منتديات الحزين فلسطين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات الحزين فلسطين

مرحبا بكم في منتديات الحزين فلسطين


    الكتابة وتغيير القناعة

    محمدالحاتم
    محمدالحاتم
    الـمـشـرف الـعـام
    الـمـشـرف الـعـام


    الدولة : فلسطين
    ذكر
    عدد المساهمات : 3148
    نقاط : 5341
    تاريخ التسجيل : 09/05/2011
    العمر : 51
    . : الكتابة وتغيير القناعة 251764770

    الكتابة وتغيير القناعة Empty الكتابة وتغيير القناعة

    مُساهمة من طرف محمدالحاتم الإثنين أكتوبر 10, 2011 3:21 am

    إذا تحمل الكاتب المسؤولية الملقاة على عاتقه، وأيقن بأن الكتابة أمانة في عنقه،
    فإنه سيبقى كالجبل الراسخ الذي لا تهزه ريح، ويستمر بنشر الحق والخير من خلال
    كتاباته، فقلمه يقوده لتسطير قناعات ورؤى حقيقية نابعة من القلب، بعيدا عن أي
    مؤثرات خارجية فئوية أو مصلحية أو شخصانية، أو حتى زمانية أو مكانية.
    لكن عندما
    تتحول الكتابة لوسيلة للانتفاع، وتحصيل المكاسب العاجلة، من مال ووجاهة ومنصب وشهرة
    ومكانة؛ فعندئذ تتغير القناعة وتنقلب الموازين وتحصل الخيانة وتضعف المسؤولية،
    فيُملي القلم على صاحبه وتسيطر الكلمة على مبدأه، ويصبح أسيرا لقناعة زائفة، ثم
    يجيش الجيوش من عبارات منمقة وألفاظ جذابة، موهما نفسه بأنه على حق ولا زال على
    العهد!!( ويحسبون أنهم يحسنون صنعا ).
    هنالك العديد من الكتاب، كانت لديهم
    قناعات معينة ومنحى واضح، في بيئة وظرف وحال وملابسات معلومة، سرعان ما تغيرت
    مبادئهم وقناعاتهم بل والبعض تغير حتى تفكيرهم وسلوكهم، وليس السبب المراجعة
    الفكرية والبحث عن الحق، بينما لأسباب انتفاعية انتهازية وصولية لأنه بذلك طبق
    القاعدة الميكافيلية الشيطانية " الغاية تبرر الوسيلة!!
    لا بأس بأن يكون هنالك
    حكمة في الطرح، أو مهادنة لبعض القضايا برهة من الوقت للمصلحة العامة، لكن تسييس
    الكتابة وتبعيتها للوضع الجديد، بحيث يكون الطابع الغالب خدمة فئات معينة أو
    التنظير لحالة جديدة، جريا وراء فوائد ذاتية فهذا انتكاس وتقهقر واضح وبيع للذمم
    بثمن بخس!!
    يقول عمر بن عبد العزيز رحمه الله: من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر
    التنقل[8]، ونظير ذلك من جعل قلمه وكتاباته غرضا للجدل ومجرد التنظير وجريا وراء
    المكاسب الزائلة، سيكثر من التنقل وسيضطرب في المواقف وتغيير القناعات، وعندما سُئل
    حذيفة بن اليمان: متى يعلم المرء أنه فُتن؟ قال: إن كان ما يراه بالأمس حراماً أصبح
    اليوم حلالاً فليعلم أنه فُتن.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 11:24 pm