هيام أبو شديد.. بين الإعلام والشوكولاته نكهة حلوة ومرة
الاعلامية والطباخة هيام ابو شديد
دخلت الإعلامية هيام أبو شديد مجال صناعة الشوكولاته بالصدفة، عندما كانت تمارسها كهواية مع صديقة لها في منزلها الجبلي أثناء الحرب اللبنانية، فكانتا تمضيان معا سهرات طويلة وهما تحضران الشوكولاته لأولادهما وتتفننان بقولبتها وطعماتها. وما لبست هذه الهواية أن تحولت إلى مهنة أخرى تمارسها إلى جانب عملها كإعلامية وممثلة عندما نصحتها ابنتها كندة أن تقوم بها بعدما لمست شغف والدتها الكبير بها. تقول هيام أبو شديد، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أنا بطبيعتي أحب تناول الشوكولاته، فلا يمر يوم دون أن آكل قطعة منها، وغالبا ما أقول لأولادي: لو رسمتم لي الشوكولاته على الورق لأكلتها، الأمر الذي جعلني أتعامل معها بشغف، خصوصا أن لها ثقافة خاصة تخولك، من خلال تعاطيك مع الزبائن الذين يتذوقونها، اكتشاف شخصياتهم وأهوائهم». وتضيف: «بدأنا أنا وصديقتي صناعة الشوكولاته بطريقة بدائية تقتصر على تذويبها وطهيها ومن ثم تبريدها بعد وضعها على الرخام في المطبخ أو على ورق مدهون بالزبد وصرنا نحضرها لأصدقائنا حسب رغبتهم في المناسبات، بعدها أخذنا نتطور في صناعتها وحولنا غرفة الجلوس في المنزل إلى محترف حقيقي يعبق برائحة الجوز واللوز والفانيليا والزبد الدنماركي وقوالب الشوكولاته على مختلف القياسات، وكان أحد أصدقائنا، وهو شيف حلويات، يشرف أحيانا على عملنا ويزودنا بالنصائح، وهكذا كرت السبحة وقررنا افتتاح محل خاص ببيع الشوكولاته في بلدة ريفون الجبلية وسميناه (Crocuss)، واليوم صار لدينا زبائن من مختلف المناطق اللبنانية الذين يقصدوننا لشراء الشوكولاته». وتشرح هيام أبو شديد معنى «Crocuss» الذي يعود إلى نوع من الزهور البرية المعروفة في لبنان والعالم العربي بالزعفران، ويندرج ضمن أنواع البهارات التي تشتهر بها منطقتنا العربية، وخصوصية هذه الزهرة تكمن في أنها الوحيدة التي في استطاعتها خرق الثلج أثناء نموها. وما بين البرودة التي يوحيها الاسم من ناحية والقرمشة التي تشتق منها كلمة «croquer» من ناحية أخرى ولد الاسم ليتناسب مع المنطقة الجبلية الموجود فيها المحل وطبيعة الشوكولاته التي تحضرها هي وصديقتها.
وتؤكد هيام أبو شديد، التي عرفها المشاهد اللبناني من خلال برامج حوارية قدمتها على شاشات التلفزة المحلية والفضائية وكذلك من الأدوار التمثيلية التي أجادتها في أكثر من مسلسل، أن عملها في مجال الشوكولاته أضاف إليها علاقات إنسانية واسعة سبق أن زودتها بها خبرتها المهنية، إنما الشوكولاته زادت عليها نكهة مميزة في التعاطي مع الناس الفرحين؛ لأن الشوكولاته تقدَّم في المناسبات السعيدة، مشيرة إلى أن السعادة هي بمثابة عدوى لا يمكن إلا أن تلامسك وتتشاركها مع أصحابك عندما تتعرف إليهم وتتحدث معهم حول الأمور التي يرغبون أن يعبروا عنها بفرح من خلال الشوكولاته التي يختارونها. أما نقطة التشابه التي تجمع بين الإعلام والشوكولاته، كما تقول، فهي اللحظات الحلوة والمرة التي تصادفها في البداية عند استضافتك الناس ومحاورتهم، وكذلك الأمر عندما تتذوق طعم هذه الشوكولاته أو تلك فتتراوح بين الحلو والمر.
وتفتخر هيام أبو شديد بتعدد الأنواع الـ32 التي تتألف منها أصناف الشوكولاته التي تبيعها، المصنوعة من أجود المواد الألمانية والبلجيكية، وتقول: «أستوحي هذه النكهات والحشوات التي تملأ حباتها من الزبائن أنفسهم، فعندما أتحدث معهم وأطلع على رغباتهم والمناسبة التي يحتفلون بها أقوم بسرعة توليفة الشوكولاته التي تناسب شخصيتهم». وتستطرد: «إذا دخلت المحل مثلا سيدة حامل مبتسمة دائما ولديها سمات الطفولة على وجهها أقدم لها الشوكولاته البيضاء فتفاجأ بمعرفتي بطلبها قبل أن تقوله، أو عندما يقصدني رجل لا يعرف أي نوع يختار فأسأله إذا كان من محبي القهوة أو البهارات، وأنصحه باختيار الشوكولاته بنكهة التيراميسو أو القرفة، أما السيدة القلقة على نوع الهدية التي ترغب في تقديمها لزوجها في مناسبة ما فأدلها بسرعة على الشوكولاته بالنعناع المنعش فتبتسم وتشعر بالراحة وكأنني خمَّنت ما يدور في خلدها وجميع هذه الأنواع استحدثتها من شخصيات زبائني الذين أشعر برابط وثيق تجاههم، فبرأيي الشوكولاته هي علم نفس بحد ذاته».
وترى هيام أبو شديد أن للشوكولاته لغة بحد ذاتها كما الورد تماما، تستطيع أن تضع فيها القليل من الحلاوة والكثير من الحب مع رشة حنان، فتحصل على مزيج فعال لا يمكن للطرف الآخر الذي يتذوقه إلا أن يستسلم لطعمه دون استئذان، وكأنه أمام باقة زهور برية تفوح منها رائحة الحياة.
وترى الإعلامية اللبنانية التي توسَّع عملها بحيث صارت تدير فريقا كاملا من العمال الذين ينفذون طلبات الزبائن أن طبيعة هذه المهنة تشبه فشة الخلق بالنسبة لها، فتخرجها من الروتين اليومي الذي تعيشه إلى حد ما في مهنتها الأساسية، كما تشكل مورد رزق وطاقة تستطيع أن تسلمهما لأولادها من بعدها، خصوصا أن أضواء الإعلام لا يمكن أن تورثهم إياها عمليا، ففيها يستطيعون أن يشعروا بالحرية وبأنهم أسياد الموقف غير متأثرين بمزاجية مدير ما أو منتج أو رئيس مجلس إدارة يعملون لديه.
وتنصح هيام أبو شديد كل شخص بأن يتناول القليل من الشوكولاته يوميا؛ لأنها تخلصهم من الكآبة وتزودهم بالطاقة وتمنحهم شعورا باللذة والفرح وهم يقضمونها على دفعات.
ولهيام تجربة أخرى في هذا المجال خولتها الحصول على فرصة تقديم طبق من توقيعها اعتمده مطعم سمسم في ساحة ساسين في منطقة الأشرفية في لائحة الطعام الخاصة فيه وهو يتألف من الكوسى وقد سمته «ماما غنوج» ليشكل أنثى الطبق اللبناني المعروف بـ«بابا غنوج» والمحضر بالباذنجان والحامض والثوم والطحينة.
أما أصحاب مرض السكري فلم توفرهم هيام من لائحة الشوكولاته التي يتضمنها محلها؛ إذ خصصتهم بشوكولاته داكنة من دون أن يدخلها السكر، كما استخدمت الفواكه كالكيوي والعنب، إضافة إلى البسكويت الهش مع البرتقال ليروق للأطفال والأشخاص الذين يحبون الشوكولاته خفيفة المذاق.
وتعتبر أن دراستها للتمثيل، لا سيما لمادة سينوغرافيا، التي تتناول كيفية تحضير ديكورات المسرح وانتقائها حسب الموضوع، أسهمت في تسهيل مهمة توضيبها لحبة الشوكولاته وتزيينها بأغلفة ملونة تجذب العين ما إن يقع النظر عليها، وهي تشكل قسما لا يُستهان به من الديكورات المستعملة في مناسبات الأفراح والولادات والأعياد والمواسم.
الاعلامية والطباخة هيام ابو شديد
دخلت الإعلامية هيام أبو شديد مجال صناعة الشوكولاته بالصدفة، عندما كانت تمارسها كهواية مع صديقة لها في منزلها الجبلي أثناء الحرب اللبنانية، فكانتا تمضيان معا سهرات طويلة وهما تحضران الشوكولاته لأولادهما وتتفننان بقولبتها وطعماتها. وما لبست هذه الهواية أن تحولت إلى مهنة أخرى تمارسها إلى جانب عملها كإعلامية وممثلة عندما نصحتها ابنتها كندة أن تقوم بها بعدما لمست شغف والدتها الكبير بها. تقول هيام أبو شديد، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أنا بطبيعتي أحب تناول الشوكولاته، فلا يمر يوم دون أن آكل قطعة منها، وغالبا ما أقول لأولادي: لو رسمتم لي الشوكولاته على الورق لأكلتها، الأمر الذي جعلني أتعامل معها بشغف، خصوصا أن لها ثقافة خاصة تخولك، من خلال تعاطيك مع الزبائن الذين يتذوقونها، اكتشاف شخصياتهم وأهوائهم». وتضيف: «بدأنا أنا وصديقتي صناعة الشوكولاته بطريقة بدائية تقتصر على تذويبها وطهيها ومن ثم تبريدها بعد وضعها على الرخام في المطبخ أو على ورق مدهون بالزبد وصرنا نحضرها لأصدقائنا حسب رغبتهم في المناسبات، بعدها أخذنا نتطور في صناعتها وحولنا غرفة الجلوس في المنزل إلى محترف حقيقي يعبق برائحة الجوز واللوز والفانيليا والزبد الدنماركي وقوالب الشوكولاته على مختلف القياسات، وكان أحد أصدقائنا، وهو شيف حلويات، يشرف أحيانا على عملنا ويزودنا بالنصائح، وهكذا كرت السبحة وقررنا افتتاح محل خاص ببيع الشوكولاته في بلدة ريفون الجبلية وسميناه (Crocuss)، واليوم صار لدينا زبائن من مختلف المناطق اللبنانية الذين يقصدوننا لشراء الشوكولاته». وتشرح هيام أبو شديد معنى «Crocuss» الذي يعود إلى نوع من الزهور البرية المعروفة في لبنان والعالم العربي بالزعفران، ويندرج ضمن أنواع البهارات التي تشتهر بها منطقتنا العربية، وخصوصية هذه الزهرة تكمن في أنها الوحيدة التي في استطاعتها خرق الثلج أثناء نموها. وما بين البرودة التي يوحيها الاسم من ناحية والقرمشة التي تشتق منها كلمة «croquer» من ناحية أخرى ولد الاسم ليتناسب مع المنطقة الجبلية الموجود فيها المحل وطبيعة الشوكولاته التي تحضرها هي وصديقتها.
وتؤكد هيام أبو شديد، التي عرفها المشاهد اللبناني من خلال برامج حوارية قدمتها على شاشات التلفزة المحلية والفضائية وكذلك من الأدوار التمثيلية التي أجادتها في أكثر من مسلسل، أن عملها في مجال الشوكولاته أضاف إليها علاقات إنسانية واسعة سبق أن زودتها بها خبرتها المهنية، إنما الشوكولاته زادت عليها نكهة مميزة في التعاطي مع الناس الفرحين؛ لأن الشوكولاته تقدَّم في المناسبات السعيدة، مشيرة إلى أن السعادة هي بمثابة عدوى لا يمكن إلا أن تلامسك وتتشاركها مع أصحابك عندما تتعرف إليهم وتتحدث معهم حول الأمور التي يرغبون أن يعبروا عنها بفرح من خلال الشوكولاته التي يختارونها. أما نقطة التشابه التي تجمع بين الإعلام والشوكولاته، كما تقول، فهي اللحظات الحلوة والمرة التي تصادفها في البداية عند استضافتك الناس ومحاورتهم، وكذلك الأمر عندما تتذوق طعم هذه الشوكولاته أو تلك فتتراوح بين الحلو والمر.
وتفتخر هيام أبو شديد بتعدد الأنواع الـ32 التي تتألف منها أصناف الشوكولاته التي تبيعها، المصنوعة من أجود المواد الألمانية والبلجيكية، وتقول: «أستوحي هذه النكهات والحشوات التي تملأ حباتها من الزبائن أنفسهم، فعندما أتحدث معهم وأطلع على رغباتهم والمناسبة التي يحتفلون بها أقوم بسرعة توليفة الشوكولاته التي تناسب شخصيتهم». وتستطرد: «إذا دخلت المحل مثلا سيدة حامل مبتسمة دائما ولديها سمات الطفولة على وجهها أقدم لها الشوكولاته البيضاء فتفاجأ بمعرفتي بطلبها قبل أن تقوله، أو عندما يقصدني رجل لا يعرف أي نوع يختار فأسأله إذا كان من محبي القهوة أو البهارات، وأنصحه باختيار الشوكولاته بنكهة التيراميسو أو القرفة، أما السيدة القلقة على نوع الهدية التي ترغب في تقديمها لزوجها في مناسبة ما فأدلها بسرعة على الشوكولاته بالنعناع المنعش فتبتسم وتشعر بالراحة وكأنني خمَّنت ما يدور في خلدها وجميع هذه الأنواع استحدثتها من شخصيات زبائني الذين أشعر برابط وثيق تجاههم، فبرأيي الشوكولاته هي علم نفس بحد ذاته».
وترى هيام أبو شديد أن للشوكولاته لغة بحد ذاتها كما الورد تماما، تستطيع أن تضع فيها القليل من الحلاوة والكثير من الحب مع رشة حنان، فتحصل على مزيج فعال لا يمكن للطرف الآخر الذي يتذوقه إلا أن يستسلم لطعمه دون استئذان، وكأنه أمام باقة زهور برية تفوح منها رائحة الحياة.
وترى الإعلامية اللبنانية التي توسَّع عملها بحيث صارت تدير فريقا كاملا من العمال الذين ينفذون طلبات الزبائن أن طبيعة هذه المهنة تشبه فشة الخلق بالنسبة لها، فتخرجها من الروتين اليومي الذي تعيشه إلى حد ما في مهنتها الأساسية، كما تشكل مورد رزق وطاقة تستطيع أن تسلمهما لأولادها من بعدها، خصوصا أن أضواء الإعلام لا يمكن أن تورثهم إياها عمليا، ففيها يستطيعون أن يشعروا بالحرية وبأنهم أسياد الموقف غير متأثرين بمزاجية مدير ما أو منتج أو رئيس مجلس إدارة يعملون لديه.
وتنصح هيام أبو شديد كل شخص بأن يتناول القليل من الشوكولاته يوميا؛ لأنها تخلصهم من الكآبة وتزودهم بالطاقة وتمنحهم شعورا باللذة والفرح وهم يقضمونها على دفعات.
ولهيام تجربة أخرى في هذا المجال خولتها الحصول على فرصة تقديم طبق من توقيعها اعتمده مطعم سمسم في ساحة ساسين في منطقة الأشرفية في لائحة الطعام الخاصة فيه وهو يتألف من الكوسى وقد سمته «ماما غنوج» ليشكل أنثى الطبق اللبناني المعروف بـ«بابا غنوج» والمحضر بالباذنجان والحامض والثوم والطحينة.
أما أصحاب مرض السكري فلم توفرهم هيام من لائحة الشوكولاته التي يتضمنها محلها؛ إذ خصصتهم بشوكولاته داكنة من دون أن يدخلها السكر، كما استخدمت الفواكه كالكيوي والعنب، إضافة إلى البسكويت الهش مع البرتقال ليروق للأطفال والأشخاص الذين يحبون الشوكولاته خفيفة المذاق.
وتعتبر أن دراستها للتمثيل، لا سيما لمادة سينوغرافيا، التي تتناول كيفية تحضير ديكورات المسرح وانتقائها حسب الموضوع، أسهمت في تسهيل مهمة توضيبها لحبة الشوكولاته وتزيينها بأغلفة ملونة تجذب العين ما إن يقع النظر عليها، وهي تشكل قسما لا يُستهان به من الديكورات المستعملة في مناسبات الأفراح والولادات والأعياد والمواسم.