طالما تردد اسم "شاليط" في الأنباء طيلة السنوات الأربعة المنصرمة وهي فترة
احتجازه في أعقاب عملية أسره فجر ،
ورحت متسائلاً مع نفسي، كم مرة كان قد ذكر اسم هذا الأسير الصهيوني في
وسائل الإعلام العالمية والعربية والصهيونية، فقررت أن أستعين بمحرك البحث
العالمي GOOGLE لأقف على حجم الاهتمام بهذا الأسير الصهيوني، وقمت بالتو
واللحظة بإدراج اسم "جلعاد شاليط" بالعربية هكذا تارة، وباللغة الانكليزية
هكذا ""Gilad Shalit تارة أخرى، ثم أعدت الكرة ثالثة فأدرجت اسمه باللغة
العبرية هكذا "גלעד שליט"، فهالني ما وجدته!!!.
لقد بلغ عدد ما نشر عنه من أنباء ومقالات باللغة العربية طيلة
السنوات الأربعة المنصرمة 1,340,000 خبراً، فيما ظهر لي أن عدد ما جاء على
ذكره باللغة الانكليزية للفترة ذاتها قد بلغ 4,550,000 خبراً "أي ما يعادل
3160 خبراً في اليوم الواحد"، أما ما بلغ من ذكر اسمه بالعبرية فقد بلغ
10,700,000 خبراً بالتمام والكمال"أي ما يعادل 7430 خبراً لليوم الواحد
تقريبا!!"، فما الذي تعنيه تلك الأرقام المهولة لاسيما تلك التي نشرت
باللغتين العبرية والانكليزية تحديداً!!.
لا يختلف اثنان من أن "شاليط " هذا إنما يُعـَد شأناً
"إسرائيلياً" باعتباره مجنداً صهيونياً وحاملاً لجنسية الكيان الصهيوني،
لهذا فلا نستغرب أن نجد ذاك الكم الهائل من الأخبار التي تحدثت عنه في
الوسائل الإعلامية الصهيونية كما رأينا آنفاً، كما وأن "شاليط" هذا يقع
حتماً ضمن دائرة الاهتمام الإعلامي العربي والفلسطيني باعتبار أنه أحد
أبناء الكيان الصهيوني الغاصب والذي تم أسره من قبل بعض الفصائل
الفلسطينية، إلا أن الغريب بالأمر أن نجد ذاك الاهتمام الكبير من لدن
الإعلام الغربي به حتى بلغ ما كان قد نشر عنه طيلة سنوات أسره في وسائل
إعلامها 4,550,000 خبراً بالتمام والكمال!!.
لقد عودنا الغرب دائماً على ممارسة
النفاق والتدليس والمحاباة ومداهنة الحكومات الصهيونية المتعاقبة وعلى
حساب الحق العربي عموماً والفلسطيني خاصة، ولعل تلك الأرقام التي قد ذكرتها
في مطلع مقالي خير دليل على صحة ما ذهبت إليه، حيث وضع الغرب جُلّ اهتمامه
وأولوياته بمناقشة موضوع شاليط وتسليط الأضواء عليه وبالتالي المطالبة
الحثيثة بإطلاق سراحه، وكأن شاليط هذا ما وَلـَدَت كمثله "ولادة" قط على
وجه هذه البسيطة في العصر الحديث، أو أن لا مثيل له باعتبار أنه مخلوق
متفرد نادر كان قد نزل من السماء!!، غير أن من المؤكد بأن ذاك الاهتمام
الغربي بشاليط متأت من حجم الاهتمام الصهيوني به وما تروج له ماكنة الإعلام
الغربية المرتبطة بالكيان الصهيوني!!.
لطالما سمعنا عبر التاريخ عن
مجازر وحشية وقعت هنا أو هناك، فكان الإعلام الغربي يمر على ذكرها مر
الكرام أو يلوذ بالصمت المطبق، إلا في مسألة أسر شاليط هذا، فإننا رأينا
ذاك الإعلام الغربي سواءً بسواء مع رجال ساسته قد شمروا جميعاً عن سواعدهم
وجندوا جُلّ طاقاتهم من أجل إطلاق سراحه من أسره متناسين حجم الجريمة
المقترفة بحق أبناء شعب فلسطين طيلة ستين عاماً منصرمة!!، حيث كانت ألمانيا
السباقة في وساطة إتمام صفقة إطلاق سراحه بمساعدة مصرية، ثم سرعان ما
أجهضت حكومة تل أبيب جهود الوساطة الألمانية المصرية على أمل رضوخ حماس لها
في آخر المطاف، وحين تزايدت هذه الأيام الضغوط الشعبية داخل الكيان
الصهيوني باتجاه الإسراع بإتمام صفقة إطلاق سراحه، حتى تسارعت الأنباء
إثرها لتنقل لنا بأن الولايات المتحدة الأمريكية قد أنابت القاهرة لإجراء
اتصالات بقادة حماس لترتيب زيارة يقوم بها الرئيسان الأمريكيان الأسبقان
"جيمي كارتر" و "بيبل كلينتون" إلى غزة وإجراء مباحثات مع قادة حماس من أجل
التوصل لإتمام صفقة تبادل الأسير الصهيوني الأشهر شاليط بأسرى فلسطينيين
قابعين في سجون الاحتلال الصهيوني!!، وها هو الاتحاد الأوربي يسارع بدوره
ليدلي بدلوه فيبذل مساعيه بهذا الشأن أيضاً، حيث طالبت السيدة كاترين أشتون
وزيرة خارجية الاتحاد الأوربي حركة حماس بإطلاق سراح شاليط فوراً، كما
وأوضحت بتصريحات صحفية عن نية ورغبة الاتحاد الأوربي تقديم مساعدات لسكان
غزة، وكأن تلك المساعدات رشوة للإفراج عن شاليط!!. .
كلنا يدرك تماماً بأن زيارات الساسة الأمريكان للأرض المحتلة
لا تتم في الحقيقة إلا من أجل مصلحة صهيونية، وما زيارات ميتشيل تلك إلا
محاولة خائبة فاشلة لتحريك عملية السلام المتعثرة لتصب في خدمة أجندة
الكيان الصهيوني، أما زيارة الرئيس كلينتون هذه لغزة الصمود والصبر فهي لم
تكن الزيارة الأولى لها، فلقد سبق وأن وزارها أثناء ولايته الرئاسية (1993 –
2001) وذلك عندما تم إجراء تعديل في الميثاق الوطني الفلسطيني خلال اجتماع
للمجلس الوطني الفلسطيني وبحضور الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات،
والذي تسبب ذاك التعديل بانحراف كبير في القضية الفلسطينية وإجهاض لأحلام
شعب فلسطين وتحقيق توسع استيطاني وتهويد صهيوني في الضفة الغربية!!، وفي ظل
المحاولات المحمومة للولايات المتحدة الأمريكية لإتمام صفقة شاليط تلك،
فإنني أتساءل باحثاً عن تفسير منطقي لقيام رئيسين سابقين للولايات المتحدة
الأمريكية بزيارة غزة وإجراء التباحث مع قادة حماس!؟، أليست قيادة حماس هي
ذاتها التي صنفتها ولايات الشر الأمريكية بأنها "حركة إرهابية!!"، أليست هي
حماس التي طالما أصرت ولايات الشر الأمريكية وأفتت بعدم جواز الاتصال بها
ومد جسور التفاهم معها!؟، أم أن الأمر له دوافع أخرى تقتضيها المصلحة
الصهيونية والمتمثلة بإنقاذ حكومة النتن ياهو من ورطتها تلك!!؟.
لا تفسير لذاك الاهتمام الأمريكي بصفقة شاليط إلا نزولاً عند رغبة
حكومة النتن ياهو التي باتت بمأزق شديد نتيجة وطأة ضغط الشارع الصهيوني
ومطالبته المستمرة بإطلاق سراح شاليط، ولعل تلك التظاهرة التي نظمها وقادها
والد شاليط قبل أيام خلت وطاف بها بعض مدن وقرى الضفة الغربية حتى استقر
بها أمام الكنيست الصهيوني كانت سبباً مباشراً بذلك، يضاف لها تلك الوعود
التي لم يتحقق منها شيء حتى يومنا هذا والتي كان قد أطلقها النتن ياهو خلال
حملته الانتخابية ورفعه شعار "تحرير شاليط" وإطلاق سراحه من الأسر ليعود
إلى عائلته، كل ذاك قد أحرج النتن ياهو مما دفعه لطرح تلك المسألة العصيبة
التي أرهقت له أعصابه أمام أنظار البيت الأبيض بزيارته الأخيرة لواشنطن
والتقائه بأوباما، حيث كانت مصادر "إسرائيلية" قد أشارت إلى أن النتن ياهو
قد بحث هذا الأمر مع كلينتون في لقاء عقده معه في نيويورك طالباً منه
التدخل السريع والجاد وبذل الجهود لإتمام تلك الصفقة، وإلا فما تفسير قيام
شخصيتين دوليتين كبيرتين بوزن كارتر وكلينتون بمهمة التفاوض من أجل إطلاق
سراح جندي أسير يدعى "شاليط"!!؟.
لقد بات واضحاً للعيان ارتفاع الثمن الباهض لرأس شاليط، ولعل
الجميع منا يتذكر جيداً ما حققه شريط فيديو ظهر به شاليط لدقيقتين اثنتين
وهو حامل لجريدة فلسطينية تحمل تاريخ 14 سبتمبر 2009 من إفراج تسع عشرة
أسيرة فلسطينية ماجدة من ذوات المحكوميات العالية في وقت لم تكن عائلة
شاليط تضغط آنذاك كما تضغط اليوم، وفي ظل هذه المعطيات الجديدة المتمثل
بحراك أمريكي وأوربي لصالح إطلاق سراح شاليط، وما يجابه حكومة النتن ياهو
من ضغوط شعبية صهيونية عارمة، فلقد آن الأوان لقيادة حماس بعد طول صبرها
وتمسكها بأسيرها الصهيوني الثمين،ألا أن تستثمر كل تلك المعطيات من أجل
انتزاع أكبر قدر ممكن من المكاسب لشعب فلسطين أولاً ولأبناء غزة ثانياً وفق
الشروط التالية:
1- فك الحصار البحري عن غزة بالكامل.
2- فتح جميع المعابر البرية وبضمنها معبر رفح المصري!!.
3- إطلاق سراح ما تراه قيادة حماس مناسباً، ويستحسن أن تتضمن قائمة
الأسرى المحررين عدداً كبيراً من أبناء الفصائل الفلسطينية الأخرى وعلى
رأسهم المناضلين مروان البرغوثي وأحمد سعدات.
ختاماً أقول...
حبذا لو كان لدينا أكثر من شاليط واحد، لكانت
الصفقة أكبر بكثير، ولكان اللعب بأعصاب الصهاينة أكثر عذوبة وجمالاً وروعة
... ذاك أولاً، ثم حبذا ثانياً ... لو تخلت قيادة السلطة الفلسطينية عن
عبث البحث عن إقامة دولة فلسطينية من خلال التفاوض العقيم، والتفكير جدياً
بتفعيل نشاط أبناء الفتح الغيارى في الضفة الذين يتحرقون شوقاً من أجل
البحث واصطياد عدد آخر من "الشلاليط" لتأسرهم وتمرغ أنف حكومة النتن ياهو،
كي تبادلهم مقابل إيقاف الاستيطان والتهويد، ولا نستغرب إن وصل ثمن صفقة
أولئك "الشلاليط" فيما لو تمت حد إقامة دولة فلسطين الموعودة، لاسيما وأن
ثمن اليهودي الصهيوني عند حكومته باهض جداً، كما وأن دمه على تلك الحكومة
الغاصبة عزيز وغال ولا يقدر بثمن!!.
مجرد مقترح للدراسة.... لا أكثر.
احتجازه في أعقاب عملية أسره فجر ،
ورحت متسائلاً مع نفسي، كم مرة كان قد ذكر اسم هذا الأسير الصهيوني في
وسائل الإعلام العالمية والعربية والصهيونية، فقررت أن أستعين بمحرك البحث
العالمي GOOGLE لأقف على حجم الاهتمام بهذا الأسير الصهيوني، وقمت بالتو
واللحظة بإدراج اسم "جلعاد شاليط" بالعربية هكذا تارة، وباللغة الانكليزية
هكذا ""Gilad Shalit تارة أخرى، ثم أعدت الكرة ثالثة فأدرجت اسمه باللغة
العبرية هكذا "גלעד שליט"، فهالني ما وجدته!!!.
لقد بلغ عدد ما نشر عنه من أنباء ومقالات باللغة العربية طيلة
السنوات الأربعة المنصرمة 1,340,000 خبراً، فيما ظهر لي أن عدد ما جاء على
ذكره باللغة الانكليزية للفترة ذاتها قد بلغ 4,550,000 خبراً "أي ما يعادل
3160 خبراً في اليوم الواحد"، أما ما بلغ من ذكر اسمه بالعبرية فقد بلغ
10,700,000 خبراً بالتمام والكمال"أي ما يعادل 7430 خبراً لليوم الواحد
تقريبا!!"، فما الذي تعنيه تلك الأرقام المهولة لاسيما تلك التي نشرت
باللغتين العبرية والانكليزية تحديداً!!.
لا يختلف اثنان من أن "شاليط " هذا إنما يُعـَد شأناً
"إسرائيلياً" باعتباره مجنداً صهيونياً وحاملاً لجنسية الكيان الصهيوني،
لهذا فلا نستغرب أن نجد ذاك الكم الهائل من الأخبار التي تحدثت عنه في
الوسائل الإعلامية الصهيونية كما رأينا آنفاً، كما وأن "شاليط" هذا يقع
حتماً ضمن دائرة الاهتمام الإعلامي العربي والفلسطيني باعتبار أنه أحد
أبناء الكيان الصهيوني الغاصب والذي تم أسره من قبل بعض الفصائل
الفلسطينية، إلا أن الغريب بالأمر أن نجد ذاك الاهتمام الكبير من لدن
الإعلام الغربي به حتى بلغ ما كان قد نشر عنه طيلة سنوات أسره في وسائل
إعلامها 4,550,000 خبراً بالتمام والكمال!!.
لقد عودنا الغرب دائماً على ممارسة
النفاق والتدليس والمحاباة ومداهنة الحكومات الصهيونية المتعاقبة وعلى
حساب الحق العربي عموماً والفلسطيني خاصة، ولعل تلك الأرقام التي قد ذكرتها
في مطلع مقالي خير دليل على صحة ما ذهبت إليه، حيث وضع الغرب جُلّ اهتمامه
وأولوياته بمناقشة موضوع شاليط وتسليط الأضواء عليه وبالتالي المطالبة
الحثيثة بإطلاق سراحه، وكأن شاليط هذا ما وَلـَدَت كمثله "ولادة" قط على
وجه هذه البسيطة في العصر الحديث، أو أن لا مثيل له باعتبار أنه مخلوق
متفرد نادر كان قد نزل من السماء!!، غير أن من المؤكد بأن ذاك الاهتمام
الغربي بشاليط متأت من حجم الاهتمام الصهيوني به وما تروج له ماكنة الإعلام
الغربية المرتبطة بالكيان الصهيوني!!.
لطالما سمعنا عبر التاريخ عن
مجازر وحشية وقعت هنا أو هناك، فكان الإعلام الغربي يمر على ذكرها مر
الكرام أو يلوذ بالصمت المطبق، إلا في مسألة أسر شاليط هذا، فإننا رأينا
ذاك الإعلام الغربي سواءً بسواء مع رجال ساسته قد شمروا جميعاً عن سواعدهم
وجندوا جُلّ طاقاتهم من أجل إطلاق سراحه من أسره متناسين حجم الجريمة
المقترفة بحق أبناء شعب فلسطين طيلة ستين عاماً منصرمة!!، حيث كانت ألمانيا
السباقة في وساطة إتمام صفقة إطلاق سراحه بمساعدة مصرية، ثم سرعان ما
أجهضت حكومة تل أبيب جهود الوساطة الألمانية المصرية على أمل رضوخ حماس لها
في آخر المطاف، وحين تزايدت هذه الأيام الضغوط الشعبية داخل الكيان
الصهيوني باتجاه الإسراع بإتمام صفقة إطلاق سراحه، حتى تسارعت الأنباء
إثرها لتنقل لنا بأن الولايات المتحدة الأمريكية قد أنابت القاهرة لإجراء
اتصالات بقادة حماس لترتيب زيارة يقوم بها الرئيسان الأمريكيان الأسبقان
"جيمي كارتر" و "بيبل كلينتون" إلى غزة وإجراء مباحثات مع قادة حماس من أجل
التوصل لإتمام صفقة تبادل الأسير الصهيوني الأشهر شاليط بأسرى فلسطينيين
قابعين في سجون الاحتلال الصهيوني!!، وها هو الاتحاد الأوربي يسارع بدوره
ليدلي بدلوه فيبذل مساعيه بهذا الشأن أيضاً، حيث طالبت السيدة كاترين أشتون
وزيرة خارجية الاتحاد الأوربي حركة حماس بإطلاق سراح شاليط فوراً، كما
وأوضحت بتصريحات صحفية عن نية ورغبة الاتحاد الأوربي تقديم مساعدات لسكان
غزة، وكأن تلك المساعدات رشوة للإفراج عن شاليط!!. .
كلنا يدرك تماماً بأن زيارات الساسة الأمريكان للأرض المحتلة
لا تتم في الحقيقة إلا من أجل مصلحة صهيونية، وما زيارات ميتشيل تلك إلا
محاولة خائبة فاشلة لتحريك عملية السلام المتعثرة لتصب في خدمة أجندة
الكيان الصهيوني، أما زيارة الرئيس كلينتون هذه لغزة الصمود والصبر فهي لم
تكن الزيارة الأولى لها، فلقد سبق وأن وزارها أثناء ولايته الرئاسية (1993 –
2001) وذلك عندما تم إجراء تعديل في الميثاق الوطني الفلسطيني خلال اجتماع
للمجلس الوطني الفلسطيني وبحضور الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات،
والذي تسبب ذاك التعديل بانحراف كبير في القضية الفلسطينية وإجهاض لأحلام
شعب فلسطين وتحقيق توسع استيطاني وتهويد صهيوني في الضفة الغربية!!، وفي ظل
المحاولات المحمومة للولايات المتحدة الأمريكية لإتمام صفقة شاليط تلك،
فإنني أتساءل باحثاً عن تفسير منطقي لقيام رئيسين سابقين للولايات المتحدة
الأمريكية بزيارة غزة وإجراء التباحث مع قادة حماس!؟، أليست قيادة حماس هي
ذاتها التي صنفتها ولايات الشر الأمريكية بأنها "حركة إرهابية!!"، أليست هي
حماس التي طالما أصرت ولايات الشر الأمريكية وأفتت بعدم جواز الاتصال بها
ومد جسور التفاهم معها!؟، أم أن الأمر له دوافع أخرى تقتضيها المصلحة
الصهيونية والمتمثلة بإنقاذ حكومة النتن ياهو من ورطتها تلك!!؟.
لا تفسير لذاك الاهتمام الأمريكي بصفقة شاليط إلا نزولاً عند رغبة
حكومة النتن ياهو التي باتت بمأزق شديد نتيجة وطأة ضغط الشارع الصهيوني
ومطالبته المستمرة بإطلاق سراح شاليط، ولعل تلك التظاهرة التي نظمها وقادها
والد شاليط قبل أيام خلت وطاف بها بعض مدن وقرى الضفة الغربية حتى استقر
بها أمام الكنيست الصهيوني كانت سبباً مباشراً بذلك، يضاف لها تلك الوعود
التي لم يتحقق منها شيء حتى يومنا هذا والتي كان قد أطلقها النتن ياهو خلال
حملته الانتخابية ورفعه شعار "تحرير شاليط" وإطلاق سراحه من الأسر ليعود
إلى عائلته، كل ذاك قد أحرج النتن ياهو مما دفعه لطرح تلك المسألة العصيبة
التي أرهقت له أعصابه أمام أنظار البيت الأبيض بزيارته الأخيرة لواشنطن
والتقائه بأوباما، حيث كانت مصادر "إسرائيلية" قد أشارت إلى أن النتن ياهو
قد بحث هذا الأمر مع كلينتون في لقاء عقده معه في نيويورك طالباً منه
التدخل السريع والجاد وبذل الجهود لإتمام تلك الصفقة، وإلا فما تفسير قيام
شخصيتين دوليتين كبيرتين بوزن كارتر وكلينتون بمهمة التفاوض من أجل إطلاق
سراح جندي أسير يدعى "شاليط"!!؟.
لقد بات واضحاً للعيان ارتفاع الثمن الباهض لرأس شاليط، ولعل
الجميع منا يتذكر جيداً ما حققه شريط فيديو ظهر به شاليط لدقيقتين اثنتين
وهو حامل لجريدة فلسطينية تحمل تاريخ 14 سبتمبر 2009 من إفراج تسع عشرة
أسيرة فلسطينية ماجدة من ذوات المحكوميات العالية في وقت لم تكن عائلة
شاليط تضغط آنذاك كما تضغط اليوم، وفي ظل هذه المعطيات الجديدة المتمثل
بحراك أمريكي وأوربي لصالح إطلاق سراح شاليط، وما يجابه حكومة النتن ياهو
من ضغوط شعبية صهيونية عارمة، فلقد آن الأوان لقيادة حماس بعد طول صبرها
وتمسكها بأسيرها الصهيوني الثمين،ألا أن تستثمر كل تلك المعطيات من أجل
انتزاع أكبر قدر ممكن من المكاسب لشعب فلسطين أولاً ولأبناء غزة ثانياً وفق
الشروط التالية:
1- فك الحصار البحري عن غزة بالكامل.
2- فتح جميع المعابر البرية وبضمنها معبر رفح المصري!!.
3- إطلاق سراح ما تراه قيادة حماس مناسباً، ويستحسن أن تتضمن قائمة
الأسرى المحررين عدداً كبيراً من أبناء الفصائل الفلسطينية الأخرى وعلى
رأسهم المناضلين مروان البرغوثي وأحمد سعدات.
ختاماً أقول...
حبذا لو كان لدينا أكثر من شاليط واحد، لكانت
الصفقة أكبر بكثير، ولكان اللعب بأعصاب الصهاينة أكثر عذوبة وجمالاً وروعة
... ذاك أولاً، ثم حبذا ثانياً ... لو تخلت قيادة السلطة الفلسطينية عن
عبث البحث عن إقامة دولة فلسطينية من خلال التفاوض العقيم، والتفكير جدياً
بتفعيل نشاط أبناء الفتح الغيارى في الضفة الذين يتحرقون شوقاً من أجل
البحث واصطياد عدد آخر من "الشلاليط" لتأسرهم وتمرغ أنف حكومة النتن ياهو،
كي تبادلهم مقابل إيقاف الاستيطان والتهويد، ولا نستغرب إن وصل ثمن صفقة
أولئك "الشلاليط" فيما لو تمت حد إقامة دولة فلسطين الموعودة، لاسيما وأن
ثمن اليهودي الصهيوني عند حكومته باهض جداً، كما وأن دمه على تلك الحكومة
الغاصبة عزيز وغال ولا يقدر بثمن!!.
مجرد مقترح للدراسة.... لا أكثر.
