لم يستطع أن يكمل دراسته بعد أن
خرج من الثانوية العامة بمعدل لا يؤهله ليكون مهندساً كما كان يحلم, فتوجه من
الدراسة إلى العمل كسائق اجرة على تاكسي خاص به,
مجموعة صور خاصة التقطت بعدسة موقع
بانيت وصحيفة بانوراما
وراء المقود تراه, قد تعتقد أنه فاشل بكافة
المقاييس العلمية ولا يصلح إلا كسائق أجرة.
بدأ مشواره بفشل في الثانوية العامة
لكنه وبفضل الله ثم بعبقرية عقله وصل إلى نيل جائزة فلسطين الأولى في الإبداع
والتميز, ولم تكن سوى البداية ليقف منذر جنباً إلى جنب بجوار المخترعين والعلماء
الفلسطينيين.
حلم بالهندسة فأصبح
مخترعاً
منذر القصاص ( 28عاماً ), مثله مثل أي شاب حلم أن يصبح مهندساً
لكنه وبعد أن حصل على 53% مجموعاً في الثانوية العامة انهار حلمه, لكنه لم يفقد
الأمل بل أكمل حلمه بالاختراعات, في سنوات الإعدادية كان منذر مولعاً بتطبيق
التجارب العلمية داخل كتب العلوم والكيمياء على أرض الواقع, لكن مشكلته كانت عدم
تفوقه في المواد النظرية, وبالرغم من ذلك خرج من بين يدي منذر أول اختراع لمن يعاني
من شلل رباعي, وهو عبارة عن جهاز يقلب صفحات الكتب أوتوماتيكيا لذوي الاحتياجات
الخاصة وأسماه زايد.
عمل منذر مباشرة بعد انتهائه من الثانوية العامة كسائق
أجرة؛ لأنه يؤمن بالمشاركة في الحياة ومساعدة ذويه في تلبية حاجاتهم، وفي ذات الوقت
لم يهمل اختراعاته فاقتطع جزءًا من ماله لها، وهذا ما كان يعرضه لتذمر والدته التي
كانت تعاتبه على التقصير في الادخار من أجل الزواج ومتطلبات المستقبل.
" نظمت حياتي بدقة حتى أثبت للناس أنه ليس شرطا أن أكون دارسا
للهندسة حتى أبدع "
يقول منذر: "عملي كسائق أجرة، لا يوقف اختراعاتي بل
يساعدني على انجازها, فأقضي وقت فراغي في تحسين أفكار اختراعاتي وتطوير آليات
تنفيذها داخل مختبري المتواضع, وأستفيد من العائد المالي الذي أحصل عليه من عملي
كسائق في تطوير اختراعاتي"، ويتابع "نظمت حياتي بدقة حتى أثبت للناس أنه ليس شرطا
أن أكون دارسا للهندسة حتى أبدع، فالإبداع كرم من الله، ومع هذا اضطررت لدراسة
دبلوم متوسط اقتصاد وعلوم سياسية بجامعة الأزهر؛ كي أحمل شهادة.. كنت أحاول
المشاركة في المعارض والمؤتمرات المحلية بالقطاع، لكن لم أتمكن من ذلك؛ بسبب عدم
حملي لشهادة هندسة.
منذر القارئ
كان يحلم بأن
يدرس الهندسة الميكانيكية, لكنه لم يستسلم وكان اختراعه الثاني تطوير جهاز منذر
القارئ، وأصبح بحجم أصغر، ويمكنه تقليب صفحات الكتب عن طريق تحريك الرأس فقط، وأطلق
عليه اسم "زايد" نسبة إلى رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رحمه الله، وحصل على
براءة اختراع في وزارة الاقتصاد والعمل الوطني رقم 78، ومن ثم طورت إلى الكرسي
الكهربائي المطور "حمدان"، الذي جاء لخدمة المصابين بالشلل الرباعي الكامل، حيث
يمكن المعاق من قيادة الكرسي الكهربائي عن طريق الذقن.
ولم يقف منذر هنا.. بل
قام بتطوير كرسي الشلل النصفي الذي يعمل باليد ليصبح "الكرسي المتحرك الذكي" وحصل
على براءة اختراع من وزارة الاقتصاد الفلسطينية، وواصل منذر تطوير جهاز "زايد"
ليمكّن المصاب من الجلوس إلى الحاسب واستعماله بواسطة الرأس كتابة وتصفحا وإطلاعا،
وأطلق عليه اسم "درع زايد"، كما قام القصاص بتنفيذ جهاز "صدقة" الخاص بالصم والذي
يساعدهم على التعايش بسهولة داخل البيت فهو يصدر إشارات لكل الأصوات التي تحدث
بالبيت حتى أثناء النوم حيث يوضع الجهاز داخل الوسادة بحيث إذا نادى على الأصم أحد
أثناء نومه أو قرع باب الغرفة تهتز الوسادة تحت رأسه وتوقظه.
مخترع بلا أدوات
لا خامات.. لا أجهزة.. لا مختبرات.. وإن
كنت صاحب دماغ عبقري فمن المستحيل أن ينجح اختراعك في هذه الصحراء القاحلة, فهذه
الحقيقة التي أصبحت بديهية جدا في قطاع غزة, حيث بلد لا يوجد فيه الكثير من أساسيات
الحياة.
ولأن "الحاجة أم الاختراع"، استخدم الشاب الفلسطيني مواد مستعملة
وبدائية لكي يستطيع من خلالها أن يصل إلى اختراعه بالشكل النهائي، مسيرة المعيقات
التي نتجت عن هذا الفقر وغيره وواجهت منذر بصورة كبيرة، يحدثنا برضى عنها فيقول:
"كنت أعمل وأنا مؤمن بقول الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام (إنما تنصرون وترحمون
وترزقون بضعفائكم)، لقد واجهت تعنتا من الكثير من المؤسسات الفلسطينية التي تعاني
من البيروقراطية وتركن إلى المساعدات الخارجية، لم يحبطني هذا الأمر، كنت مصرا على
النجاح دون شهادات علمية".
من منطلق حاجة المعاقين للاندماج في المجتمع
والاستفادة من إمكانياتهم في بناء المجتمع، جند منذر كافة اختراعاته لخدمة هذه
الفئة، واهتم أن تكون اختراعاته لتلبية احتياجاتها باعتبارها أحوج الفئات للمساعدة،
ولم يكتف بذلك بل واصل إقناع المعاق بأهمية استخدام الجهاز بعد رفضه التلقائي، خاصة
الذين يعانون من شلل رباعي بسبب يأسهم الشديد من أي حلول يمكن أن تخدم وضعهم،
ويواصل منذر متابعاته مع المستفيدين من أجهزته ورسالته دائما، ويقول: "سأستمر في
إخراج أجهزة تقدم الخدمة للمعاقين على وجه التحديد؛ لأنهم محاصرون في غزة من قبل
فرض الحصار علينا
سائق أجرة يستلم جائزة دولية
"جائزة فلسطين الدولية للإبداع
والتميز لعام 2008م, ويحصل على المرتبة الأولى الشاب منذر القصاص" كان وقع هذه
الكلمات على مسمع كل المخترعين ممن كانوا يجلسون في القاعة الخاصة بالاحتفال
كالصاعقة.. منذر القصاص يحصل على المرتبة الأولى في "جائزة فلسطين الدولية للإبداع
والتميز" لعام 2008، متفوقا بذلك على خيرة الباحثين والمتخصصين وأصحاب الإنجازات
والإبداعات وأصحاب الشهادات العلمية العالية في فلسطين كلها، يقول منذر: "أنا أفخر
بأنني أعمل سائق أجرة من عشر سنوات، ومنقطع عن الدراسة العلمية لكني حصلت على هذه
الجائزة بفضل الله عز وجل".
ولا زال منذر يحلم بأن يكمل مشواره في الاختراعات,
حتى يصبح المخترع الفلسطيني الأول لاحتياجات المعاقين, رغم أن منذر لا يحلم باللقب
قدر ما يحلم بأن يكون صاحب رسالة ويستطيع من خلال اختراعاته تلبية احتياجات ذوي
الاحتياجات الخاصة ليعيشوا حياة كريمة كالأصحاء.
خرج من الثانوية العامة بمعدل لا يؤهله ليكون مهندساً كما كان يحلم, فتوجه من
الدراسة إلى العمل كسائق اجرة على تاكسي خاص به,
مجموعة صور خاصة التقطت بعدسة موقع
بانيت وصحيفة بانوراما
وراء المقود تراه, قد تعتقد أنه فاشل بكافة
المقاييس العلمية ولا يصلح إلا كسائق أجرة.
بدأ مشواره بفشل في الثانوية العامة
لكنه وبفضل الله ثم بعبقرية عقله وصل إلى نيل جائزة فلسطين الأولى في الإبداع
والتميز, ولم تكن سوى البداية ليقف منذر جنباً إلى جنب بجوار المخترعين والعلماء
الفلسطينيين.
حلم بالهندسة فأصبح
مخترعاً
منذر القصاص ( 28عاماً ), مثله مثل أي شاب حلم أن يصبح مهندساً
لكنه وبعد أن حصل على 53% مجموعاً في الثانوية العامة انهار حلمه, لكنه لم يفقد
الأمل بل أكمل حلمه بالاختراعات, في سنوات الإعدادية كان منذر مولعاً بتطبيق
التجارب العلمية داخل كتب العلوم والكيمياء على أرض الواقع, لكن مشكلته كانت عدم
تفوقه في المواد النظرية, وبالرغم من ذلك خرج من بين يدي منذر أول اختراع لمن يعاني
من شلل رباعي, وهو عبارة عن جهاز يقلب صفحات الكتب أوتوماتيكيا لذوي الاحتياجات
الخاصة وأسماه زايد.
عمل منذر مباشرة بعد انتهائه من الثانوية العامة كسائق
أجرة؛ لأنه يؤمن بالمشاركة في الحياة ومساعدة ذويه في تلبية حاجاتهم، وفي ذات الوقت
لم يهمل اختراعاته فاقتطع جزءًا من ماله لها، وهذا ما كان يعرضه لتذمر والدته التي
كانت تعاتبه على التقصير في الادخار من أجل الزواج ومتطلبات المستقبل.
" نظمت حياتي بدقة حتى أثبت للناس أنه ليس شرطا أن أكون دارسا
للهندسة حتى أبدع "
يقول منذر: "عملي كسائق أجرة، لا يوقف اختراعاتي بل
يساعدني على انجازها, فأقضي وقت فراغي في تحسين أفكار اختراعاتي وتطوير آليات
تنفيذها داخل مختبري المتواضع, وأستفيد من العائد المالي الذي أحصل عليه من عملي
كسائق في تطوير اختراعاتي"، ويتابع "نظمت حياتي بدقة حتى أثبت للناس أنه ليس شرطا
أن أكون دارسا للهندسة حتى أبدع، فالإبداع كرم من الله، ومع هذا اضطررت لدراسة
دبلوم متوسط اقتصاد وعلوم سياسية بجامعة الأزهر؛ كي أحمل شهادة.. كنت أحاول
المشاركة في المعارض والمؤتمرات المحلية بالقطاع، لكن لم أتمكن من ذلك؛ بسبب عدم
حملي لشهادة هندسة.
منذر القارئ
كان يحلم بأن
يدرس الهندسة الميكانيكية, لكنه لم يستسلم وكان اختراعه الثاني تطوير جهاز منذر
القارئ، وأصبح بحجم أصغر، ويمكنه تقليب صفحات الكتب عن طريق تحريك الرأس فقط، وأطلق
عليه اسم "زايد" نسبة إلى رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رحمه الله، وحصل على
براءة اختراع في وزارة الاقتصاد والعمل الوطني رقم 78، ومن ثم طورت إلى الكرسي
الكهربائي المطور "حمدان"، الذي جاء لخدمة المصابين بالشلل الرباعي الكامل، حيث
يمكن المعاق من قيادة الكرسي الكهربائي عن طريق الذقن.
ولم يقف منذر هنا.. بل
قام بتطوير كرسي الشلل النصفي الذي يعمل باليد ليصبح "الكرسي المتحرك الذكي" وحصل
على براءة اختراع من وزارة الاقتصاد الفلسطينية، وواصل منذر تطوير جهاز "زايد"
ليمكّن المصاب من الجلوس إلى الحاسب واستعماله بواسطة الرأس كتابة وتصفحا وإطلاعا،
وأطلق عليه اسم "درع زايد"، كما قام القصاص بتنفيذ جهاز "صدقة" الخاص بالصم والذي
يساعدهم على التعايش بسهولة داخل البيت فهو يصدر إشارات لكل الأصوات التي تحدث
بالبيت حتى أثناء النوم حيث يوضع الجهاز داخل الوسادة بحيث إذا نادى على الأصم أحد
أثناء نومه أو قرع باب الغرفة تهتز الوسادة تحت رأسه وتوقظه.
مخترع بلا أدوات
لا خامات.. لا أجهزة.. لا مختبرات.. وإن
كنت صاحب دماغ عبقري فمن المستحيل أن ينجح اختراعك في هذه الصحراء القاحلة, فهذه
الحقيقة التي أصبحت بديهية جدا في قطاع غزة, حيث بلد لا يوجد فيه الكثير من أساسيات
الحياة.
ولأن "الحاجة أم الاختراع"، استخدم الشاب الفلسطيني مواد مستعملة
وبدائية لكي يستطيع من خلالها أن يصل إلى اختراعه بالشكل النهائي، مسيرة المعيقات
التي نتجت عن هذا الفقر وغيره وواجهت منذر بصورة كبيرة، يحدثنا برضى عنها فيقول:
"كنت أعمل وأنا مؤمن بقول الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام (إنما تنصرون وترحمون
وترزقون بضعفائكم)، لقد واجهت تعنتا من الكثير من المؤسسات الفلسطينية التي تعاني
من البيروقراطية وتركن إلى المساعدات الخارجية، لم يحبطني هذا الأمر، كنت مصرا على
النجاح دون شهادات علمية".
من منطلق حاجة المعاقين للاندماج في المجتمع
والاستفادة من إمكانياتهم في بناء المجتمع، جند منذر كافة اختراعاته لخدمة هذه
الفئة، واهتم أن تكون اختراعاته لتلبية احتياجاتها باعتبارها أحوج الفئات للمساعدة،
ولم يكتف بذلك بل واصل إقناع المعاق بأهمية استخدام الجهاز بعد رفضه التلقائي، خاصة
الذين يعانون من شلل رباعي بسبب يأسهم الشديد من أي حلول يمكن أن تخدم وضعهم،
ويواصل منذر متابعاته مع المستفيدين من أجهزته ورسالته دائما، ويقول: "سأستمر في
إخراج أجهزة تقدم الخدمة للمعاقين على وجه التحديد؛ لأنهم محاصرون في غزة من قبل
فرض الحصار علينا
سائق أجرة يستلم جائزة دولية
"جائزة فلسطين الدولية للإبداع
والتميز لعام 2008م, ويحصل على المرتبة الأولى الشاب منذر القصاص" كان وقع هذه
الكلمات على مسمع كل المخترعين ممن كانوا يجلسون في القاعة الخاصة بالاحتفال
كالصاعقة.. منذر القصاص يحصل على المرتبة الأولى في "جائزة فلسطين الدولية للإبداع
والتميز" لعام 2008، متفوقا بذلك على خيرة الباحثين والمتخصصين وأصحاب الإنجازات
والإبداعات وأصحاب الشهادات العلمية العالية في فلسطين كلها، يقول منذر: "أنا أفخر
بأنني أعمل سائق أجرة من عشر سنوات، ومنقطع عن الدراسة العلمية لكني حصلت على هذه
الجائزة بفضل الله عز وجل".
ولا زال منذر يحلم بأن يكمل مشواره في الاختراعات,
حتى يصبح المخترع الفلسطيني الأول لاحتياجات المعاقين, رغم أن منذر لا يحلم باللقب
قدر ما يحلم بأن يكون صاحب رسالة ويستطيع من خلال اختراعاته تلبية احتياجات ذوي
الاحتياجات الخاصة ليعيشوا حياة كريمة كالأصحاء.
