المستوطنين (ابناء الشيطان ) يقطعون طرق الضفه
اللافتات الإرشادية على طريق نابلس- رام الله تشير يمينا إلى 'براخا' و'يتسهار'، وهناك مكان من أمكنة كثيرة يعمل فيه راديكاليون يهود على وضع الخطط لإشعال النيران في الضفة الغربية.
وقبل ساعات فقط، أشعل المستوطنون على امتداد الطريق النار في الإطارات، وأطلقت من رام الله تحذيرات رسمية بعدم سلوك الطريق الرئيس الواصل بين كبرى مدن الضفة الغربية؛ نابلس ورام الله، المحاطتان ب'دولة المستوطنين' التي تتوسع يوما بعد يوما.
لقد سيطروا على أهم طرق الضفة الغربية الرابطة بين العاصمتين الإدارية والاقتصادية.
وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية' لقد وتروا المنطقة الليلة الماضية. لقد أشاعوا الخوف على الطرقات ولم يستطع العائدون من رام الله وصول منازلهم'.
وأضاف فيما كان يقف مع مجموعة من الرجال وسط قرية اللبن الشرقية التي شهدت آخر اعتداءات المستوطنين واحرق خلالها المسجد على أيديهم' نحن أمام مجموعات إجرامية تقوم بأعمال إرهابية في المنطقة. على العالم أن يتحرك إزاء هذا الوضع'.
على طريق نابلس رام الله تتحرك سيارات المستوطنين بحرية، وأمامها وخلفت تتحرك سيارات عسكرية إسرائيلية لتقديم الحماية لها. واليوم الجمعة هو نهار مزدحم بمركباتهم توطئة لحلول السبت.
من على بعد تبدو تلك المستوطنات والبؤر على قمم الجبال مثل مراكز عسكرية متطورة تحيط بها الأسيجة الالكترونية من كل جانب، لذلك ينطلق المستوطنون ليلا بحرية للوصول إلى القرى الواقعة في المناطق المنخفضة.
وعندما احرق مسجدان مؤخرا في المنطقة، احرقا بنفس الطريق وفي الوقت ذاته.
كانت جريمة إحراق مسجد اللبن، أثارت موجة استياء كبيرة في صفوف الفلسطينيين، لكنها بالنسبة لوزير شؤون الاستيطان ماهر غنيم ربما تكون' كلاما جميلا بحاجة إلى أفعال' عندما يتعلق الأمر بردود أفعال المجتمع الدولي.
من قرية اللبن الشرقية يمكن مشاهدة المستوطنات تعلو رؤوس الجبال المحاطة بالقرى الفلسطينية التي تتعرض يوميا لاعتداءات المتطرفين. والمسؤولون الفلسطينيون الذي وصلوا إلى اللبن اليوم شاهدوا بأم أعينهم ماذا يعني خطر تلك المستوطنات.
ومن تلك المستوطنات هبط المستوطنون إلى القرية أشعلوا النار في مسجدها، مثلما أشعلوا النار من قبل في مسجد في قرية ياسوف المجاورة.
ووقعت كل اعتداءات المستوطنين المتصاعدة في الفترة الأخيرة في المناطق 'ج' التي تخضع لسيطرة سلطات الاحتلال الكاملة، وتتولى فيها مسؤولية حماية السكان، بيد أن ذلك لم يحصل، فالمستوطنون يدخلون القرى ويشعلون النيران فيها ويعودون إلى قواعد انطلاقهم سالمين.
لذلك يرى غنيم أن نقل تلك المناطق إلى سيادة السلطة الوطنية هو حل مبدأي، وسيطرة قوى الأمن الفلسطينية على تلك المناطق، لأن كل الاعتداءات تجري خارج المناطق التي تتولى فيها القوى الأمنية مسؤولياتها.
وقال غنيم' هذه الاعتداءات تتم برعاية مباشرة من سلطات الاحتلال. الحل فقط هو سرعة إنهاء الاحتلال. على العالم أن يتحمل مسؤولياته'.
في ريف جنوب نابلس حيث تتركز الاعتداءات، ليس جيش الاحتلال الذي يسيطر على الأوضاع، كما هو أيضا ليست قوى الأمن الفلسطينية.
إنها دولة المستوطنين 'أبناء الشياطين'، كما أطلق عليهم الحاخام اليهودي مناحيم فرومان الذي دعا إلى طردهم، 'من فعل ذلك هو إنسان بلا قلب، وبلا إيمان، وهو لا يخالف الشريعة اليهودية فقط، وإنما يخالف كافة الشرائع والديانات السماوية.'
ورغم أن إسرائيل تعيش شبه عزلة دولية بسبب إصرارها على الاستمرار بالاستيطان، لكن المستوطنين هنا يتحركون بحرية، ويشعلون النار في كل مكان يصلونه.
وقال غنيم' لدى العالم وخاصة الولايات المتحدة سبل ضغط على إسرائيل. الكلام الحلو لا يكفي، ويجب على العالم أن يتخذ خطوة جادة تتجاوز الكلام نحو إجراءات عملية. ننتظر التغير الملموس في سياسة الولايات المتحدة ليتحول إلى تغير ملموس على الأرض'.
على الأرض لا يبدو المشهد في القرى الفلسطينية ورديا كثيرا، فالمستوطنون حسب معلومات يجري تداولها يريدون القيام بأعمال تخريبية رفضا لأي احتمال لإجراء مفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لذلك أغلقوا الطرق ليل أمس عشية تحركات يقوم فيها المبعوث الأمريكي جورج ميتشيل في المنطقة، كما قال مسؤول فلسطيني لمراسل'وفا'.
في اللبن يسرى شعور بالحنق والغضب، ورغم أن السلطة الوطنية أوعزت منذ اللحظة الأولى لإعادة بناء المسجد وترميمه وتداعت بكل أركانها إلى القرية، إلا أن مخاوف سكان القرى من هجمات أخرى مازالت قائمة، لان 'أبناء الشياطين' مازالوا طلقاء.
وفي محيط نابلس وحدها هناك 39 تجمعا استيطانيا، يسكنها نحو 22 ألف مستوطنون يسيطرون على قمم الجبال. ومن هناك يقول السكان تنطلق العمليات الإرهابية.
وقصم الاستيطان ظهر عملية التفاوض وجعل عملية السلام قشة في مهب الريح.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي بعيد مشاركته في صلاة أقيمت في قرية اللبن، أن ما تدعيه إسرائيل هو محض كذب، وأن الضغوط التي تمارس عليها 'كذب'.
وأضاف لمراسل 'وفا'' ما يجري دليل أن كل الجرائم تجري بعلم الحكومة الإسرائيلية التي لا تقوم بواجبها بمنع المستوطنين من القيام باعتداءاتهم'.
لا حول ولا قوة الا بالله
