هنالك آفات بل بعضها طامات، قد يقع فيها أي كاتب، سواء علمنا أو لم نعلم، لكن من
أكبر المعايب التصدّر للكتابة دون أدنى همة أو إرادة، بمعالجة أي من تلك الأخطاء
والمثالب، وكنت تتبعت بعضها على سبيل المثال لا الحصر:
1- كتابة الآيات القرآنية بشكل خاطئ، مع أننا في زمن التقنيات
والتطور وسهولة استذكار الآية بعدة طرق ووسائل، لكن هذا يدل على انعدام تحمل
المسؤولية وانصباب الفكر والذهن لمجرد الكتابة، وهذه آفة بل طامة للأسف
الشديد.
2- كتابة الحديث النبوي بالمعنى،
والاستشهاد بأحاديث ضعيفة، وعدم ذكر التخريج مع إهمال التحقيق ومرتبة الحديث، والحق
هنا ذكر الحديث بلفظه مع الاستدلال بأحاديث صحيحة وبيان حكمها.
3- قد يقع العديد منا بأخطاء إملائية ونحوية، وهذه منقصة لكن
الآفة والطامة الكبرى؛ رفع المجرور، أو خفض المرفوع وهكذا، فهنالك بديهيات نحوية لا
يستقيم للكاتب الوقوع بها فلننتبه.
4- تكلم غير
المختصين بالعلوم الشرعية، بقضايا دينية والإيغال بذلك، والعجيب أن البعض بسبب
سهولة المطالعة والتطور الهائل، إذا طالع أو قرأ بعض الفتاوى والكتيبات والمقالات
الشرعية، ظن نفسه بأنه عالم ويجوز له التحدث والتكلم بدقائق الأمور، وهذا خطأ فادح
وتلك طامة كبرى، هنالك أساسيات لا بأس بطرحها وطرقها، لكن الأمور العظام والقضايا
الجسام، لا ينبغي لمن هب ودب الخوض فيها، يقول عمر بن عبد العزيز: العابد الجاهل ما
يفسد أكثر مما يصلح.
نتيجة لذلك يقع الخلط في الدين، والطعن بالثوابت والتنقص من
المبادئ، والشطط في العقائد والمناهج والسلوكيات، بل الوقوع في البدع والضلالات
والمنكرات، ظنا منه أنه كاتب يشار إليه بالبنان، فيكتب ما يملي عليه هواه وثقافته
ومعرفته المخلوطة التي جمعت الغث والسمين!!
5-
من آفات الكتاب عدم استثمار واستغلال الكاتب، للمساحة المتاحة له في الموقع أو
المنتدى أو الصحيفة، والانشغال بقضايا استهلاكية وتكرار نفس
المعلومات.
6- بعض الكتاب يبالغ بالكتابة
باللهجة العامية، والأصل استخدام اللغة الفصحى، مع استعمال بعض العبارات والألفاظ
العامية عند الضرورة، لكن الإكثار من ذلك لا يليق ولا يحبذ.
7- الكتابة بمعلومات مغلوطة، وسطحية مفرطة، والتدليس والكذب،
وكأن هذا الكاتب يستغفل القراء، ويريد تمرير بعض الأخطاء والمغالطات عليهم، وهذه
منقصة بحق ذلك الكاتب، فلنكن جديين بكتاباتنا وحريصين على عقل القارئ وعدم
الاستهانة به، ونقل المعلومة بشكل دقيق وتوثيق علمي مع ذكر المصدر.
8- بعض الكتاب عندما تطلب منه مقالا أو كتابة أو تحليل، أول
ما يجيب: كم ستدفع؟!! وكأن الكتابة أصبحت مهنة وحرفة وباب للتكسب، مع أن ذلك جائز
ولا غبار عليه لكن لا ينبغي أن يكون متجذر ومتأصل بذهن وعقل الكاتب، حتى يتحول شيئا
فشيئا لآلة وماكنة بعيدا عن المسؤولية وعِظم الرسالة التي يؤديها والأمانة، فاحذر
أن تكون من كتاب الدرهم والدينار، لأنها ستقضي عليك وتذهب ببهاء وبركة
الكتابة.
9- من الآفات كذلك شخصنة الكتابة،
والنظرة الضيقة، والإطراء المفرط والعجب الزائد بالنفس، والتسربل بسربال التعالم
والتعالي، والتشبع بما لم يعط.
10- من أعظم
الآفات تتبع عورات الآخرين، ومتابعة السقطات والأخطاء والعيوب، ونشرها والمسارعة في
فضح ذلك من غير مناصحة حقيقية سرية، حتى تنقل الخلافات الفكرية والمنهجية
والأيديولوجية لصراعات شخصية تظهر للعلن، تقود لانشقاقات بين القراء وتعدي وشتائم
بعيدة عن روح النقد ومجرد الخلافات، يقول الإمام مالك: أدركت بهذه البلدة أقواما
ليس لهم عيوب، فعابوا الناس فصارت لهم عيوب، وأدركت بها أقواما كانت لهم عيوب،
فسكتوا عن عيوب الناس، فنسيت عيوبهم!! وقال الشافعي: بئس الزاد إلى المعاد، العدوان
على العباد.
فطوبى لمن شغلته عيوبه عن عيوب الناس فأصلحها، لأن من علامة
الاستدراج العمى عن عيوب النفس.
وأنشد بعضهم قائلا:
11- من أعظم
وأخطر الآفات؛ سرقة جهود الآخرين وأعمالهم، وخيانة الأمانة العلمية في النقل
والتوثيق والمراجع.
12- من آفات الكُتاب؛ إذا
خاصم فجر حتى يصبح لا هم له ولا شغل، إلا الوقيعة والتفنن بالانتقاص من خصمه، حتى
تأخذ منه سلاسل ومقالات وكأنه ينافح عن الدين ويقوم بجهاد الكافرين، وتزداد الطامة
إذا كان من لك فضل عليه وسابق صحبة، من ينقلب عليك كالذئب الكاسر إشباعا لهوى أو
حسدا منه، حتى قال شعرا من ابتلي بأمثال هؤلاء:
هنالك آفات أخرى، يجب علينا الوقوف
عليها وتصويب مسارنا فيها، وأخيرا أختم بهذه الثلاثيات الذهبية، نستنير بها ونتعظ
بمضامينها ونعتبر بفحواها، عسى أن ينفعنا الله بما قلنا وما سمعنا وما خطته
أيدينا:
ثلاثة يجب ضبطها: اللسان، النفس، الأعصاب.
ثلاثة يجب التخلص منها:
التملق، الوشاية، التبذير.
ثلاثة يجب اجتنابها: الحسد، الغرور، كثرة
المزاح.
ثلاثة محبوبة: التقوى، الشجاعة، الصراحة.
ثلاثة ممقوتة: الكذب،
النفاق، الكبر.
ثلاثة ممتازة: الحب في الله، العفو عند المقدرة، الصمت.
أكبر المعايب التصدّر للكتابة دون أدنى همة أو إرادة، بمعالجة أي من تلك الأخطاء
والمثالب، وكنت تتبعت بعضها على سبيل المثال لا الحصر:
1- كتابة الآيات القرآنية بشكل خاطئ، مع أننا في زمن التقنيات
والتطور وسهولة استذكار الآية بعدة طرق ووسائل، لكن هذا يدل على انعدام تحمل
المسؤولية وانصباب الفكر والذهن لمجرد الكتابة، وهذه آفة بل طامة للأسف
الشديد.
2- كتابة الحديث النبوي بالمعنى،
والاستشهاد بأحاديث ضعيفة، وعدم ذكر التخريج مع إهمال التحقيق ومرتبة الحديث، والحق
هنا ذكر الحديث بلفظه مع الاستدلال بأحاديث صحيحة وبيان حكمها.
3- قد يقع العديد منا بأخطاء إملائية ونحوية، وهذه منقصة لكن
الآفة والطامة الكبرى؛ رفع المجرور، أو خفض المرفوع وهكذا، فهنالك بديهيات نحوية لا
يستقيم للكاتب الوقوع بها فلننتبه.
4- تكلم غير
المختصين بالعلوم الشرعية، بقضايا دينية والإيغال بذلك، والعجيب أن البعض بسبب
سهولة المطالعة والتطور الهائل، إذا طالع أو قرأ بعض الفتاوى والكتيبات والمقالات
الشرعية، ظن نفسه بأنه عالم ويجوز له التحدث والتكلم بدقائق الأمور، وهذا خطأ فادح
وتلك طامة كبرى، هنالك أساسيات لا بأس بطرحها وطرقها، لكن الأمور العظام والقضايا
الجسام، لا ينبغي لمن هب ودب الخوض فيها، يقول عمر بن عبد العزيز: العابد الجاهل ما
يفسد أكثر مما يصلح.
نتيجة لذلك يقع الخلط في الدين، والطعن بالثوابت والتنقص من
المبادئ، والشطط في العقائد والمناهج والسلوكيات، بل الوقوع في البدع والضلالات
والمنكرات، ظنا منه أنه كاتب يشار إليه بالبنان، فيكتب ما يملي عليه هواه وثقافته
ومعرفته المخلوطة التي جمعت الغث والسمين!!
5-
من آفات الكتاب عدم استثمار واستغلال الكاتب، للمساحة المتاحة له في الموقع أو
المنتدى أو الصحيفة، والانشغال بقضايا استهلاكية وتكرار نفس
المعلومات.
6- بعض الكتاب يبالغ بالكتابة
باللهجة العامية، والأصل استخدام اللغة الفصحى، مع استعمال بعض العبارات والألفاظ
العامية عند الضرورة، لكن الإكثار من ذلك لا يليق ولا يحبذ.
7- الكتابة بمعلومات مغلوطة، وسطحية مفرطة، والتدليس والكذب،
وكأن هذا الكاتب يستغفل القراء، ويريد تمرير بعض الأخطاء والمغالطات عليهم، وهذه
منقصة بحق ذلك الكاتب، فلنكن جديين بكتاباتنا وحريصين على عقل القارئ وعدم
الاستهانة به، ونقل المعلومة بشكل دقيق وتوثيق علمي مع ذكر المصدر.
8- بعض الكتاب عندما تطلب منه مقالا أو كتابة أو تحليل، أول
ما يجيب: كم ستدفع؟!! وكأن الكتابة أصبحت مهنة وحرفة وباب للتكسب، مع أن ذلك جائز
ولا غبار عليه لكن لا ينبغي أن يكون متجذر ومتأصل بذهن وعقل الكاتب، حتى يتحول شيئا
فشيئا لآلة وماكنة بعيدا عن المسؤولية وعِظم الرسالة التي يؤديها والأمانة، فاحذر
أن تكون من كتاب الدرهم والدينار، لأنها ستقضي عليك وتذهب ببهاء وبركة
الكتابة.
9- من الآفات كذلك شخصنة الكتابة،
والنظرة الضيقة، والإطراء المفرط والعجب الزائد بالنفس، والتسربل بسربال التعالم
والتعالي، والتشبع بما لم يعط.
10- من أعظم
الآفات تتبع عورات الآخرين، ومتابعة السقطات والأخطاء والعيوب، ونشرها والمسارعة في
فضح ذلك من غير مناصحة حقيقية سرية، حتى تنقل الخلافات الفكرية والمنهجية
والأيديولوجية لصراعات شخصية تظهر للعلن، تقود لانشقاقات بين القراء وتعدي وشتائم
بعيدة عن روح النقد ومجرد الخلافات، يقول الإمام مالك: أدركت بهذه البلدة أقواما
ليس لهم عيوب، فعابوا الناس فصارت لهم عيوب، وأدركت بها أقواما كانت لهم عيوب،
فسكتوا عن عيوب الناس، فنسيت عيوبهم!! وقال الشافعي: بئس الزاد إلى المعاد، العدوان
على العباد.
فطوبى لمن شغلته عيوبه عن عيوب الناس فأصلحها، لأن من علامة
الاستدراج العمى عن عيوب النفس.
وأنشد بعضهم قائلا:
لَا تَلْتَمِسْ مِنْ
مَسَاوِي النَّاسِ مَا سَتَرُوا ... فَيَكْشِفَ اللَّهُ سِتْرًا مِنْ
مَسَاوِيكَا
وَاذْكُرْ مَحَاسِنَ مَا فِيهِمْ إذَا ذُكِرُوا ... وَلَا تَعِبْ
أَحَدًا مِنْهُمْ بِمَا فِيكَا
وَاسْتَغْنِ بِاَللَّهِ عَنْ كُلٍّ فَإِنَّ بِهِ
... غِنًى لِكُلٍّ وَثِقْ بِاَللَّهِ يَكْفِيكَا
مَسَاوِي النَّاسِ مَا سَتَرُوا ... فَيَكْشِفَ اللَّهُ سِتْرًا مِنْ
مَسَاوِيكَا
وَاذْكُرْ مَحَاسِنَ مَا فِيهِمْ إذَا ذُكِرُوا ... وَلَا تَعِبْ
أَحَدًا مِنْهُمْ بِمَا فِيكَا
وَاسْتَغْنِ بِاَللَّهِ عَنْ كُلٍّ فَإِنَّ بِهِ
... غِنًى لِكُلٍّ وَثِقْ بِاَللَّهِ يَكْفِيكَا
11- من أعظم
وأخطر الآفات؛ سرقة جهود الآخرين وأعمالهم، وخيانة الأمانة العلمية في النقل
والتوثيق والمراجع.
12- من آفات الكُتاب؛ إذا
خاصم فجر حتى يصبح لا هم له ولا شغل، إلا الوقيعة والتفنن بالانتقاص من خصمه، حتى
تأخذ منه سلاسل ومقالات وكأنه ينافح عن الدين ويقوم بجهاد الكافرين، وتزداد الطامة
إذا كان من لك فضل عليه وسابق صحبة، من ينقلب عليك كالذئب الكاسر إشباعا لهوى أو
حسدا منه، حتى قال شعرا من ابتلي بأمثال هؤلاء:
مللت الناس كلهم اضطرارا
... لأن وداد أكثرهم هباءُ
وكم من صاحب أُصفي ودادي ... له، ونصيبنا منه
الرياءُ
وأرعى عهده ويضيع حقي ... وهذا يا أخي بئس الجزاءُ
... لأن وداد أكثرهم هباءُ
وكم من صاحب أُصفي ودادي ... له، ونصيبنا منه
الرياءُ
وأرعى عهده ويضيع حقي ... وهذا يا أخي بئس الجزاءُ
هنالك آفات أخرى، يجب علينا الوقوف
عليها وتصويب مسارنا فيها، وأخيرا أختم بهذه الثلاثيات الذهبية، نستنير بها ونتعظ
بمضامينها ونعتبر بفحواها، عسى أن ينفعنا الله بما قلنا وما سمعنا وما خطته
أيدينا:
ثلاثة يجب ضبطها: اللسان، النفس، الأعصاب.
ثلاثة يجب التخلص منها:
التملق، الوشاية، التبذير.
ثلاثة يجب اجتنابها: الحسد، الغرور، كثرة
المزاح.
ثلاثة محبوبة: التقوى، الشجاعة، الصراحة.
ثلاثة ممقوتة: الكذب،
النفاق، الكبر.
ثلاثة ممتازة: الحب في الله، العفو عند المقدرة، الصمت.