بالصور: الطالبة عزة أبو منديل الأولى على فلسطين في نتائج توجيهي 2013
صورة عزة أبو منديل الأولى على فلسطين في نتائج توجيهي 2013
لم أكن أتوقع وأنا أبحث عن منزل الطالبة المتفوقة عزة أبو منديل لكي أجري معها لقاءا صحفيا أن والداها أحمد زميلي في الدراسة في المرحلة الثانوية حيت سلمت عليه وهنأته بتفوق ابنته وأنا لا أعرفه ففاجئني بالقول "ايش يا أخ عبدا لهادي يبدو أنك ما بتعرف شخصيتي " عندها دققت النظر وأخذته بالأحضان وأن أشعر بالبهجة والسعادة الغامرة
اعتقدت للوهلة الأولي أنني سأحصل على سبق صحفي بلقاء الطالبة المتفوقة عزة ولكن تفاجأت أن المنزل يعج بمختلف وسائل الأعلام والمهنئين والطاقم التدريسي والأقارب وحتى الأطفال وسط أجواء الفرح والبهجة والسعادة
ساعات طويلة هي من أصعب الساعات على الطالبة عزة أبو منديل الأولى على الوطن في فرع العلوم الأنسانية 99,5 % في انتظار نتيجتها على الرغم من معرفتها المسبقة أنه ستحصل على المرتبة الثانية أو الثالثة على الوطن وليست الأولى ،لم تصدق الطالبة عزة عندما هاتفها والدها مبلغاً إياها بأنها قد حصلت الأول مكرر على مستوى الوطن فلسطين.
فبكت من شدة الفرحة وبعد قليل ارتسمت على وجهها الأبتسامة وأخذت تقبل والديها وأشقائها وشقيقاتها , لتتحول حياتها بلمحة بصر ليصبح اسمها على كل لسان، وقد شاركها أبناء مخيمها المغازي وسط قطاع غزة الفرحة بالألعاب النارية والتوافد الذي لم ينقطع عن بيتها. بالكاد ونتيجة تزاحم المهنئين ووسائل الأعلام استطعت شق الطريق بصحبة والدها والتمكن من مقابلتها حيت في بداية حديثها أهدت هذا النجاح والتفوق لشهداء الشعب الفلسطيني وللأسرى, وخصت منهم المضربين عن الطعام, ولعائلتها ومُدرساتها، ولصديقاتها خاصة صديقتها الغالية سمر بسام مسلم مهنئة جميع الطلبة الناجحين.
وتضيف الطالبة عزة من مدرسة شهداء المغازي الثانوية "أ" للبنات وعلامات الفرح بادية على وجهها والدموع تكاد تتساقط من مقلتيها لتصف لحظة الإعلان عن نتيجتها قائلة : أكيد أنها فرحة لا توصف بكلمات قليلة فرحة لا يضاهيها فرحة حيت أنني كنت متوقعة أن أكون من العشرة الأوائل على مستوى الوطن ولكن ليس أن أحصل على الأولى فالحمد لله على كل شيئ وتضيف لقد أخبرني والدي بالنتيجة وكانت دموعه تتساقط من شدة الفرحة والذي قام باحتضاني وتقديم التهاني لي
وبين الحين والأخر يقاطعها المهنئين والرد على الجولات وتواصل حديثها وعند سؤالها عن جدول مذاكرتها قالت : كنت منظم للجدول الدراسي ولم أضغط نفسي في نهاية العام موضحة أنها في بداية العام كانت تذاكر 6 ساعات والتي زادت بالتدريج لتصبح عشر ساعات ولتختتم قبل بدء الأمتحانات النهائية إلى 18 ساعة مؤكدة أن والديها وفرا لها كل سبل الراحة والجو النفسي للدراسة منذ بداية العام
وعن تلقيها الدروس الخصوصية نفت نفيا قاطعا تلقيها أي درس لأنها ليست بحاجة لها لتفوقها منذ صغرها حيت طوال مراحل تعلمها وهي تحصل على الأولى على مدرستها وكانت على قدر من الكفاءة والأعتماد على شرح مدرساتها وتعليمات وارشادات ناظرتها سميرة هارون
وعن المشاكل التي واجهتها أتناء دراستها استرسلت بنوع من الحزن والألم وهي تعود بالذاكرة إلى الحرب الأخيرة على غزة واستشهاد والد وشقيق وعم صديقتها من عائلة أبو جلال وبقيت متأترة وحزينة لمدة شهر كامل وهذا أثر على في دراستي في تلك الفترة وعن المشكلة الأخرى قالت انقطاع التيار الكهربائي المتواصل
ونظرا لتفوق الطالبة عزة أحمد جمعة أبو منديل منذ صغرها خاصة في مادة اللغة الأنجليزية حصلت على منحة عبر الأميديست لتكملة دراستها في أمريكيا وأهلها رفضوا ذلك للعديد من الأعتبارات ولكن اليوم أميتها تحققت برغبتها دارسة اللغة الأنجليزية في الجامعة الأسلامية وعزت المتفوقة أبو منديل نجاحها إلى علاقتها مع ربها والتي لم تبدأ ببداية الثانوية العامة ولم تنته بانتهائه، مؤكدة أن تنظيم الوقت والمتابعة والمراجعة لهم أهميتهم التي لا يُمكن إغفالها.
وعن حلمها تتحدث، تقول أتمنى أن أكون من الأوائل في الجامعة أيضاً, وأن أحصل على درجة الدكتوراه في التربية باللغة الإنجليزية. وأوصت جميع الطلبة المقبلين على الثانوية بعدم القلق والرهبة، وضرورة الالتزام بالمراجعة والمتابعة على مدار العام.
الطالبة المتفوقة عزة كانت ترغب بالتخصص في فرع العلوم وكانت متأكدة أنها لو أكملت دراستها في هذا التخصص لحصلت على علامات أكثر ولكن ما الذي جعلها تحول لفرع الآداب يقول والدها أحمد أبو منديل والذي لم يصدق من الفرحة أن ابنته حصلت على مرتبة الأولى بالرغم من أنه توقع لها ذلك أن ابنته كانت متفوقة جدا في المواد العلمية وكانت ترغب في تكملتها وأنها كانت واثقة أنه ستحصل على مرتبة أفضل ولكن الذي جعلها تحول أن شقيها البكر كان يدرس نفس التخصص ولكنه فاجأت أنه لم يحصل على علامات مرتفعة فصار لديها نوع من الصدمة فحولت للدراسة أدبي بالرغم من إلحاح الطاقم التدريس ومدير التعليم وكل صديقاتها وأصرت على الدراسة أدبي
وأشار والد الطالبة عزة أنه سعيد جاد بحصول ابنته على هذه النسبة موضحا أنه وفر لها كل أجواء الدراسة والدعم النفسي
والدها الحاج أبو محمود ظل لسانه يلهج بالدعاء والحمد والتهليل، ويعرب عن فخره بأنه ساعد ابنته في توفير جو هادئ لدراستها، وقال: "كنا نساعدها وفرنا لها جوا دراسيا, وأمها مدرسة وكانت تعرف كيف تخدمها وتساعدها، ووفرت لها غرفة لوحدها وحياة طبيعية
أما والدتها المدرسة فلم تتمالك نفسها وبكت من شدة الفرحة تقول ابنتي متفوقة من الصف الأول ولم أذكر أنني يوما من الأيام ساعدتها في الدراسة فهي كانت تعتمد على نفسها وعددت مناقب ابنتها قائلة :أنها ذكية جدا وهادئة وخلوقة ومطيعة وذاكرة لربها تصلي وتصوم تعرف حقوقها وواجباتها كانت تبحث عن كل معلومة عبر النت خاصة أوارق أسئلة الأمتحانات لا تبخل عن تقديم المساعدة لأي طالبة من صديقاتها كانت محبوبة من الجميع
وتواصل حذيتها بكل تقة كنت متوقعة لها هذه النسبة لأنها تستحق ذلك وعن لحظات استقبالها النتيجة قالت كانت ابنتي متوترة جدا وتبكي بحرقة لكن أنا كنت مطمئنة جدا خاصة كنت ألتقي بها بعد تأدية كل امتحان وتشرح لي كل شيئ وتضيف والدتها لقد وفرت لها كل متطلباتها من غرفة وتجهيزها بكل سبل الراحة إلى عدم ارهاقها في شغل البيت إلى اتباع معها نظام غدائي معين يساعد على تنشيط ذاكرتها
وثمنت والدة الطالبة عزة أن يدخل الله الفرحة على كل بيت فلسطيني كما دخلت على بفرحتي بتفوق ابنتي