يديعوت أحرونوت: من فوق رأس أوباما .. أبو مازن يلقي خطابا عرفاتياً
صورة للتوضيح صحيفة يديعوت احرونوت
عتبر د. عيدان زيلكوفيتس المدرس في قسم تاريخ الشرق الأوسط ومركز إيران والخليج في جامعة حيفا الإسرائيلية أن الرئيس محمود عباس 'سود' وجه إسرائيل في خطابه أمس الجمعة أمام الأمم المتحدة.
وقال زيلكوفيتس في مقال نشرها في صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية، اليوم السبت بعنوان 'من فوق رأس أوباما.. أبو مازن يلقي خطابا عرفاتيا :' أبو مازن سوّد وجه إسرائيل، وافترى على المستوطنات، ولم ينس أن يغمز لشعبه. هكذا عندما يكون الرئيس الفلسطيني محبط تماما من الشريك.
خطاب أبو مازن يوم أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كان خطاب مفصلي ونقطة هامة في تاريخ الشعب الفلسطيني في ما يتعلق بالاعتراف بدولة فلسطينية ذات سيادة، وعند التفحص والتدقيق بالكلمات، نجد اليأس والإحباط العميق من الشريك الإسرائيلي.
كان خطاب أبو مازن عبارة عن سرد تاريخي عن الفلسطينيين، وكان معدا لآذان الفلسطينيين والمجتمع الدولي، وكان خطابا قويّا حمل في طياته تجاهلا مطلقا للشريك الإسرائيلي، والذي سيجلس معه في نهاية الأمر حول طاولة المفاوضات. وكان الخطاب عاطفيا ولامس المشاعر والأعصاب المكشوفة للعالم العربي، أبو مازن الذي دعى للربيع العربي استطاع أن يجند الجمهور الفلسطيني، وأن يوجه رسائل للعالم العربي مفادها بأن القضية الفلسطينية ستحلّ فقط من خلال الاعتماد على الذات، وهذه إحدى مبادئ حركة فتح.
63 عاما من النكبة قرر الفلسطينيون أن يأخذوا تقرير مصيرهم السياسي بأيديهم، والآن هم مصممون بقرارهم من أجل قيام دولتهم المستقلة ذات السيادة، ومن أجل تحقيق هذه الغاية كان أبو مازن بحاجة لاستعمال السلاح الدبلوماسي الثقيل المتوفر لديه، وهو طلب الاعتراف أحادي الجانب.
وطوال مدة الخطاب كان يكرر بعض الكلمات لأنه على بينة من التعقيدات على الساحة الدولية. كذلك طوال الخطاب كان وجه إسرائيل مسودا، بالإضافة لذلك كان الرئيس الفلسطيني دقيقا في تعبيراته بحقّ إسرائيل في الوجود، ولكنه طالب بإقامة دولة فلسطينية لجانبها. وكذلك وجه انتقادات حصرية ومباشرة اتجاه المستوطنات ووجود قوّات الجيش الإسرائلي في الضفة الغربية، وهذا يبيّن بأن خطاب أبو مازن كان قريبا من الخطاب العرفاتيّ، حيث كان دقيقا في خطابه لإظهار الفلسطيني كمستضعف وحقه في نيل استقلاله والذي يناضل من أجله مهضوم، وكان حريصا على إدانة استخدام الإرهاب كوسيلة لإنهاء الصراع، وأشار لإرهاب الدولة.
ومن على منصة الأمم المتحدة أظهر أبو مازن موقفه كقائد حركة وطنية فلسطينية، وعلى شاشات التلفزة الكبيرة التي كانت تبث خطابه في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة أعجب الملايين من الفلسطينيين الذين صفقوا له بحرارة بهذا الخطاب، وأيضا حركة حماس استمعت لخطابه وشاهدت الصورة القوية التي قدّمها، لقد نجح أبو مازن بالوسائل الدبلوماسية في أن يعيد القضية الفلسطينية لصدارة المجتمع الدوليّ وأن يوقظ المشاعر ويرفع مستوى التطلعات الإيجابية من أجل الاستقلال، والخطوات الفلسطينية أحادية الجانب تدل على الصدع القائم بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، كذلك أبو مازن فضّل أن يخاطب العالم من فوق رأس نتنياهو وباراك أوباما، من وجهة نظر أبو مازن فإن الهدف هو نفسه ولم يتغير ولكن التكتيك هو الذي تغير. وأبو مازن طلب في خطابه (وعلى ما يبدو أنه سينجح في ذلك) أن يقلب الصورة العسكرية الضعيفة للفلسطينيين إلى قوة دبلوماسية.
إن التوجه الفلسطيني لمجلس الأمن سيدخلهم لملحمة دبلوماسية نضالية متواصلة. وباستطاعتهم أن يؤثروا على مواقف أمريكا في وسط الجماهير العربية من دول المنطقة.
والكلمات التي تحدّث بها أبو مازن عن الفصل العنصري (أبارتهايد) التقطت من قبل العالم وولّدت لديهم إلهاما بأن الفلسطينيين يستحقون العيش بحياة ومستقبل أفضل. وكذلك الكلمات الصعبة والقاسية التي انتقد بها سياسات إسرائيل تشير إلى مفهوم سياسي في نهاية المطاف لإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، كذلك أراد أبو مازن من خلال خطابه هذا أن يحصّن نفسه ويقوّي موقفه أمام شعبه، وخطابه القاسي جعله يفقد بعض النقاط لدى الرأي العام الإسرائيلي وهو نفسه الرأي العام الذي بدونه لن تكون هناك خطوات سلام حقيقية.
صورة للتوضيح صحيفة يديعوت احرونوت
عتبر د. عيدان زيلكوفيتس المدرس في قسم تاريخ الشرق الأوسط ومركز إيران والخليج في جامعة حيفا الإسرائيلية أن الرئيس محمود عباس 'سود' وجه إسرائيل في خطابه أمس الجمعة أمام الأمم المتحدة.
وقال زيلكوفيتس في مقال نشرها في صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية، اليوم السبت بعنوان 'من فوق رأس أوباما.. أبو مازن يلقي خطابا عرفاتيا :' أبو مازن سوّد وجه إسرائيل، وافترى على المستوطنات، ولم ينس أن يغمز لشعبه. هكذا عندما يكون الرئيس الفلسطيني محبط تماما من الشريك.
خطاب أبو مازن يوم أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كان خطاب مفصلي ونقطة هامة في تاريخ الشعب الفلسطيني في ما يتعلق بالاعتراف بدولة فلسطينية ذات سيادة، وعند التفحص والتدقيق بالكلمات، نجد اليأس والإحباط العميق من الشريك الإسرائيلي.
كان خطاب أبو مازن عبارة عن سرد تاريخي عن الفلسطينيين، وكان معدا لآذان الفلسطينيين والمجتمع الدولي، وكان خطابا قويّا حمل في طياته تجاهلا مطلقا للشريك الإسرائيلي، والذي سيجلس معه في نهاية الأمر حول طاولة المفاوضات. وكان الخطاب عاطفيا ولامس المشاعر والأعصاب المكشوفة للعالم العربي، أبو مازن الذي دعى للربيع العربي استطاع أن يجند الجمهور الفلسطيني، وأن يوجه رسائل للعالم العربي مفادها بأن القضية الفلسطينية ستحلّ فقط من خلال الاعتماد على الذات، وهذه إحدى مبادئ حركة فتح.
63 عاما من النكبة قرر الفلسطينيون أن يأخذوا تقرير مصيرهم السياسي بأيديهم، والآن هم مصممون بقرارهم من أجل قيام دولتهم المستقلة ذات السيادة، ومن أجل تحقيق هذه الغاية كان أبو مازن بحاجة لاستعمال السلاح الدبلوماسي الثقيل المتوفر لديه، وهو طلب الاعتراف أحادي الجانب.
وطوال مدة الخطاب كان يكرر بعض الكلمات لأنه على بينة من التعقيدات على الساحة الدولية. كذلك طوال الخطاب كان وجه إسرائيل مسودا، بالإضافة لذلك كان الرئيس الفلسطيني دقيقا في تعبيراته بحقّ إسرائيل في الوجود، ولكنه طالب بإقامة دولة فلسطينية لجانبها. وكذلك وجه انتقادات حصرية ومباشرة اتجاه المستوطنات ووجود قوّات الجيش الإسرائلي في الضفة الغربية، وهذا يبيّن بأن خطاب أبو مازن كان قريبا من الخطاب العرفاتيّ، حيث كان دقيقا في خطابه لإظهار الفلسطيني كمستضعف وحقه في نيل استقلاله والذي يناضل من أجله مهضوم، وكان حريصا على إدانة استخدام الإرهاب كوسيلة لإنهاء الصراع، وأشار لإرهاب الدولة.
ومن على منصة الأمم المتحدة أظهر أبو مازن موقفه كقائد حركة وطنية فلسطينية، وعلى شاشات التلفزة الكبيرة التي كانت تبث خطابه في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة أعجب الملايين من الفلسطينيين الذين صفقوا له بحرارة بهذا الخطاب، وأيضا حركة حماس استمعت لخطابه وشاهدت الصورة القوية التي قدّمها، لقد نجح أبو مازن بالوسائل الدبلوماسية في أن يعيد القضية الفلسطينية لصدارة المجتمع الدوليّ وأن يوقظ المشاعر ويرفع مستوى التطلعات الإيجابية من أجل الاستقلال، والخطوات الفلسطينية أحادية الجانب تدل على الصدع القائم بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، كذلك أبو مازن فضّل أن يخاطب العالم من فوق رأس نتنياهو وباراك أوباما، من وجهة نظر أبو مازن فإن الهدف هو نفسه ولم يتغير ولكن التكتيك هو الذي تغير. وأبو مازن طلب في خطابه (وعلى ما يبدو أنه سينجح في ذلك) أن يقلب الصورة العسكرية الضعيفة للفلسطينيين إلى قوة دبلوماسية.
إن التوجه الفلسطيني لمجلس الأمن سيدخلهم لملحمة دبلوماسية نضالية متواصلة. وباستطاعتهم أن يؤثروا على مواقف أمريكا في وسط الجماهير العربية من دول المنطقة.
والكلمات التي تحدّث بها أبو مازن عن الفصل العنصري (أبارتهايد) التقطت من قبل العالم وولّدت لديهم إلهاما بأن الفلسطينيين يستحقون العيش بحياة ومستقبل أفضل. وكذلك الكلمات الصعبة والقاسية التي انتقد بها سياسات إسرائيل تشير إلى مفهوم سياسي في نهاية المطاف لإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، كذلك أراد أبو مازن من خلال خطابه هذا أن يحصّن نفسه ويقوّي موقفه أمام شعبه، وخطابه القاسي جعله يفقد بعض النقاط لدى الرأي العام الإسرائيلي وهو نفسه الرأي العام الذي بدونه لن تكون هناك خطوات سلام حقيقية.