اطفال الروضات ( رياض الاطفال ) في غزة بخطر
قبل أشهر اطلقت إدارة المرور في قطاع غزة حملة تحت اسم "الحملة المرورية لضبط الحالة المرورية" وصل لوسائل الإعلام عن هذه الحملة عشرات التصريحات الصحفية المنشورة على لسان القائمين على تنظيم هذه الحملة جلها أكدت على أنها تهدف الى المحافظ على سلامة المواطنين وفرض النظام والقانون على الحالة المرورية في غزة, والجميع سمع بان آلاف المخالفات فرضتها الشرطة المرورية على السائقين بسبب عدم إتباعهم الطرق السليمة والإجراءات القانونية في قيادة المركبات, لكن على ما يبدو أن الحملة المرورية بدأت وانتهت ولم تضع حدا لموضوع قديم جديد قد يخلف مأساة حقيقية لا سمح الله لو لم تتدخل الأجهزة المعنية وتضع له حداً.
مع بدأ العام الدراسي الجديد تغمر الجميع الفرحة، ويسارع الأهالي بالبحث عن روضة أطفال "نموذجية" لتسجيل أطفالهم، المهم روضة "نموذجية" .. لا يهم البعد أو القرب عن مكان السكن فجل اهتمام الأب أو الأم أن تقر عيونهم ويجدوا طفلهم من أطفال النخبة , والجميع يبدأ بالبحث بغية إيجاد المكان الأفضل المناسب لأبنائهم ربما لغياب المدارس في مكان إقامتهم أو لأنها ليست على قدر من الكفاءة, ولتعويض غياب الباصات التابعة للمدارس، اعتاد الأهالي على استئجار باص مهمته إيصال أبنائهم من وإلى البيت في الصبح والظهر مطمئنين على وصولهم في الوقت المناسب وسلامتهم بإذن الله, وبناء على ثقتهم التي وضعوها في سائق قدروا أنه قادر على تحمل المسؤولية والأمانة الموكلة إليه أو سمعوا به من جوار اعتادوا التعامل معه في توصيل أبنائهم وحكومة تراقب عمل أصحاب وسائل النقل التي تحمل الأطفال كل يوم.
ولكن على ما يبدو أن ثقة هؤلاء الأهالي لم تكن في مكانها لذلك أصبح القلق يراودهم فمنهم من امتنع عن نقل أبناءه في هذه الباصات ولجأ لسيارات النقل الخاص والغير مقتدر بقي مضطرا للبقاء في وسيلة النقل التي قد تسبب له المأساة يوماً.
تجول طاقم "أخبار فلسطين" بين عدد من رياض الأطفال في غزة، وكانت الصدمة الكبرى...
عشرات الأطفال الصغار يزج بهم في باصات (فلكس واجن) غير المؤهلة أساساً، رأيناهم كـ"الفسيخ" يتصببون عرقاً في ظل الحر الشديد.
تابعنا أحد الباصات الذي استغرق حوالي ساعة ونصف بالتمام وهو يدور بين الحواري والشوارع يوزع الأطفال على بيوتهم، والحال كما تتخيلون حر شديد وعرق يتصبب وفي أي لحظة قد تحدث الكارثة.
الحمولة الطبيعة لأي وسيلة نقل لا يجب أن تتجاوز الحد المسموح لها به لكن البعض قد يتجاوز الأمر بزيادة راكب او اثنين , ولكن أن تكون الزيادة ضعف الحمولة المسموح بها بمرات فهذا شيئ لا يصدق!!! والأكثر غرابة أن تكون الحمولة من الأطفال .
ما دفعنا للبحث في هذا الموضوع والعمل على نشره قد شكاوي وصلت الى إذاعة القدس في غزة من أهالي الطلبة تطالب الإذاعة بإثارة هذا الموضوع مع صناع القرار ووضع حد فوريا له.
الاطفال في خطر
موقع "اخبار فلسطين" تابع الموضوع وأوفد مراسليه لمتابعة الموضوع فذهب طاقمنا الى روضات الأطفال وقت انتهاء فترة الدوام الصباحي وحاول مصورنا التقاط بعض الصور للباصات التي تعمل على نقل الأطفال , واجه طاقمنا صعوبات في التقطا الصور بسبب رفض إدارة الروضات السماح لنا بالتصوير , مبلغينا بأنه " رجاء لا تصورا اليوم تعالوا غدا وصورا إلي بدكم اياه بس اليوم الباصات مكدسه ما حدا يصورا" وبما أننا معنيون بالتقاط هذه الصور وفي هذه الوضعية بالذات بادرنا الى التقاط صور بطرق التفافية لنضع الجميع أمام مسؤولياته في إنهاء هذه الحالة المأساوية.
مخاطر عديدة لا قدر الله قد تحدق بهؤلاء الأطفال في أي لحظة فقد يتعرضون لحادث سير مؤلم لا سمح ولعله ليس ببعيد عنا ما حصل في سوريا قبل أشهر عندما انقلب باص يقل أطفال مدارس توفي فيه 12 طفلا, لله الحمد لم يحدث في بلدنا مثل هذه الحوادث لكنه قد يحدث إذا لا قدر الله إذا لم تحل هذه المأساة.
اما عن ما يتعرض له الطفل من معاناة خلال إيصاله لبيته فتحدثنا الى أهالي بعض الأطفال كانوا ينتظرون أبنائهم على باب رياض الأطفال فيقول والد الطفل( ادهم .ع)" يصل ادهم الى البيت وكأنه لم في رياض أطفال توفر له كل سبل الراحة والتربية بل في مهمة عمل يعود مرهقا , وألقى ابو ادهم بآلامه على وزارة التربية والتعليم التي لم تضع حدا لمثل هذه المشكلات".
الحكومة تتحمل المسؤولية
ولكي نناقش هذا الأمر مع جهات مختصة ونحذر من هذه القضية الهامة اتصلنا بجهات حقوق الإنسان في غزة وتحدثنا مع مدير مركز مؤسسة الضمير الأستاذ خليل ابو شماله الذي أشار بدوره إلى أن هنالك الكثير من الروضات العائدة ملكيتها لأشخاص يعملون من خلالها بمبدأ "البزنس" ساعين وراء الكسب دون أن تتحقق شروط فتح مثل هذه الروضات من خبرة وكفاءة ومقدرة على التعامل مع الأطفال.
وحمّل أبوشمالة المسؤولية الأساسية للحكومة في غزة, مطالبا إياها بأن لا تعطي التراخيص إلا للجهات التي لديها القدرة واستوفت كامل الشروط التي تضمن لنا من خلالها حماية الأطفال أولا, ثم رعايتهم وتأهيلهم للمدارس خلال عام أو أكثر.
وأوضح ابوشمالة انه من الملاحظ ومع بدء العام الدراسي الجديد وإضافة إلى تكدس الأعداد بشكل كبير داخل الباص الواحد, أن تعامل السائقين مع هؤلاء الأطفال ينم على أنهم غير مؤهلين لذلك , إضافة إلى قيادتهم لهذه الباصات بشكل غير قانوني خصوصا عند مفترقات الطرق.
وأشار أبو شمالة إلى أنه قد سجّلت في الأعوام القليلة الماضية عدد من الحوادث كان جزءً منها يعود لباصات نقل الأطفال.
حافلات "عجوز"
الى جانب أن هذه الحافلات التي تقل أطفالنا مضى على مدة عملها عشرات السنين ، وعلى الرغم من عدم جودتها واهتراءها سواء من الداخل أو من الخارج، وأصرار أصحابها على مزاولة عملهم , فلم يراعوا هؤلاء ضعف امكانيات مركباتهم بل يتعاملون معها وكأنها ذات إمكانيات عالية ويتعاملون باستهتار , وزادو على ذلك,انهم يتبعون سلوك طائش وتصرفات لا تنم على مسؤولية يتحملها السائق ويقودون مركباتهم بتهور .
على الرغم من أن هذا الموضوع حساس وخطير بما انه يمس أطفال لا يدركون حجم الخطورة الذي يتعرضون إليها, لذلك يجب ان يدق ناقوس الخطر فالأمر لا يحتاج الى جهد كبير لكي يوضع حدا لهذا الأمر سوى بعض القرارات الإدارية الحازمة من الحكومة والجهات المختصة فمثلا لا يحتاج أن تحدد الحكومة عدد الأطفال المسموح بنقلهم في الباص ووضح عقاب شديد لمن يخالف ذلك وكذلك تشكيل لجنة فنية للكشف على الباصات من حيث الشكل ومدى مطابقة هذه الباصات للشروط والمواصفات الفنية التي على أساسها دخلت العمل, حتى نضمن دراسة آمنه لأطفالنا.
قبل أشهر اطلقت إدارة المرور في قطاع غزة حملة تحت اسم "الحملة المرورية لضبط الحالة المرورية" وصل لوسائل الإعلام عن هذه الحملة عشرات التصريحات الصحفية المنشورة على لسان القائمين على تنظيم هذه الحملة جلها أكدت على أنها تهدف الى المحافظ على سلامة المواطنين وفرض النظام والقانون على الحالة المرورية في غزة, والجميع سمع بان آلاف المخالفات فرضتها الشرطة المرورية على السائقين بسبب عدم إتباعهم الطرق السليمة والإجراءات القانونية في قيادة المركبات, لكن على ما يبدو أن الحملة المرورية بدأت وانتهت ولم تضع حدا لموضوع قديم جديد قد يخلف مأساة حقيقية لا سمح الله لو لم تتدخل الأجهزة المعنية وتضع له حداً.
مع بدأ العام الدراسي الجديد تغمر الجميع الفرحة، ويسارع الأهالي بالبحث عن روضة أطفال "نموذجية" لتسجيل أطفالهم، المهم روضة "نموذجية" .. لا يهم البعد أو القرب عن مكان السكن فجل اهتمام الأب أو الأم أن تقر عيونهم ويجدوا طفلهم من أطفال النخبة , والجميع يبدأ بالبحث بغية إيجاد المكان الأفضل المناسب لأبنائهم ربما لغياب المدارس في مكان إقامتهم أو لأنها ليست على قدر من الكفاءة, ولتعويض غياب الباصات التابعة للمدارس، اعتاد الأهالي على استئجار باص مهمته إيصال أبنائهم من وإلى البيت في الصبح والظهر مطمئنين على وصولهم في الوقت المناسب وسلامتهم بإذن الله, وبناء على ثقتهم التي وضعوها في سائق قدروا أنه قادر على تحمل المسؤولية والأمانة الموكلة إليه أو سمعوا به من جوار اعتادوا التعامل معه في توصيل أبنائهم وحكومة تراقب عمل أصحاب وسائل النقل التي تحمل الأطفال كل يوم.
ولكن على ما يبدو أن ثقة هؤلاء الأهالي لم تكن في مكانها لذلك أصبح القلق يراودهم فمنهم من امتنع عن نقل أبناءه في هذه الباصات ولجأ لسيارات النقل الخاص والغير مقتدر بقي مضطرا للبقاء في وسيلة النقل التي قد تسبب له المأساة يوماً.
تجول طاقم "أخبار فلسطين" بين عدد من رياض الأطفال في غزة، وكانت الصدمة الكبرى...
عشرات الأطفال الصغار يزج بهم في باصات (فلكس واجن) غير المؤهلة أساساً، رأيناهم كـ"الفسيخ" يتصببون عرقاً في ظل الحر الشديد.
تابعنا أحد الباصات الذي استغرق حوالي ساعة ونصف بالتمام وهو يدور بين الحواري والشوارع يوزع الأطفال على بيوتهم، والحال كما تتخيلون حر شديد وعرق يتصبب وفي أي لحظة قد تحدث الكارثة.
الحمولة الطبيعة لأي وسيلة نقل لا يجب أن تتجاوز الحد المسموح لها به لكن البعض قد يتجاوز الأمر بزيادة راكب او اثنين , ولكن أن تكون الزيادة ضعف الحمولة المسموح بها بمرات فهذا شيئ لا يصدق!!! والأكثر غرابة أن تكون الحمولة من الأطفال .
ما دفعنا للبحث في هذا الموضوع والعمل على نشره قد شكاوي وصلت الى إذاعة القدس في غزة من أهالي الطلبة تطالب الإذاعة بإثارة هذا الموضوع مع صناع القرار ووضع حد فوريا له.
الاطفال في خطر
موقع "اخبار فلسطين" تابع الموضوع وأوفد مراسليه لمتابعة الموضوع فذهب طاقمنا الى روضات الأطفال وقت انتهاء فترة الدوام الصباحي وحاول مصورنا التقاط بعض الصور للباصات التي تعمل على نقل الأطفال , واجه طاقمنا صعوبات في التقطا الصور بسبب رفض إدارة الروضات السماح لنا بالتصوير , مبلغينا بأنه " رجاء لا تصورا اليوم تعالوا غدا وصورا إلي بدكم اياه بس اليوم الباصات مكدسه ما حدا يصورا" وبما أننا معنيون بالتقاط هذه الصور وفي هذه الوضعية بالذات بادرنا الى التقاط صور بطرق التفافية لنضع الجميع أمام مسؤولياته في إنهاء هذه الحالة المأساوية.
مخاطر عديدة لا قدر الله قد تحدق بهؤلاء الأطفال في أي لحظة فقد يتعرضون لحادث سير مؤلم لا سمح ولعله ليس ببعيد عنا ما حصل في سوريا قبل أشهر عندما انقلب باص يقل أطفال مدارس توفي فيه 12 طفلا, لله الحمد لم يحدث في بلدنا مثل هذه الحوادث لكنه قد يحدث إذا لا قدر الله إذا لم تحل هذه المأساة.
اما عن ما يتعرض له الطفل من معاناة خلال إيصاله لبيته فتحدثنا الى أهالي بعض الأطفال كانوا ينتظرون أبنائهم على باب رياض الأطفال فيقول والد الطفل( ادهم .ع)" يصل ادهم الى البيت وكأنه لم في رياض أطفال توفر له كل سبل الراحة والتربية بل في مهمة عمل يعود مرهقا , وألقى ابو ادهم بآلامه على وزارة التربية والتعليم التي لم تضع حدا لمثل هذه المشكلات".
الحكومة تتحمل المسؤولية
ولكي نناقش هذا الأمر مع جهات مختصة ونحذر من هذه القضية الهامة اتصلنا بجهات حقوق الإنسان في غزة وتحدثنا مع مدير مركز مؤسسة الضمير الأستاذ خليل ابو شماله الذي أشار بدوره إلى أن هنالك الكثير من الروضات العائدة ملكيتها لأشخاص يعملون من خلالها بمبدأ "البزنس" ساعين وراء الكسب دون أن تتحقق شروط فتح مثل هذه الروضات من خبرة وكفاءة ومقدرة على التعامل مع الأطفال.
وحمّل أبوشمالة المسؤولية الأساسية للحكومة في غزة, مطالبا إياها بأن لا تعطي التراخيص إلا للجهات التي لديها القدرة واستوفت كامل الشروط التي تضمن لنا من خلالها حماية الأطفال أولا, ثم رعايتهم وتأهيلهم للمدارس خلال عام أو أكثر.
وأوضح ابوشمالة انه من الملاحظ ومع بدء العام الدراسي الجديد وإضافة إلى تكدس الأعداد بشكل كبير داخل الباص الواحد, أن تعامل السائقين مع هؤلاء الأطفال ينم على أنهم غير مؤهلين لذلك , إضافة إلى قيادتهم لهذه الباصات بشكل غير قانوني خصوصا عند مفترقات الطرق.
وأشار أبو شمالة إلى أنه قد سجّلت في الأعوام القليلة الماضية عدد من الحوادث كان جزءً منها يعود لباصات نقل الأطفال.
حافلات "عجوز"
الى جانب أن هذه الحافلات التي تقل أطفالنا مضى على مدة عملها عشرات السنين ، وعلى الرغم من عدم جودتها واهتراءها سواء من الداخل أو من الخارج، وأصرار أصحابها على مزاولة عملهم , فلم يراعوا هؤلاء ضعف امكانيات مركباتهم بل يتعاملون معها وكأنها ذات إمكانيات عالية ويتعاملون باستهتار , وزادو على ذلك,انهم يتبعون سلوك طائش وتصرفات لا تنم على مسؤولية يتحملها السائق ويقودون مركباتهم بتهور .
على الرغم من أن هذا الموضوع حساس وخطير بما انه يمس أطفال لا يدركون حجم الخطورة الذي يتعرضون إليها, لذلك يجب ان يدق ناقوس الخطر فالأمر لا يحتاج الى جهد كبير لكي يوضع حدا لهذا الأمر سوى بعض القرارات الإدارية الحازمة من الحكومة والجهات المختصة فمثلا لا يحتاج أن تحدد الحكومة عدد الأطفال المسموح بنقلهم في الباص ووضح عقاب شديد لمن يخالف ذلك وكذلك تشكيل لجنة فنية للكشف على الباصات من حيث الشكل ومدى مطابقة هذه الباصات للشروط والمواصفات الفنية التي على أساسها دخلت العمل, حتى نضمن دراسة آمنه لأطفالنا.
