ثلاثة وستون عاماً على قيام دولة
اسرائيل خاضت فيها حروباً وعقدت اتفاقيات سلام مع جيرانها العرب، حتى ظنَّت انها
رسَّخت واقعاً عصياً على التغيير، وذوَّتت ثوابت من المحال ان يعبث بها احد.
الشيخ حماد ابو
دعابس
حتى جاءت السنوات الاخيرة بدءاً من عام 2006م لتقضم
جميع المسلَّمات وتهتك جميع البديهيَّات التي اجتهدت اسرائيل لعقود طويلة على
ترسيخها.
انتصرت اسرائيل عام 1948 وعام 1967 وعمَّمت مقولة الجيش الذي لا
يُقهر. وتحوَّلت الدولة العبرية الى منتج سلاح كبير، بل رابع مسوق للسلاح في
العالم، وثبتت في الاذهان ان ميزان القوى العسكري في المنطقة يميل لصالحها بمقابل
جميع الدول العربية مجتمعة. وبنت قوة ردعٍ مصحوبةٍ بهالةٍ اعلامية ٍضخمة روَّجت لدى
الدول المجاورة ان لا أمل لاي قوة عربية او اقليمية في مواجهة عسكرية مع اسرائيل.
وبالاضافة للقوة العسكرية فقد اقامت اسرائيل العلاقات السياسية والتحالفات
الاستراتيجية مع الدول الرئيسية في المنطقة والعالم، مما يجعل اي صراع في الحلبة
الدولية يُحسم لصالح اسرائيل. وظنَّت اسرائيل على مدار العقود انه اذا لم تطبع
الشعوب علاقاتها معها فيكفي ابرام الاتفاقات الملزمة والمقيِّدة للانظمة التي
تتحكَّم بالقرار السياسي في تلك الدول. فيكفي سلام مع مبارك وعمر سليمان لكي يخضع
جميع الشعب المصري، ويكفي تنسيق عسكري مع قيادات الجيش التركي العلمانية لكي تنساب
تركيا باسرها وراء السراب الاسرائيلي. ويكفي النفوذ الذي يحظى به اللوبي اليهودي في
امريكا لاستخدام امريكا الى الابد حامياً وحارساً للمصالح الاسرائيلية، ومدافعاً
عنها في جميع المحافل.
كل مستقبل اسرائيل مرهون
بعلاقاتها مع امريكا
قبل نيِّف وثلاثين عاماً خسرت اسرائيل حليفاً
استراتيجياً مهماً هو نظام الشاه في ايران ولكنها بالمقابل ربحت سلاماً واستقرارًا
اعتبر اكبر انجاز استراتيجي لاسرائيل من خلال اتفاقية السلام مع مصر. وتعزَّزت
العلاقات العسكرية والسياسية مع تركيا، والعلاقات السياسية والتجارية مع الاردن
وموريتانيا وبعض دول الخليج. ولكن الصلف الاسرائيلي في التعامل مع الاخرين، وعدم
استشعار الحساسية تجاه قضاياهم الدقيقة، هذا التعامل المصحوب باستعلاء واستغلال
وليٍّ لاذرع الاخرين، كل ذلك ادى باسرائيل ان تخسر اصدقاءها وحلفاءها جميعاً، الا
الولايات المتحدة التي تمتطيها اسرائيل كما يُركب الحمار، لتكون اداة لها في تنفيذ
مآربها الخبيثة. وقد يأتي اليوم الذي تجد فيه امريكا نفسها معزولة عن العالم بسبب
سياساتها الظالمة والمساندة لاسرائيل في جميع اعتداءاتها، فينقطع كذلك الحبل بين
الدولتين الظالمتين. فتمسي دولة اسرائيل بلا مستقبل ولا امن، تعيش عزلة مطلقة على
مستوى العلاقات الخارجية، وهستيريا مفرطة على مستوى التجاذبات والصراعات الداخلية،
والخوف والهلع من المصير الاسود الذي لا يدرون من اين سيأتيهم.
خسارةٌ تلو خسارة... وحبال يقطعها الله
في حربي لبنان وغزة
عامي 2006 و 9\2008 خسرت اسرائيل الكثير من ردعها، وفقدت كثيراً من قدرتها على حسم
حروب ومعارك في صالحها حسماً قطعياً. ومع احداث اسطول الحرية نهاية ايار العام
الماضي، والاعتداء الاجرامي الذي أدَّى الى سقوط تسعة شهداء من المتضامنين الاتراك.
بدأ الشرخ يتسع بين قيادتي الدولتين. ورفضت الحكومة الاسرائيلية الاعتذار لتركيا،
وتهاونت في مسألة الكرامة الوطنية للاتراك مما أدَّى الى تردِّي العلاقات الى حضيض
لم يسبق له مثيل ثم جاءت أحداث اقتحام شباب الثورة المصريين للسفارة الاسرائيلية في
القاهرة، وطرد جميع الطاقم الدبلوماسي لإسرائيل مع أُسرهم في جنح الظلام وتحت طائلة
الرُّعب والهلع وتوقُّع الموت، وبعد تدخل القيادة الامريكية المباشر بما فيها
كلينتون واوباما شخصياً، لتؤكد ان عهد الخنوع قد ولَّى مع رحيل مبارك والامر اليوم
مختلف تماماً.
ها هو زمن الشعوب لكي تقول كلمتها،فالشعب المصري لم ينتظر الاوامر
من قيادته ليعبِّر عن غضبه وعداوته للاسرائيليين، فالقيادة التركية السياسية
المتحررة من كل قيود العسكر وتوصيات امريكا، لم تنتظر ان يقنعها تقريرالامم المتحدة
في تبرئة ساحة اسرائيل من دماء النشطاء الاتراك التسعة، فسعت الى تخفيض العلاقات مع
اسرائيل وتوطيدها مع مصر. ليزداد الضغط والخناق على الحكومة الاسرائيلية، ولتكتمل
عزلتها الدولية.
كل هذا اضافة الى تصريحات وزير الدفاع الامريكي السابق غيتس
الذي صرَّح بان اسرائيل ناكرة للجميل، ودولة تعضُّ اليد التي تعطيها وتحميها، وأن
نتنياهو يزيد من عزلة اسرائيل ويهدِّد بذلك أمنها. لقد انكشفت كل الالاعيب وتبدَّدت
كل الاوهام، وتقطَّعت جميع الحبال الا حبلهم مع امريكا، ولا استبعد ان ينقطع
قريباً. ولعلها اساءة الوجوه التي تسبق خراب الديار .
اللهم بارك في شامنا.... ويمننا
دعا النبي صلى الله عليه
وسلم بالبركة للشام واليمن، واستثنى بلاد نجد فقال عليه الصلاة والسلام: " اللهم
بارك في شامنا اللهم بارك في يمننا" (ثلاثاً). وقالوا في نجدنا يا رسول الله : فقال
في الثالثة يقصد نجداً: من هناك يخرج قرن الشيطان، والاحاديث تؤكِّد ان الاحداث
الحاسمة في ارض الرسالات، ستكون في اخر الزمان جهة الشام. وانه سيكون جند بالشام
وجند باليمن فمن استطاع ان يلحق باحدهما فليفعل، مفضلاً جهة الشام على
غيرها.
واحداث القتل والمذابح اليومية التي يمارسها النظام الظالم المستبد ضد
المحتجين والعُزَّل في سوريا يجعلنا نعتقد ان الحسم لن يكون الا بانشقاق كبير في
الجيش السوري، او تدخُّل اجنبي يؤدي الى حرب طاحنة وفي جميع الاحوال التصعيد
مرشَّحٌ لبلوغ قمة غير مسبوقة، ونزيف دماء لا نهاية له.
وعليه فان المظاهرة
الوحدوية في الناصرة نصرةً للشعب السوري ولأحرار الشام هي وقفة الواجب التي يمليها
علينا الضمير الانساني والانتماء الاسلامي والوطني. فلبيك يا شام. نسأل الله تعالى
ان يحقن دماء اخواننا، وان يفرِّج كربهم وان يقهر الطاغية وحزبه وشبِّيحته، ليذهبوا
الى مزبلة التاريخ غير ماسوف عليهم.
العز والفخار لثوار الشام الاحرار
والمجد
والخلود لشهداء الشام الابرار
والله غالب على امره
اسرائيل خاضت فيها حروباً وعقدت اتفاقيات سلام مع جيرانها العرب، حتى ظنَّت انها
رسَّخت واقعاً عصياً على التغيير، وذوَّتت ثوابت من المحال ان يعبث بها احد.
الشيخ حماد ابو
دعابس
حتى جاءت السنوات الاخيرة بدءاً من عام 2006م لتقضم
جميع المسلَّمات وتهتك جميع البديهيَّات التي اجتهدت اسرائيل لعقود طويلة على
ترسيخها.
انتصرت اسرائيل عام 1948 وعام 1967 وعمَّمت مقولة الجيش الذي لا
يُقهر. وتحوَّلت الدولة العبرية الى منتج سلاح كبير، بل رابع مسوق للسلاح في
العالم، وثبتت في الاذهان ان ميزان القوى العسكري في المنطقة يميل لصالحها بمقابل
جميع الدول العربية مجتمعة. وبنت قوة ردعٍ مصحوبةٍ بهالةٍ اعلامية ٍضخمة روَّجت لدى
الدول المجاورة ان لا أمل لاي قوة عربية او اقليمية في مواجهة عسكرية مع اسرائيل.
وبالاضافة للقوة العسكرية فقد اقامت اسرائيل العلاقات السياسية والتحالفات
الاستراتيجية مع الدول الرئيسية في المنطقة والعالم، مما يجعل اي صراع في الحلبة
الدولية يُحسم لصالح اسرائيل. وظنَّت اسرائيل على مدار العقود انه اذا لم تطبع
الشعوب علاقاتها معها فيكفي ابرام الاتفاقات الملزمة والمقيِّدة للانظمة التي
تتحكَّم بالقرار السياسي في تلك الدول. فيكفي سلام مع مبارك وعمر سليمان لكي يخضع
جميع الشعب المصري، ويكفي تنسيق عسكري مع قيادات الجيش التركي العلمانية لكي تنساب
تركيا باسرها وراء السراب الاسرائيلي. ويكفي النفوذ الذي يحظى به اللوبي اليهودي في
امريكا لاستخدام امريكا الى الابد حامياً وحارساً للمصالح الاسرائيلية، ومدافعاً
عنها في جميع المحافل.
كل مستقبل اسرائيل مرهون
بعلاقاتها مع امريكا
قبل نيِّف وثلاثين عاماً خسرت اسرائيل حليفاً
استراتيجياً مهماً هو نظام الشاه في ايران ولكنها بالمقابل ربحت سلاماً واستقرارًا
اعتبر اكبر انجاز استراتيجي لاسرائيل من خلال اتفاقية السلام مع مصر. وتعزَّزت
العلاقات العسكرية والسياسية مع تركيا، والعلاقات السياسية والتجارية مع الاردن
وموريتانيا وبعض دول الخليج. ولكن الصلف الاسرائيلي في التعامل مع الاخرين، وعدم
استشعار الحساسية تجاه قضاياهم الدقيقة، هذا التعامل المصحوب باستعلاء واستغلال
وليٍّ لاذرع الاخرين، كل ذلك ادى باسرائيل ان تخسر اصدقاءها وحلفاءها جميعاً، الا
الولايات المتحدة التي تمتطيها اسرائيل كما يُركب الحمار، لتكون اداة لها في تنفيذ
مآربها الخبيثة. وقد يأتي اليوم الذي تجد فيه امريكا نفسها معزولة عن العالم بسبب
سياساتها الظالمة والمساندة لاسرائيل في جميع اعتداءاتها، فينقطع كذلك الحبل بين
الدولتين الظالمتين. فتمسي دولة اسرائيل بلا مستقبل ولا امن، تعيش عزلة مطلقة على
مستوى العلاقات الخارجية، وهستيريا مفرطة على مستوى التجاذبات والصراعات الداخلية،
والخوف والهلع من المصير الاسود الذي لا يدرون من اين سيأتيهم.
خسارةٌ تلو خسارة... وحبال يقطعها الله
في حربي لبنان وغزة
عامي 2006 و 9\2008 خسرت اسرائيل الكثير من ردعها، وفقدت كثيراً من قدرتها على حسم
حروب ومعارك في صالحها حسماً قطعياً. ومع احداث اسطول الحرية نهاية ايار العام
الماضي، والاعتداء الاجرامي الذي أدَّى الى سقوط تسعة شهداء من المتضامنين الاتراك.
بدأ الشرخ يتسع بين قيادتي الدولتين. ورفضت الحكومة الاسرائيلية الاعتذار لتركيا،
وتهاونت في مسألة الكرامة الوطنية للاتراك مما أدَّى الى تردِّي العلاقات الى حضيض
لم يسبق له مثيل ثم جاءت أحداث اقتحام شباب الثورة المصريين للسفارة الاسرائيلية في
القاهرة، وطرد جميع الطاقم الدبلوماسي لإسرائيل مع أُسرهم في جنح الظلام وتحت طائلة
الرُّعب والهلع وتوقُّع الموت، وبعد تدخل القيادة الامريكية المباشر بما فيها
كلينتون واوباما شخصياً، لتؤكد ان عهد الخنوع قد ولَّى مع رحيل مبارك والامر اليوم
مختلف تماماً.
ها هو زمن الشعوب لكي تقول كلمتها،فالشعب المصري لم ينتظر الاوامر
من قيادته ليعبِّر عن غضبه وعداوته للاسرائيليين، فالقيادة التركية السياسية
المتحررة من كل قيود العسكر وتوصيات امريكا، لم تنتظر ان يقنعها تقريرالامم المتحدة
في تبرئة ساحة اسرائيل من دماء النشطاء الاتراك التسعة، فسعت الى تخفيض العلاقات مع
اسرائيل وتوطيدها مع مصر. ليزداد الضغط والخناق على الحكومة الاسرائيلية، ولتكتمل
عزلتها الدولية.
كل هذا اضافة الى تصريحات وزير الدفاع الامريكي السابق غيتس
الذي صرَّح بان اسرائيل ناكرة للجميل، ودولة تعضُّ اليد التي تعطيها وتحميها، وأن
نتنياهو يزيد من عزلة اسرائيل ويهدِّد بذلك أمنها. لقد انكشفت كل الالاعيب وتبدَّدت
كل الاوهام، وتقطَّعت جميع الحبال الا حبلهم مع امريكا، ولا استبعد ان ينقطع
قريباً. ولعلها اساءة الوجوه التي تسبق خراب الديار .
اللهم بارك في شامنا.... ويمننا
دعا النبي صلى الله عليه
وسلم بالبركة للشام واليمن، واستثنى بلاد نجد فقال عليه الصلاة والسلام: " اللهم
بارك في شامنا اللهم بارك في يمننا" (ثلاثاً). وقالوا في نجدنا يا رسول الله : فقال
في الثالثة يقصد نجداً: من هناك يخرج قرن الشيطان، والاحاديث تؤكِّد ان الاحداث
الحاسمة في ارض الرسالات، ستكون في اخر الزمان جهة الشام. وانه سيكون جند بالشام
وجند باليمن فمن استطاع ان يلحق باحدهما فليفعل، مفضلاً جهة الشام على
غيرها.
واحداث القتل والمذابح اليومية التي يمارسها النظام الظالم المستبد ضد
المحتجين والعُزَّل في سوريا يجعلنا نعتقد ان الحسم لن يكون الا بانشقاق كبير في
الجيش السوري، او تدخُّل اجنبي يؤدي الى حرب طاحنة وفي جميع الاحوال التصعيد
مرشَّحٌ لبلوغ قمة غير مسبوقة، ونزيف دماء لا نهاية له.
وعليه فان المظاهرة
الوحدوية في الناصرة نصرةً للشعب السوري ولأحرار الشام هي وقفة الواجب التي يمليها
علينا الضمير الانساني والانتماء الاسلامي والوطني. فلبيك يا شام. نسأل الله تعالى
ان يحقن دماء اخواننا، وان يفرِّج كربهم وان يقهر الطاغية وحزبه وشبِّيحته، ليذهبوا
الى مزبلة التاريخ غير ماسوف عليهم.
العز والفخار لثوار الشام الاحرار
والمجد
والخلود لشهداء الشام الابرار
والله غالب على امره
