سمو الهدف وبعد الأفق ....
إن أعظم هدف يسعى المسلم إلى تحقيقه الفوز برضوان الله تبارك وتعالى, ولذا فإن على المسلم أن يحور كل أهدافه الجزئية والصغيرة لتصب في قناة هدفه الأسمى, فكل حركة وسكون وكل قول وكل فعل إن لم يخدم هذا الهدف فهو هباء, إن لم يعد على صاحبه بالضرر فلن يحصل من وراءه نفعآ ذا بال !
إن حياة المسلم بكل تفاعلاتها وبشتى علائقها مع مايحيط بها ينبغي ألا تكون بمعزل عن هذا الهدف , وأن غياب هذاه الرؤية عند المسلمين أدى إلى قصور مشين في بعض المفاهيم كما زهد في بعض الأعمال البناءة , وألقى الستار على بعض التخصصات المهمة التي من شأنها أن تحقق حضورآ لهذه الامة أو على الأقل يمكن أن تسد عوزتها وتغلق بابآ من لأبواب الشر , من هنا فإن ما قام به البعض منفصل بين تعاليم الإسلام وأعمالهم الحيوية ووظائفهم اليومية أدى إلى عدم الإتقان بل إلى التقصير والإهمال بل ربما إلى الخيانة..!
إن على المسلم أن (يجيِِِر) اعماله كلها مهما صغرت لصالح هدفه الأسمى ,ومن الناس من يجعل هدفه الأسمى نصب عينيه لكنه يزهد في الأعمال الصغيرة وكأنما غاب عنه أن من يعمل مثقال ذرة خيرآ يره , وأن التبسم في وجه أخيك صدقة , والكلمة الطيبة صدقة , وفي كل كبد رطبة أجر وإماطة الاذى عن الطريق من الإيمان , ...أليس في ذلك مايلفت النظرإلى الأعمال اليسيرة التي يحقرها بعضهم مع أن فيها خيرآ كثيرآ ....
إن إنفاق ريال خير من عدم الإنفاق وتسبيح وتحميد وتكبير بعد الصلاة يحط الخطايا وإن كانت مثل زبد البحر..وهذا يعني أن الوسائل الموصلة إلى الهدف الأسمى كثيرة ومتنوعة لكنا نشغل أنفسنا بالأشياء الكبيرة التي ربما لانستطيع تحقيقها ونحقر الأشياء الصغيرة والميسورة مع أنها إذا كتب لها القبول تسمو بنا درجات نحو الهدف ....!!!
إن سمو الهدف يورث بعد الأفق ,والنظر الأعمق ..
إن سمو الهدف يجعل النفس مشرئبة إلى المعالي ويورث همة سامية لايلوثها كدر الدنيا ومنغصاتها
عدل سابقا من قبل همس المشاعر في الإثنين يوليو 26, 2010 1:07 am عدل 2 مرات