الفيلم الفلسطيني خلف الشمس حلم تحقق ونجاح منتظر
مشروع " نقطة تحول"- فيلم "خلف الشمس"
حلم تحقق ونجاح منتظر
أنس أبوسعده – هولندا - فلسطين
في ذاك المساء الجميل، تسارعت دقات قلبي وقلوب كل من عايش معي فترة المخاض الطويلة لمشروع "نقطة تحول" بفيلمه الأول "خلف الشمس" ... لم يبخل أحد وطوال هذه الفترة التي امتدت لأكثر من عام كامل في رفدنا بالملاحظة القّيمة أو الفكرة المبتكرة لتطوير هذا المشروع وإثراء هذه التجربة الدرامية الفلسطينية الفريدة.. كانت هذه التجربة شيقة بالرغم من كونها مجازفة واضحة خاصة وأنها الأولى بهذا الحجم في التاريخ الفلسطيني: أن يجازف مواطن فلسطيني وينتج فيلماً درامياً طويلاً تكتب قصته، يُصور، يُنتج ويُمثل أدواره ممثلون فلسطينيون، والاهم من ذلك كله أن يجسد الواقع الفلسطيني كما هو تحت احتلال ما زال جاثماً على الأرض..
في الواقع، كان هذا حلمي بعيد المنال كما كان طموحي في أن أرى الواقع الفلسطيني وهو يتحدث عن نفسه ضمن قصة أو قصص واقعية ولو كانت حتى رمزية.. كنت أحلم أن أرى نفسي وكمواطن فلسطيني عايش فترة أواخر السبعينيات والثمانينات وعايش خلالها الانتفاضة المباركة الأولى وأن أنقل هذه الصورة التي هي في الواقع لا تقدم جديداً للفلسطيني الذي عايشها وذاق مرها قبل حلوها.. كان حلمي أن أنقل هذه الصورة وهذا الواقع إلى الإنسان الذي لا يعرفنا ولا يتخيل واقعنا كما هو.. ذلك الإنسان الذي طالما تخيلنا وكأننا لسنا ببشر عاديين أو على الأقل هواة للموت وتفجير أنفسنا بمناسبة وبغير مناسبة..! ذلك الذي يتصور دائماً أننا نكره الحياة ونمقتها ونسعى إلى دمارنا وقتل أنفسنا سعياً..!
حلمت أن يتحدث الواقع ومن خلال هذا الفيلم عن عشقنا للحياة لكن بدون احتلال، بدون قهر أو ظلم.. كان طموحي أن ينقل الواقع الذي لا يحلم فيه أطفالنا إلا أحلاماً سوداء وأمعاءهم خاوية وليس كغيرهم من الأطفال.. كان حلمي أن يعرف الإنسان الغربي بالذات البيت الفلسطيني بكل أركانه: الأم الأب والأبناء والبنات على حقيقته.. لم يكن في بالي أن أنتج فيلما هوليودياً أنافس به " أفتار" أو أي فيلم آخر أنتجته السينما الأمريكية أو غيرها.. كنت على يقين تام أن إمكانياتنا محدودة للغاية، وأن ثقافتنا السينمائية متواضعة لا يمكنها أن تدفع الإنسان الفلسطيني خاصة في الأراضي الفلسطينية المحتلة للاصطفاف على أبواب السينما لحضور عرض الفيلم.. كنت على يقين تام من ندرة نقاد سينمائيين بالمعنى الحرفي للتسمية لأنه لا يوجد أعمال سينمائية فلسطينية صرفة إلا بعدد بسيط أحترمها وأحترم من أنتجها.. أحترم أيضاً كل الأعمال التي تحدثت عن فلسطين وقضاياها بطريقة محترمة حتى لو كانت في غالبيتها تعتمد على التمويل الأجنبي بغض النظر عن القائمين عليها..
في التاسع من يونيو حزيران 2010م وفي مسرح وسينماتك القصبة في مدينة رام الله، وبتظافر الجهود لكل من المنتج أنس أبوسعده وكاتب القصة والسيناريو والحوار سليم دبور والمخرج رفعت عادي وكل طاقم الفيلم بدون استثناء وكل من حمل الحلم بإخراج الفيلم الأول من مشروع "نقطة تحول" : فيلم خلف الشمس إلى النور.. رأيت هذا الحلم وقد تحول إلى حقيقة تفاعل معها الجمهور التي امتلأت القاعة به بالبكاء والضحك والتصفيق.. لقد سمعت عتاباً من أصدقاء حضروا العرض لم يبكوا أو أنهم لا يتذكروا أنهم بكوا من زمن وهم يرون أنفسهم يبكون.. وهم يرون واقعهم وتجاربهم الواقعية التي عايشوها على شاشة سينما فلسطينية.. تحدثت الصورة قبل الصوت والموسيقى عن الواقع بحذافيره.. لم تنسى شيئاً عن الفقر وقسوة الاحتلال ولا عن المقاومة السلمية وأنواع التعذيب في أقبية السجان للإنسان الفلسطيني الأعزل.. كما لم تنسى الإرادة والشموخ الذي نفتخر به.. لم يهمل المخرج ولا طاقم الفيلم إظهار المشاعر الإنسانية الفياضة التي تميز الإنسان الفلسطيني دائماً.. رأينا بانوراما للواقع الفلسطيني بجمال تلاله وجباله ووديانه.. جعلنا الفيلم نضحك من الأعماق حين كانت تختلط المشاعر وتخرج الحركة العفوية والأداء المميز من أحد الممثلين لتجعلنا نضحك ونبكي في نفس الوقت للإسقاطات الذكية التي يرمز إليه ذاك المشهد..
أنا هنا وفي هذا المقال لا أحاول أن أظهر وكأني صنعت فعلا خارقا بتحمل إنتاج هذا الفيلم، لكني وفي نفس الوقت أعتز بأنني خضت تجربة تضيف بالتأكيد زخماً جديداً وقوياً للسينما والدراما الفلسطينية التي أتتطلع أن تكون رائدة بين أقرانها العربية.. أؤمن أن الدراما بشكل عام هي صناعة وصناعة مربحة، يمكن أن تدر الربح الوفير على الوطن لو تبنتها أيادي وطنية تقدر الدراما وتعرف أن القصة الفلسطينية عميقة وغنية بشكل يؤهلها كي تكون رافداً قوياً لهذه الدراما..
المبدعون على الأرض الفلسطينية كثر، كل ما يحتاجونه هو هذه الأيادي التي تسندهم وتوفر لهم الدعم المادي الكافي لتضعهم على الطريق.. لقد اعتاد الفلسطيني ومن خلال المؤسسات غير الحكومية أن يبدع في مجالات الدراما وغيرها لكن حين يتوفر المانح الذي يمول العمل، لكن بهذه الطريقة وبرائي الشخصي لا يمكن للدراما أن تتحول إلى صناعة تدر الدخل لميزانية الدولة وأن نكون مصدراً للدراما للشاشة العربية وغير العربية.. المطلوب أن ننتج دراما بدعم ذاتي لنصنع دراما بالشكل الذي نريد وكي يكون حلماً فلسطينياً خالصاً.. هذا الحلم الذي أتمنى أن يتحقق في القريب العاجل.. أتمنى أن يتحقق لي الحلم بأن أرى هذا الفيلم وان يكون نجاحه محققاً خاصة بعد أن تبدأ عروضه الرسمية من جامعة النجاح الوطنية في الثاني عشر من تموز الجاري وعلى مسرح الأمير تركي وأن تمتلئ القاعة كما امتلأت يوم العرض الأول وأن يكتب النجاح للدراما الفلسطينية كما كُتب لفيلم "خلف الشمس" في عرضه الأول هذا النجاح الباهر وأن تكون فرحتنا جميعاً عارمة ونجاح هذه التجربة محقق..
مشروع " نقطة تحول"- فيلم "خلف الشمس"
حلم تحقق ونجاح منتظر
أنس أبوسعده – هولندا - فلسطين
في ذاك المساء الجميل، تسارعت دقات قلبي وقلوب كل من عايش معي فترة المخاض الطويلة لمشروع "نقطة تحول" بفيلمه الأول "خلف الشمس" ... لم يبخل أحد وطوال هذه الفترة التي امتدت لأكثر من عام كامل في رفدنا بالملاحظة القّيمة أو الفكرة المبتكرة لتطوير هذا المشروع وإثراء هذه التجربة الدرامية الفلسطينية الفريدة.. كانت هذه التجربة شيقة بالرغم من كونها مجازفة واضحة خاصة وأنها الأولى بهذا الحجم في التاريخ الفلسطيني: أن يجازف مواطن فلسطيني وينتج فيلماً درامياً طويلاً تكتب قصته، يُصور، يُنتج ويُمثل أدواره ممثلون فلسطينيون، والاهم من ذلك كله أن يجسد الواقع الفلسطيني كما هو تحت احتلال ما زال جاثماً على الأرض..
في الواقع، كان هذا حلمي بعيد المنال كما كان طموحي في أن أرى الواقع الفلسطيني وهو يتحدث عن نفسه ضمن قصة أو قصص واقعية ولو كانت حتى رمزية.. كنت أحلم أن أرى نفسي وكمواطن فلسطيني عايش فترة أواخر السبعينيات والثمانينات وعايش خلالها الانتفاضة المباركة الأولى وأن أنقل هذه الصورة التي هي في الواقع لا تقدم جديداً للفلسطيني الذي عايشها وذاق مرها قبل حلوها.. كان حلمي أن أنقل هذه الصورة وهذا الواقع إلى الإنسان الذي لا يعرفنا ولا يتخيل واقعنا كما هو.. ذلك الإنسان الذي طالما تخيلنا وكأننا لسنا ببشر عاديين أو على الأقل هواة للموت وتفجير أنفسنا بمناسبة وبغير مناسبة..! ذلك الذي يتصور دائماً أننا نكره الحياة ونمقتها ونسعى إلى دمارنا وقتل أنفسنا سعياً..!
حلمت أن يتحدث الواقع ومن خلال هذا الفيلم عن عشقنا للحياة لكن بدون احتلال، بدون قهر أو ظلم.. كان طموحي أن ينقل الواقع الذي لا يحلم فيه أطفالنا إلا أحلاماً سوداء وأمعاءهم خاوية وليس كغيرهم من الأطفال.. كان حلمي أن يعرف الإنسان الغربي بالذات البيت الفلسطيني بكل أركانه: الأم الأب والأبناء والبنات على حقيقته.. لم يكن في بالي أن أنتج فيلما هوليودياً أنافس به " أفتار" أو أي فيلم آخر أنتجته السينما الأمريكية أو غيرها.. كنت على يقين تام أن إمكانياتنا محدودة للغاية، وأن ثقافتنا السينمائية متواضعة لا يمكنها أن تدفع الإنسان الفلسطيني خاصة في الأراضي الفلسطينية المحتلة للاصطفاف على أبواب السينما لحضور عرض الفيلم.. كنت على يقين تام من ندرة نقاد سينمائيين بالمعنى الحرفي للتسمية لأنه لا يوجد أعمال سينمائية فلسطينية صرفة إلا بعدد بسيط أحترمها وأحترم من أنتجها.. أحترم أيضاً كل الأعمال التي تحدثت عن فلسطين وقضاياها بطريقة محترمة حتى لو كانت في غالبيتها تعتمد على التمويل الأجنبي بغض النظر عن القائمين عليها..
في التاسع من يونيو حزيران 2010م وفي مسرح وسينماتك القصبة في مدينة رام الله، وبتظافر الجهود لكل من المنتج أنس أبوسعده وكاتب القصة والسيناريو والحوار سليم دبور والمخرج رفعت عادي وكل طاقم الفيلم بدون استثناء وكل من حمل الحلم بإخراج الفيلم الأول من مشروع "نقطة تحول" : فيلم خلف الشمس إلى النور.. رأيت هذا الحلم وقد تحول إلى حقيقة تفاعل معها الجمهور التي امتلأت القاعة به بالبكاء والضحك والتصفيق.. لقد سمعت عتاباً من أصدقاء حضروا العرض لم يبكوا أو أنهم لا يتذكروا أنهم بكوا من زمن وهم يرون أنفسهم يبكون.. وهم يرون واقعهم وتجاربهم الواقعية التي عايشوها على شاشة سينما فلسطينية.. تحدثت الصورة قبل الصوت والموسيقى عن الواقع بحذافيره.. لم تنسى شيئاً عن الفقر وقسوة الاحتلال ولا عن المقاومة السلمية وأنواع التعذيب في أقبية السجان للإنسان الفلسطيني الأعزل.. كما لم تنسى الإرادة والشموخ الذي نفتخر به.. لم يهمل المخرج ولا طاقم الفيلم إظهار المشاعر الإنسانية الفياضة التي تميز الإنسان الفلسطيني دائماً.. رأينا بانوراما للواقع الفلسطيني بجمال تلاله وجباله ووديانه.. جعلنا الفيلم نضحك من الأعماق حين كانت تختلط المشاعر وتخرج الحركة العفوية والأداء المميز من أحد الممثلين لتجعلنا نضحك ونبكي في نفس الوقت للإسقاطات الذكية التي يرمز إليه ذاك المشهد..
أنا هنا وفي هذا المقال لا أحاول أن أظهر وكأني صنعت فعلا خارقا بتحمل إنتاج هذا الفيلم، لكني وفي نفس الوقت أعتز بأنني خضت تجربة تضيف بالتأكيد زخماً جديداً وقوياً للسينما والدراما الفلسطينية التي أتتطلع أن تكون رائدة بين أقرانها العربية.. أؤمن أن الدراما بشكل عام هي صناعة وصناعة مربحة، يمكن أن تدر الربح الوفير على الوطن لو تبنتها أيادي وطنية تقدر الدراما وتعرف أن القصة الفلسطينية عميقة وغنية بشكل يؤهلها كي تكون رافداً قوياً لهذه الدراما..
المبدعون على الأرض الفلسطينية كثر، كل ما يحتاجونه هو هذه الأيادي التي تسندهم وتوفر لهم الدعم المادي الكافي لتضعهم على الطريق.. لقد اعتاد الفلسطيني ومن خلال المؤسسات غير الحكومية أن يبدع في مجالات الدراما وغيرها لكن حين يتوفر المانح الذي يمول العمل، لكن بهذه الطريقة وبرائي الشخصي لا يمكن للدراما أن تتحول إلى صناعة تدر الدخل لميزانية الدولة وأن نكون مصدراً للدراما للشاشة العربية وغير العربية.. المطلوب أن ننتج دراما بدعم ذاتي لنصنع دراما بالشكل الذي نريد وكي يكون حلماً فلسطينياً خالصاً.. هذا الحلم الذي أتمنى أن يتحقق في القريب العاجل.. أتمنى أن يتحقق لي الحلم بأن أرى هذا الفيلم وان يكون نجاحه محققاً خاصة بعد أن تبدأ عروضه الرسمية من جامعة النجاح الوطنية في الثاني عشر من تموز الجاري وعلى مسرح الأمير تركي وأن تمتلئ القاعة كما امتلأت يوم العرض الأول وأن يكتب النجاح للدراما الفلسطينية كما كُتب لفيلم "خلف الشمس" في عرضه الأول هذا النجاح الباهر وأن تكون فرحتنا جميعاً عارمة ونجاح هذه التجربة محقق..