منتديات الحزين فلسطين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات الحزين فلسطين

مرحبا بكم في منتديات الحزين فلسطين


    لإعجاز العلمي .. بين العلم والجهل .. نعمة على من يحكّم عقله ونقمة على من يغلو فيه

    ررررشة دلع
    ررررشة دلع
    عـضـو مـحترف
    عـضـو مـحترف


    الدولة : فلسطين
    انثى
    عدد المساهمات : 2143
    نقاط : 4472
    تاريخ التسجيل : 27/08/2010
    العمر : 35

    لإعجاز العلمي .. بين العلم والجهل .. نعمة على من يحكّم عقله ونقمة على من يغلو فيه Empty لإعجاز العلمي .. بين العلم والجهل .. نعمة على من يحكّم عقله ونقمة على من يغلو فيه

    مُساهمة من طرف ررررشة دلع الأربعاء سبتمبر 29, 2010 2:35 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاةوالسلامعلى خير خلق رب العالمين .. محمد صادق الوعد الأمين .. وعلى آلهوصحبهالأطهار والتابعين .. صلاة وسلاما إلى يوم الدين

    قد كثرالحديث عنالإعجاز العلمي في الزمن المعاصر وكثر التعمق فيه وتدارسهوانهالتعليه فئة من الناس فتعمقت في دراسته وأكثرت منه .. فخرجت ببعضالفوائدللأمة من تبصير وتنوير لها .. ولا يخفى أن بعضه كان شارحا لآياتقرآنيةكثيرة ومبديا لمعجزات كثيرة ومظهرا لصدق الرسالة المحمدية
    غير أنالغلو في هذا العلم أدى إلى أخطاء كثيرة بعضها يطعن في العقيدة والشريعة الإسلامية
    وبعضها يمتعن جهل مستفحل فكان حجة علينا لا لنا
    ومثلهذا قد كثرفي الآونة الأخيرة ما دفعني إلى كتابة هذا البحث وما رأيته مناستخفافأهل الكفر بديننا بسبب هذا الأمر ألح علي أكثر وأكثر

    وقدكان لبعضالإخوة جزاهم الله خيرا فضل علي في هذه المسألة إذ كانوا ممنيقفون معيوبعضهم طلب مني أن أزوده بكل ما يختص بهذا الموضوع فقلت أجمعقولي فيبحث عسى أن ينتفع به

    فأبدأ بعدالبسملة فأقول :
    إن ديننادين اعتدالووسطية مصداقا لقوله تعالى : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاءعَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ... } البقرة ( 143 )
    وما دامديننا دين اعتدال فإنه إذا يرفض الغلو والتكلف في الأمور إذ لا شيء يعدل الوسطية

    ولماخرجت لنافئة من الناس تدعي العلم وهو منها بريء وتحدثت باسم الإسلام وهومنها أبرأقد غلت وتعسفت في أمور دينية ودنيوية خلطت فيها كلاما صالحا وآخرفاسدا
    والفاسدفيها أكثر من الصالح
    كان الواجبعلينا أن نحذر من هذا الكلام الذي قد جرف معه تيارا لا يستهان به من عامة الناسالذين ليس لهم كثير علم في أمور الدين

    وإن مظاهرالغلو في الإعجاز العلمي قد كثرت في الآونة الأخيرة ويحسبها الناس تورعا وما هيبتورع
    بل يشقونعلى أنفسهم ويكلفونها ما لا تطيق
    وهم يحسبونأنهم على خير وما هم على ذلك
    وميزاننافي ذلك شريعة الله تعالى ودينه
    إذ ما منشيء إلا ويجب أن نعرضه على شريعة الله تعالى لنرى هل هو فيها مقبول أم متروك مرفوض

    وكان منمظاهر هذا الغلو الآتي :
    أولا : -
    تلكالصور التييظهر – أو يزوّر أحيانا – فيها لفظ الجلالة أو اسم النبي صلىالله عليهوسلم لتكون دليلا على صدق الدين الإسلامي وعلى صدق رسالة النبيصلى اللهعيه وسلم
    فأقول : إنديننا قد اكتمل في حجة الوداع كما في سورة المائدة " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُلَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَدِيناً"
    وكل ابتداعفيه بعد ذلك دون دليل من الكتاب أو السنة فهو باطل مردود على صاحبه
    وديننالا يحتاجلمثل هذه الأشياء لإثبات مصداقيته ولو أن هذه الأشياء كانتمقياسالمصداقية دين أو عدمها فقد طعنا في ديننا دون أن نعلم
    فهذهالأشياء إنما هي أشياء عارضة تروح وتجيء بناء على قدر لها دون إرادة منها فلا تكونمقياسا لمصداقية دين أو عدمها
    ولايستدل فيديننا على صدقه إلا بالوحي إما عن طريق القرآن أو السنة إذ هوقطعيالثبوت وأما غيره من الاجتهادات أو الإعجازات فهي تحتمل الخطأ والصواببخلافالوحي الذي هو معصوم

    وللتوضيحأكثر فلنضرب مثالا بصورة السحابة :
    فالسحابيتحركويتشكل بناء على حركة الرياح وليس له شكل محدد ولا حجم محدد فتراهمرة يتشكلعلى هيئة حيوان معين ( بصورة تقريبية ) وتارة على شكل حرف معينولا يمنعأن يتشكل بشكل قريب من لفظ الجلالة
    وكل هذا لايمنع أن تصيبه الرياح من جهة معينة فيصبح قريبا من شكل الصليب فتقوم قائمة النصارىحينها فيقولون السحاب يشهد للنصرانية ..
    فما ردالمسلمين حينئذ , فإن احتجوا فسيقال أما كنتم آمنتم بلفظ الجلالة , ونحن نؤمنبصليبنا
    فكاناعتمادالمسلمين – عن جهل ساقط من بعضهم – على أدلة ركيكة وهي ليست بأدلةإنماالتكلف والتعسف يدفعان المرء ليجعلها أدلة وما هي من قوة الحجة بشيء

    ومنهذاالمنطلق كان الغلو في هذه الأمور خطأ كبيرا ولأن ديننا قوي الحجة لايحتاج لمثلهذه الأشياء لإثباته .. فلو أراد المرء أن يتفكر فأمامه كونفسيح يشهدلهذا الدين بل أمامه نفسه قبل كل شيء فهذه حجة قوية لكل معترضتردعه عناعتراضه إلا أن يكون جاهلا أو متكبرا عاتيا
    وأما تلكالصور فهي ظواهر عادية تستحدث كل يوم بل كل دقيقة فلم يكن رسمها ذلك الدليل القوي
    ولأنقوي الحجةيحتج بدليل قوي كقوة حجتهم وظهورها أما هؤلاء فكأنما يستدلونبلا دليلولو أنهم جعلوا تحريك وتسيير السحاب في السماء – على سبيل المثالآية لكانت حجتهم قوية فهذه لايعترض عليها إلا جاهل لأن السحاب ما كان ليتشكل ويتحرك إلا وهناك من يسيره ويقدرحركته وهو سبحانه يجعله بشتى الأشكال والأحجام
    أما أنيجعل شكل السحاب معجزة إلهية فهذا ما أنزل الله به من سلطان فلو قلنا بذلك وقدر الله لسحابةأن تكون قريبة من شكل النار مثلا فهل ننقلب إلى عبادتها من دون الله ؟؟!!!

    فهؤلاءكأنما يقولون بذلك وهم لا يعلمون
    وربناالرحمن المستعان على ما تصفون

    وقد قالسيد قطب رحمه الله :
    (
    لا يجوزأن نعلق الحقائق النهائية التي يذكرها القرآن أحيانا عن الكون فيطريقهلإنشاء التصور الصحيح لطبيعة الوجود وارتباطه بخالقه , وطبيعةالتناسقبين أجزائه . . لا يجوز أن نعلق هذه الحقائق النهائية التي يذكرهاالقرآن , بفروضالعقل البشري ونظرياته , ولا حتى بما يسميه "حقائق علمية " مما ينتهي إليه بطريق التجربةالقاطعة في نظره . إن الحقائق القرآنية حقائق نهائية قاطعة مطلقة . أما ما يصل إليهالبحث الإنساني - أيا كانت الأدوات المتاحة له - فهي حقائق غير نهائية ولا قاطعة ; وهي مقيدة بحدودتجاربه وظروف هذه التجارب وأدواتها .. فَمِن الخطأ المنهجي - بحكم المنهجالعلمي الإنساني ذاته - أن نُعَلِّق الحقائق النهائية القرآنية بحقائق غيرنهائية. وهي كلما يصل إليه العلم البشري . اهـ . )

    وقد قالأيضا في تفسيره لآية الخامسة من سورة الزمر : " ( .. يكور الليل على النهارويكور النهار على الليل .. )
    وهوتعبير عجيبيقسر الناظر فيه قسراً على الالتفات إلى ما كشف حديثاً عنكرويةالأرض ومع أنني في هذه الظلال حريص على ألا أحمل القرآن على النظرياتالتييكشفها الإنسان , لأنها نظريات تخطى ء وتصيب , وتثبت اليوم وتبطلغداً . والقرآنحق ثابت يحمل آية صدقه في ذاته , ولا يستمدها من موافقة أومخالفة لمايكشفه البشر الضعاف المهازيل ! "

    وأما سخريةأهل الكفر منا فهي تتجلى في غباء بعضنا إلا من رحم ربي والبقية هنا :
    http://www.tkroni.com/up/store/tkroni_UXjLvIvwFg.jpg

    ثانيا : -
    ومن بينهذه الصور ما يصور فيه الشمس والقمر بحالات معينة – بعضها فيه شيء من التزويروالتلاعب
    ويستشهدصاحب هذه الصور بآيات قرآنية عدة تتناسب مع الصورة - في نظره -
    وحين تعودللآية تجدها تتحدث عن يوم القيامة فتعلم أن هؤلاء يزورون حقائق كونية أو يضعونالكلم في غير مواضعه
    لترويج صورعديدة أو كسب ود الناس ونشر الإعلانات المختلفة وكل هذا تحت مسمى التورُّع

    فكيف يزورهؤلاء حقائق يوم القيامة ويجعلونها حقائق دنيوية لتلبية مقاصد معينة
    ومنالمعلوم أنه من أراد أن يستشهد بشيء فيجب أن يكون صوابا لا يشوبه شيء
    فإن شابهشيء من تزوير أو كذب بطل الدليل مما يؤدي أحيانا إلى بطلان المستدل له وحاشى ديننامن ذلك
    وآياتالكونكثيرة .. ألم يحلوا لهم إلا الاستشهاد بآيات يوم القيامة لصور فيهاشيء منالتزوير أحيانا – ولا أقول دائما حتى لا نكون قد ظلمناهم

    فمن يعلمبهذا الأمر يحتج عليه – وأقصد بذلك أهل الكفر – فيقول بأن ديننا مبني على تزويرحاشاه من ذلك
    وقد أوقعصاحب هذا الفعل نفسه في موقف لا يحسد عليه وهو يريد الخير وكم من مريد للخير لايصيبه

    فالصدقمطلوبوديننا ظاهر الحجة والدليل ويرفض التزوير وتلوين الكلام ليناسبأهواءالناس فهو قائم على حق ظاهر جلي لا يشوبه غبش ولا ظلمة ومن لم ير هذاالحق فقدطمس على قلبه فلم يفقه شيئا
    فهل الذيلم يفهم – أو بالأحرى تكبر وعاند – من دليل واضح جلي أمام مرأى عينه هل يا ترى سيخضعلدليل مكذوب لم يره البتة بل جاءته بعض صور عنه

    والحمد للهالذي أنعم علينا بكثرة الأدلة الظاهرة الجلية وأسأله سبحانه أن يجعلنا من أهل الحقالذين لا يزورون في الحقائق شيئا

    ومثلها فيعجالة:
    1 -
    صورةانشقاق السماء كأنها وردة كالدهان :
    وهذا ظاهرولا يحتاج لتبيين لأن ذلك لا يحصل إلا يوم القيامة وما أسلفنا يكفي ويزيد

    2 –
    صورة "كانتا رتقا " :
    ولعلي أبينالخطأ فيها
    وهيصورة للآية: ( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِوَالْأَرْضَكَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِكُلَّشَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ) [الأنبياء: 30].
    فالتفاسيرتقول بأن السماء والأرض كانتا ملتصقتين
    فلا السماءتنزل مطرا ولا الأرض تنبت زرعا
    ففتق اللهبينها فجعل السماوات سبعا وأنزل المطر وأنبت الزرع
    ولا يوجددليل على كون هذا الفتق قد حدث بانفجار !
    وإن كانكذلك فالله تبارك وتعالى قد فتقها قبل آلاف آلاف الأعوام
    فهل كانتهناك آلات تصوير لتأتي لنا بهذه الصورة ؟!
    وهذهالصورة كغيرها مما يستخف بها أهل الكفر بأهل الإسلام

    ولا حولولا قوة إلا بالله
    ونظير ذلكمن هذه الصور

    ثالثا : -
    وأما هؤلاءالذين غيروا مقصد الشريعة في علم الأسماء والصفات فالله المستعان على ما يقولون
    إذ يقولونبأن التلفظ بأسماء الله تعالى يعطيك طاقة شفائية
    ويعطيكشحنات لاأدري نوعيتها تعالج الأمراض مستدلين بآية من القرآن قد حرفواكلمها عنموضعه { الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِاللّهِأَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } الرعد28

    وبالرجوعإلى تفسير الآية :
    حَدَّثَنَابِشْر , قَالَ: ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَتَطْمَئِنّ قُلُوبهمْبِذِكْرِ اللَّه } يَقُول :
    سَكَنَتْإِلَى ذِكْر اللَّه وَاسْتَأْنَسَتْ بِهِ .

    أي أنهاطمئنان نفسي داخلي وليس معنويا

    والمشروعفي ذكر الله أو أسمائه عامة أن ندعوه بها
    {
    وَلِلّهِالأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَيُلْحِدُونَفِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } الأعراف 180
    وقد حذرناالله عز وجل من الحيدة عن أصل أسمائه - وهو الدعاء بها - إلى الإلحاد فيها
    وهؤلاءالذين يدّعون الإعجاز العلمي ويغلون فيه
    وصل بهمالتكلف إلى الإلحاد بأسماء الله تعالى
    حتى جعلواذكر الله شفاء للجسم لا شفاء للنفس والقلب ؟؟!!
    فبأي دليليقولون هذا الكلام

    ومنالمعلوم في شرعنا أنه لا يجوز مشروعية شيء إلا بدليل من الدين
    وهؤلاءيقولون ما لم ينزل به الله من سلطان ويلحدون في أسمائه
    بل هو قولعلى الله بغير علم

    قالالشيخ حامدبن عبد الله العلي في اقتباس لرده على مثل هذه الأمور : (( ... ولو كانت هذه الخصائص المزعومة بغير دليل ،من العلم النافع الذي يعرف به أثر هذه الأسماء الحسنى ، لما ترك النبي صلى الله عليه وسلم دلالةأمته عليه ، فقد دلها على كثير من المنافع المؤثرة في التداوي في بعضالسور والآيات ، وبعض الأذكار والكلمات ، وبعض الأدولة والنباتات ، ولميذكر شيئا عن أثـــر أسماء الله الحسنى ، فكيف توصل هؤلاء على معرفة ما لميعرفه النبي صلى الله عليه وسلم عن أسماء الرب سبحانه ، وهو أعلم الخلقبالله تعالى ؟! ... ))

    فهذا غلوكبير يؤدي إلى الهلاك دون أن يعلم صاحبه
    إذهو يجزمبأن دعاءه لله بالاسم الفلاني سيشفيه من المرض الفلاني فمن أينأتى بذلكالجزم وكيف يقول على الله ما ليس له به علم وهل ينزل عليه وحي منالله ليقربما أقره
    أم أنهمتبع لهواه يريد أن يكسب بما يقول ود الناس أو يقربهم من الدين وما هو بمقربهم منالدين ما يقول
    بل منفرهمومبعدهم لأنهم وجدوا كلامه كذبا وبهتانا وزورا

    وإنشئت فقلإنه يعلمهم التواكل وعدم الأخذ بالأسباب لأنهم لو كانوا قد عقلواآيات اللهوأحاديث نبيه صلى الله عليه وسلم لما انحرفوا عنها إلى كلامالجهلاءأمثال الذين يقولون بأدعية غير ثابتة في السنة
    ولأخذوابأسباب الشفاء وأدعية الرقية وتوكلوا على الله

    ولكن أمتناواأسفاه تقبل غث القول وسمينه
    وليحذرالإخوة من مثل تلك الأمور
    التيتحسبها الأمة هينا وهو عند الله عظيم

    ولست بذلكأقول ببطلان الدعاء بها .. فنرجو الانتباه بارك الله فيكم
    فالذيأتحدث عنه هو ما يفعله عوام الصوفية مثل هذه الجملة : (( يا رحيم يا رحيم يا رحيم ... ))
    أو (( اللهالله الله.. ))

    فهذا هومقصدي من الكلام وأما أصل التشريع وهو الدعاء بها وهو الوارد في شرع الله تعالى
    كأن يقول Sad يا رحمن ارحمني , أو يا شافي اشفني .. ) ونحو ذلك

    فهذا أمرمشروع بل قد حببنا النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء وأمرنا به وأخبرنا بأن اللهيحب العبد الذي يلح في الدعاء

    رابعا : -
    "
    اسمالله في كل اللغات ثلاثة أحرف "
    وهذا الذيلا يرى فيه شيء إلا التكلف الزائد عن حده
    إذ نحننكتب الله بالإنجليزية Allah
    لأنه اسمعلم وأسماء العلم لا تحرف
    كأن نقولأحمد= Ahmed
    فكلمة الله = Allah
    وليس كماهو مذكور

    والصواب فيهذا الأمر التالي :
    أولا وهوالمهم : أن اسم الله عز وجل في اللغة العربية ليس ثلاثة حروف وهذه أكبر حجة
    ثم إن اللهتعالى علوا كبيرا له أسماء كثيرة فهل كلها ثلاثة حروف ؟

    ثانيا وهوالأهم : لو قلنا بهذا الكلام فهو حجة علينا لا لنا ولا أبالغ إن قلت أنه قد يدخلفي كونه افتراء على الله تعالى
    ففلان مثلااسمه في كل اللغات له نفس عدد الحروف
    فهل هو 000عياذا بالله تعالى علوا كبيرا عما يشرك به الظالمون
    وهذا قديجعل النصارى يحتجون بقولهم عيسى أو يسوع أو روح القدس له نفس عدد الأحرف إذا هوإله..!!

    ثالثاوهو أهم منالمهم : أن عدد الحروف ليس مقياسا للربوبية أو العبودية وحقائقالعلم ليستقطعية الثبوت فلو اتبعنا جهلاء هذه الأمة في كل نقطة فلا أستبعد أن يخرجوا لنا بقول يقول أن الشخصالذي عدد حروف اسمه أكثر فهو أكثر تقى عند الله ؟ وهذا غير مستبعد فماداموا قد اعتدوا على اسم الله – تعالىعلوا كبيراعن ذلك – فسيعتدون على أسماء كثيرة غيره

    وبعضالجهلاء جعل عدد أحرف الاسم مقياسا للذكاء والغباء
    بل هو جاهلقليل علم لا يفقه من أمره شيئا ولم يعرف المقياس الحقيقي فجاء يدعي العلم بمقياسفاسد
    فهل عددالحروف أصبح مقياس ربوبية أو ألوهية أو ما دون ذلك من الأمور .. ألا هزلت !!

    ثم حتى لوكان كذلك فديننا ليس بحاجة لإثباتات وتأكيدات
    لقولهتعالى :" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْنِعْمَتِيوَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً " المائدة 3
    فالدين قداكتمل في حجة الوداع كما بينا سالفا

    واللهتعالى أمرنا بالتفكر في الكون لنعلم أنه إله حق وأنه دين حق وأنه رسول حق
    وما يقومبه الناس من تكلف وابتداع هي أشياء ما أنزل الله بها من سلطان

    خامسا : -
    وخرج لناممن يدعي العلم من يقول لك : إذا قرأت القرآن على الزرع فإن محصوله يزداد !! ونظيرذلك من هذه الأقوال الجاهلة
    فهل هذاكلام عاقل وهل لهذا القرآن نزل أم هل نسينا قضاء الله وقدره في هذه الأمور

    ولو قلنابأن أحدهم صغّر عقله وفعل ذلك بناء على جهل منه بمثل هذه الأمور وقدر الله للمحصولأن يكون قليلا
    فإنكان منالجهلاء ضعاف الإيمان فسيقول قد فعلت ولم يزدد المحصول فيشككهالشيطانبدينه فيكثر شك نفسه وينسى أنه جاهل يأخذ غث القول وسمينه ولايحكّم عقله

    وينسى أنهاأشياء ما نزل بها سلطان لا في كتاب ولا في سنة
    ولا أمرالله بها وحيا ليوحي إلى رسول

    وليس لهذانزل القرآن وليست هذه حجة يستدل بها على صدقه
    فهل نسيناتدبر القرآن وفهم معانيه وإعجازه
    وحدنا عنهإلى اتباع الهوى والعقل ثم جعلها أمورا دينية

    وقد قالعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : " لو كان الدين بالعقل لكان مسح باطن الخفأولى من ظاهره "

    بل أضف إلىذلك أن هذا ليس كلاما عن عقل بل هو كلام تكلف وغلو لابتداع أساليب تعبدية جديدة

    ونسينا أوتجاهلنا أن القرآن مصدر التشريع الأول والسنة مصدره الثاني ثم إجماع فقياس فاجتهاد

    وليس فيهاكلها شيء مما يقوله هؤلاء وبعضهم يظن نفسه على خير ويحسب أنه يفعل خيرا وفعله مبنيعلى جهل بأمور الدين والتشريع الإسلامي

    والتكلف فيالأمور يؤدي إلى الهلاك لا إلى النجاة
    ولو كان فيالأمر خير لسبقنا إليه خير صحبة لخير نبي

    بل عن ابنمسعود قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هلك المتنطعون " . قالهاثلاثا ) . رواه مسلم
    فهاهو رسولناعليه الصلاة والسلام ينهانا عن التنطع والتكلف في الأمور والغلوفيها لأننهايتها إلى الهلاك بإجهاد نفس وإضلال غيرها وصرفها عن أصل الدينأحيانافهؤلاء الذين قالوا هذا القول تراهم – أو لنقل معظمهم كي لا نظلميتعمقون في إخراج إعجازات علميةويبتدعون أشياء جديدة ويتفننون في ذلك وينسون أصل نزول القرآن ألا وهو التدبروتفهم المعاني { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِوَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ } ( سورة ص : آية 29 )

    وكأن هؤلاءيظنون أنهم يصبحون مثل الصحابة بتكلفهم وغلوهم
    وقدجاء بالنصصريحا في سورة ص : ( قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْأَجْرٍوَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ{86} إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌلِّلْعَالَمِينَ{87}وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ{88} )

    وفي تفسيرالقرطبي : ( وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ : أَيْ لَا أَتَكَلَّف وَلَاأَتَخَرَّصُ مَا لَمْ أُومَرْ بِهِ )

    وقومنا فيالتكلف والتعسف يتفننون !!
    فاللهالمستعان على قومنا ماذا يصنعون

    تحسبونالأمر تورّعا وما هو بذلك
    وإنه واللهلأمر عظيم لو أنكم تعلمون
    وقد يؤديبكم إلى أن تجعلوا للكفار عليكم حجة
    وأنتمتريدون الخير ولكنكم لا تصيبونه
    فاتقواالله واعلموا أنكم ملاقوه

    سادسا : -
    الإعجازاتالشارحة لآيات الله :
    هؤلاءالذينأرادوا أن يربطوا الآية القرآنية بحدث دنيوي أو أرادوا شرح الآيةوإخراج إعجازمعجز منها ثم لم يحالفهم الحظ في موافقة هدي الإسلام فهؤلاءنسأل اللهأن يهديهم
    فكأنمايريدون إخراج الإعجاز رغما عنه

    وهذايحيدبالمسلمين عن مقصد الآيات القرآنية حيث بينا سابقا { وَقُرْآناًفَرَقْنَاهُلِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُتَنزِيلاً }الإسراء106
    وليس للبحثعن زوايا متعددة ومختفية ثم ترك أصل النزول وسببه وهو التدبر والفهم ثم أخذ العبرةوالعظة

    فهلرأينا أحدايأخذ الفروع ويترك الأصول ! .. فما بالنا بمن أخذ بل قل اصطنعأطرافاللفروع ثم ترك الأصل الذي بنيت عليه فأنّى له أن يكون على حق ؟

    ومثلذلك مارأيته ممن أراد أن يبين الإعجاز في آية : { أَفَمَنْ أَسَّسَبُنْيَانَهُعَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍهَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } التوبة109
    فعرج عنمقصد الآية إلى أنواع أساسات البناء ومواد البناء وزوايا البناء ونوع التربةالمستخدمة للبناء .. ؟؟!!!!

    فإنا للهوإنا إليه راجعون .. حولنا مقصد الآية إلى تصميم هندسي

    قالابن كثيرفي تفسيره : (( يَقُول تَعَالَى لَا يَسْتَوِي مَنْ أَسَّسَبُنْيَانهعَلَى تَقْوَى مِنْ اللَّه وَرِضْوَان وَمَنْ بَنَى مَسْجِدًاضِرَارًاوَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْن الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْحَارَبَاللَّه وَرَسُوله مِنْ قَبْل فَإِنَّمَا يَبْنِي هَؤُلَاءِبُنْيَانهمْعَلَى شَفَا جُرُف هَارٍ أَيْ طَرَف حَفِيرَة مُثَالَة " فِينَارجَهَنَّم وَاَللَّه لَا يَهْدِي الْقَوْم الظَّالِمِينَ " أَيْ لَايُصْلِحعَمَل الْمُفْسِدِينَ ))

    وهؤلاءجعلوا الآية خارطة مفاهيمية لبناء بيت بل قل لبناء قصر من كثرة ما دخلوا في تفاصيل البناء ومايلزم باني البيت ونوع المواد والتربة ونوع التأسيس وما يلزمه
    تحت مسمى (الإعجاز الهندسي )
    ثم واللهالمستعان نسوا العبرة من الآية ومقصدها

    فقد صدقالحبيب حين قال : " إن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون منالإسلام كما يمرق السهم من الرمية "
    وحين لايجاوز التراقي فهذا يعني عدم الفهم وقومنا اليوم يخترعون طرقا لتجاهل الفهموالتدبر
    وكل يومتراهم يعرجون عن أصل التشريع أكثر فأكثر إلا من رحم الله منهم

    فإنا للهوإنا إليه راجعون
    ونسأل اللهأن يأجرنا في مصيبتنا وأن يخلف لنا خيرا منها

    سابعا : -
    الإعجازالعددي في القرآن الكريم :
    وأما هذهفسأضرب المثال كي يحكم أصحاب العقول بأنفسهم
    ((
    جمعجاهل –أقصد عالم- الرقم 9 مع الرقم 2
    والناتجبطبيعة الحال سيصبح 11
    ثم قللكمية العدد الأولى درجة وزاد الثاني درجتين
    بطبيعةالحال سيصبح العدد الناتج 12 لأنه سيكون 8 + 5
    وهكذا حتىوصل إلى الرقم 19 الذي يريد أن يبين عظمته ورفعته
    فاستدلبهذا الجهل على عظم الرقم 19
    بطريقةشبه ساذجة يستطيع ابن السادسة أن يطبقها
    ثم أوردبعدها أن جملة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) حروفها تسعة عشر
    ثم بدأيضرب ويقسم ويجمع ويطرح ويزيد وينقص
    يريد فيالنهاية وبأي شكل أن يصل إلى الرقم 19 ليستدل على الإعجاز فيه ))

    وهنا انتهىمثال هذا الجاهل – المتستر في ثياب العلم -
    فما قولالإخوة في مثل هذا الأمر
    الذي لايسمى إلا بالسفه .. فالتكلف قد طغى حده حتى وصل أرقام الحساب
    ثم جعلناأرقام الحساب دليل إعجاز ومصداقية
    وقد بيناسابقا أن كل هذه الأشياء لا تعد دليلا على صدق شيء أو عدمه
    وهي منمبتدعات الصوفية وغلوهم وكثرة سفههم
    والذينيغلون في هذا الرقم هم عوام البهائية وخاصتهم ممن يعظمون البهاء ويألهونه
    لأنه يعتبرحجة لهم على مصداق تأليههم له
    والعدد 19بالنسبة لهم شيء عظيم وحجة كبيرة لإثبات صدقهم
    ويتكلفونفي جعله دائما في مقدمة الإعجاز بطرق لا تمت للعلم بصلة ولو أنه ينطق لتبرأ منها

    وبعضالمنجرفين بهذا المجال يقومون بعمليات أعقد من التصور ليتوصلوا إلى ما يريدونه
    وكأنمايريدون للجمل أن يدخل في سم الخياط

    وفيصريح الآيةالمذكورة سابقا : { وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَىالنَّاسِعَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً } الإسراء106
    نزل لنقرأهعلى مكث وفي أخرى قال لتدبره
    ولم يقلليعدوا كلماته ويتكلفوا فيها ويستخرجوا حقائق من عدد الحروف
    وإن كانالله عز وجل لم يذكر لنا تفاصيل بعض القصص التي لا فائدة منها كالاسم والمكانوالزمان
    فذلكيجعلنا لا نحيد عن أصل النزول ألا وهو التدبر ولا نشغل أنفسنا بما لا نفع منه ولانمل من توافه الأمور
    وقومنا قداخترعوا بديلا عنها وشغلوا أنفسهم بما هو أتفه منها وليس فيه نفع ولا فائدة
    فهذا أسوامن الانشغال بالتفاصيل التي لا نفع منها في القصص القرآني

    وكتابالله تعالىأجل من أن يتم فيه سرد لمجرد التسلية أو إضاعة الوقت وقد بينهتعالى فيقوله : { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىوَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةًلِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [يوسف:111].

    وهؤلاءيضيعون ويفرطون في الضياع
    فكأنماينهانا الله عن منكر فنأتي بأعظم منه ولا حول ولا قوة إلا بالله

    ولعلالمجال يتسع لقول الشيخ عبد الرحمن السحيم في تي المسألة : http://www.khayma.com

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين سبتمبر 23, 2024 10:32 am