على أن يجيد الاغتراف،
فما حظّنا منك
أيتها الدنيا؟
فيك أيتها الدنيا
نصيب للعقل بأن يفكّر ويتفكر، ويعلل ويستنتج، ويعتبر ويتبصّر، ويكون أميراً على
الجسد، يوجه أعماله، ويسدد أفعاله النّيرة، ويزجره عن أفعاله المزرية.
في العقل تنبيه وتحذير، وفيه تأميل وتصبير، وفيه
مخزون من
المعلومات تعين على حسن اختيار الكلام، حسب
الحال والمقام، وفيه اختيار للأفعال حسبما تقتضيه الحاجة، وله قدرة على كشف محاسن
الدروب ومساوئها، والبحث عن خباياها ومساربها، وإرشاد إلى سلوك سبيل النجاة.
والعقل يجعل صاحبها مكلفاً، وبدونه يسقط التكليف،
وكأن العقل هو الإنسان، فإن زال زال.
وفيك أيتها الدنيا
نصيب للروح، فالروح في الجسد كالمصباح، إن عم فيها النور انجلى عن العقل الظلام،
وتفتحت النفس على الإقدام، وسعد الإنسان بهذا النور، وأسعد من حوله،
فعاشوا عيشة السعداء، وماتوا ميتة الأتقياء، للروح إشراقة تجلو الظلام،
وتدفع عن النفس همّ الدنيا،
وتروضها على تقبّل تقلباتها، والتأقلم معها، وتجعل من قلبك
ميداناً فسيحاً يتسع لكل مسلم، وبحراً لا تكدره
الدلاء
فتغدو متقبلاً
أخطاء الآخرين بروح رياضيّة، وعزماً لا يفله
الابتلاء فأنت
من الابتلاء تصنع
العلياء.
وفيك أيتها الدنيا
نصيب للجسد الذي يحمل العقل والروح ما شاء الله للإنسان أن يحيا، وهذا الجسد نظراً
لما يحمله مكرّم في الحياة بالزينة والطيب، وبأطيب الرزق وأطهره، وبالعناية بمحتواه
وببشرته، وبنظافته وحسن منظره،
وهو مكرم عند الممات بدفنه وستره.
وهو مكرم بقدر ما يقوم به من أعمال
صالحة، وبما تقوم به يده من أعمال
وما تخطو به الرِجل في كل مجال.
بواسطة الجسد يتم تواصل الإنسان بأخيه الإنسان،
فالعينان تلتقيان وباللسان يتحادثان، وبالأيادي يتصافحان، وعلى دروب الخير
يتعاونان، وبتعاونهما تبنى الحضارة، ويصبح للأمة مجد وإمارة.
وبواسطة الجسد يتكاثر الإنسان، وإلى جنّة الدنيا
يأوي الزوجان، وينعمان بالسكينة، ويتعاونان على ظروف الحياة.
وقد يجود المسلم بهذا الجسد دفاعاً عن عرض أو بلد،
فيغدو رافعاً صاحبه في جنات إلى الأبد بإذن الواحد الصمد.
فلا تنس
نصيبك من الدنيا
نهي سبقه أمر إلهي (وابتغ) وتلاه أمر
إلهي (وأحسن) فهذه القدرات الممنوحة في
جسمك يا إنسان يجب أن تبتغي في استغلالها
الدار الآخرة فهي الهدف الذي ينبغي ألا يغيب،
وهذه القدرات يجب العمل على الرفع من
كفاءتها إلى أقصى حد ممكن، وأمامنا
نموذج إحسان الله في خلقه السماوات والأرض، وتقديره كل شيء تقديراً، فالإحسان في
التعامل والإحسان في العمل والإحسان في الطاعة.
وتبقى صيغة النهي (ولا تنس)
تؤكد حبّ الله لعباده كما نفعل مع أحبابنا -ولله المثل الأعلى- حين نحذرهم من شيء
خوفاً عليهم، وطمعاً في سلامتهم
ونجاتهم.