رام الله - معا - ارتفعت حصيلة شهداء مخيم قلنديا الى ثلاثة وإصابة 15 آخراً بجراح، من ضمنها 6 بجراح بليغة، خلال المواجهات العنيفة التي اندلعت صباح اليوم بين شبان المخيم وقوات الاحتلال التي اقتحمت المخيم لاعتقال الأسير المحرر عمر الخطيب.
وقالت مصادر طبية لوكالة معا إن روبين العبد فايز زايد (28 عاما) وهو أسير محرر، ويونس جهاد أبو الشيخ جحجوح ( 19 عاما)، وجهاد اصلان (20) عاماً استشهدوا إثر إصابتهم بالرصاص، الذي أطلقته قوات الاحتلال الإسرائيلي وقوتها الخاصة على المواطنين في المخيم.
واعتبر محمد مطير، أحد شهود العيان من المخيم لمراسل وكالة معا برام الله أن قوات الاحتلال أعدمت الشهيدين واغتالتهما بشكل مباشر، حيث كانا قريبين من عملية الاعتقال ولحظة وقوع المواجهات، فأمطرتهما بالرصاص الحي ومن مسافة قريبة، بنية واضحة على القتل.
وأكد مطير أن القوات الخاصة الإسرائيلية بلباسها المدني أطلقت 3 رصاصات على رأس وصدر جحجوح بشكل مباشر، كما أطلقت 4 رصاصات على ذات المنطقة للشهيد العبد، وأطلقت 3 رصاصات على صدر ورأس جهاد أصلان.
وقال شاهد عيان لمراسل معا في رام الله أن مجموعة من 10-13 جندياً إسرائيلياً باللباس المدني اقتحموا المخيم فجراً، وقاموا باعتقال الأسير المحرر عمر الخطيب، فانتبهت مجموعة من شبان المخيم للحادثة، فهاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالحجارة، وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص بغزارة نحو الشبان.
وأكد ذات الشاب على أن الشبان نجحوا في محاصرة القوات الخاصة الإسرائيلية في إحدى أزقة المخيم، في محاولة لإطلاق سراح المعتقل الخطيب، قبل أن تقتحم عشرات الآليات العسكرية المخيم، وهي تطلق الرصاص الحي وقنابل الغاز لفك الطوق المفروض على الوحدة الخاصة، وهو ما أوقع أعداداً كبيرة من الشهداء والجرحى.
واندلعت المواجهات، وفقاً لشهود عيان حين ترصدت عناصر قوة من القوات الخاصة التابعة لجيش الاحتلال لاعتقال الأسير المحرر عمر الخطيب الذي أمضى 10 سنوات في سجون الاحتلال ولم يمض سوى شهر على الافراج عنه، وبعد اعتقاله هاجم عشرات الشبان القوات الخاصة وحاصروها داخل المخيم، فأطلق عناصرها الرصاص الحي بكثافة موقعين عددا كبيرا من الاصابات في صفوف السكان، فتدخلت قوات عسكرية واقتحمت المخيم موقعة المزيد من الاصابات ودارت معها مواجهات عنيفة.
وأكدت مصادر طبية بمستشفى رام الله الحكومي وصول شهيدين وعدد من الإصابات من بينها إصابة حرجة تم ادخالها الى غرفة العناية المركزة.
وأفاد مدير الاسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الاحمر في رام الله، محمد سمحان أن مركز الطوارئ تلقى منذ الساعة السادسة والنصف صباحا عشرات البلاغات حول الوضع في مخيم قلنديا، وعلى الفور تحركت خمس سيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر إلى المخيم وعملت على نقل المصابين الى مجمع رام الله الحكومي.
وأوضح مدير الإسعاف الطوارئ في رام الله أن عددا من الجرحى اصيبوا بالرصاص في الرأس والصدر وأنحاء مختلفة من الجسم، مشيرا إلى أن عددا من سيارات الاسعاف الخاصة ايضا شاركت في نقل المصابين.
وتسود حالة من الغضب والحَنق في أوساط المخيم، ويعد الشبان العدة لتشييع جثمان الشهيدين إلى مقبرة المخيم، ويتوعد هؤلاء بالتوجه إلى حاجز قلنديا العسكري للرد على جريمة الاغتيال البشعة التي تعرض لها الشابين.
من جانب آخر، أدان المتحدث الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة الجريمة الاسرائيلية، معتبرا أن سلسلة الجرائم الإسرائيلية واستمرار عطاءات الاستيطان تشكل رسالة واضحة لحقيقة النوايا الإسرائيلية تجاه عملية السلام، وأن ردود فعل سلبية ستكون لهذه الأفعال.
وطالب المتحدث باسم الرئاسة، الإدارة الأميركية بالتدخل لمنع انهيار الجهود الأميركية والدولية في الشرق الأوسط.
كما أدان رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله بشدة الجريمة التي إرتكبتها قوات الإحتلال الإسرائيليّ فجر اليوم بإقتحامها مخيم قلنديا، والتي أدت إلى استشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة العشرات.
وقدّم الحمد الله تعازي الحكومة لذوي الشهداء ولعموم أبناء الشعب الفلسطيني.
وحمل رئيس الوزراء إسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان، مؤكداً على أن مثل هذه الجرائم تستوجب تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها المستمرة وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.