قصة فلسطيني يعيش حياة بدائية في مغارة في بيت لحم
مرت 18 عاما من عمر المواطن عبد الفتاح نمر عبد ربه 49 عاما من مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم، وهو يقطن في مغارة صغيرة لا تتعدى مساحتها الاجمالية اثني عشر مترا مربعا، في منطقة 'وادي احمد' في قرية الولجة ببيت لحم التي هجرت عائلته منها في العام 1967.
وقصة عبد ربه الذي لم ينل منه الملل والتعب، مع الأرض، بدأت منذ صغره عندما كان متعلقا بها كثيرا أثناء مرافقته لوالده الذي كان يفلحها ويزرعها كمصدر رزق لمعيشتهم، وبدوره واصل خطى والده بعد وفاته، قاله عبد ربه.
والداخل إلى 'قصره' كما يصف مغارته، يرى حقيقة نضال وكفاح هذا المواطن، محتواها سرير صغير يبدأ من ارضية مصنوعه من الطوب، ثم فرشة وغطاء خفيف، وعلى جدرانها رفوف موضوع عليها مما انتجه من ارضه من زيت زيتون وصابون، زعتر ومخللات وغيرها اضافة الى رسالة موجهة الى الرئيس الأميركي باراك اوباما معلقة وسطها.
وقصة الرسالة بحسب عبد ربه، 'انه وأثناء تواجده في ارضه حضر اليه وفد من السفارة الأميركية، وعند سؤالهم عن مطلبه قال لهم: أوجه رسالة عبركم الى الرئيس اوباما ادعوه فيها إلى تناول فنجان قهوة معي في مغارتي التي اعتز بها وتتوسط ارضي، وبناء على ذلك تم نشر الرسالة في إحدى الصحف... وأنا أعلقها في المغارة ليشاهدها كل من ياتي للتضامن معي.
وتعرضت المغارة إلى عدة مرات للسرقة من قبل جنود الاحتلال والمستوطنين، ويقع على مقربة منها مطبخ في الهواء الطلق، وطابون مصنوع من الطين ومرحاض مبني من عيدان الاشجار محاطا بالنايلون.
وقال عبد ربه 'تبلغ مساحة ارضي 25 دونما، اعتنيت بها بشكل جدي من خلال قلبها وجرفها وزراعتها باشجار جديدة، كل ذلك وسط معاناة وعذابات يومية متواصلة منذ 18 عاما، تخللها اعتقالي عدة مرات ونقلي الى شرطة 'تل بيوت' في القدس المحتلة، وحرق العريشة وهدم غرفة طوب صغيرة بحجة انها 'غير قانونية'، رغم ذلك في كل مرة اعود ببنائهما'.
وأضاف، لم يقف الأمر عند حد ذلك.. بل حضر أفراد من داخلية الاحتلال للكشف على العريشة التي قمت بتبليطها من احجار عادية، لم يرق لهم ذلك ومنعوني من مواصلة هذا العمل وقدموني 'للمحكمة' التي لم استطع التوجه لها في القدس بسبب عدم حصولي على 'تصريح دخول'.
ويضطر عبد ربه للسير على الاقدام وصولا الى مدينة بيت جالا لاحضار الماء، هذا بعد ان تم تلويث مياه النبع الموجود في ارضه، وهو محروم أيضا من الكهرباء.
وقال 'أمام كل ذلك أواصل حياتي دون خوف.. لا اشعر بضعف بتاتا لأنني على حق وهم على باطل' مؤكدا انه اصبح يعيش مع الارض اكثر من عائلته.
وتتكون عائلة عبد ربه من خمسة أولاد وأربع بنات يشاركونه النضال من خلال المكوث معه طوال ساعات النهار وحتى مغيب الشمس، ثم يعودون أدراجهم إلى مخيم الدهيشة، وبحسب عبد ربه فانه يخشى على أبنائه الكبار وهم طلبة في الجامعات من ملاحقة جنود الاحتلال، وقال إن شقيقه الأصغر يقبع في سجون الاحتلال منذ 27 عاما ويقضي حكما بالمؤبد مرتين.
وبين عبد ربه أن محاولات الاحتلال لإجباره على ترك أرضه والسيطرة عليها لم تتوقف ووصلت إلى حد تقديم ما يسمونه 'عروض مغرية' من بينها بناء محطة وقود، وبناء فندق، وان الرد من قبله كان.. أنا فقط أريد أن ازرع شجرة زيتون أخرى في ارضي'.
وأضاف 'رغم كل هذه 'العروض'، لم يتمكنوا حتى الان من مصادرة ارضي لانني امتلك اوراقا ثبوتية قديمة بدء من طابو تركي، وفلسطيني وحتى 'إسرائيلي'.
وقال 'إن ما يخفف من عذاباته اليومية هو الحركة التضامنية من قبل عدد من الاجانب الذين يأتون إليه وبعضهم يبيتون معه لمؤازرته، ويقومون أيضا بمساعدته في فلاحة الأرض وزراعتها إضافة إلى جمعية الشبان المسيحية ممثلة بنادي فراج من خلال احضار الاشجار له وزراعة الأرض.
وقال: 'على مدار 18 عاما، عملت على تجميع خمسة كتب تحمل في طياتها تواقيع تضمانية وآراء كل من حضر لزيارته والتضامن معه، وتابع .. سأعمل جاهدا على طباعتها ونشرها كوسيلة لفضح الممارسات الاسرائيلية في سرقة الارض لاغراض استيطانية.
وناشد عبد ربه الجهات المختصة في السلطة الوطنية الوقوف إلى جانبه لتعزيز صموده، مشيرا إلى انه تلقى الدعم والمساندة من الوزير احمد مجدلاني ومن حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في حركة فتح إلا انه يطالب بالمزيد من التضامن.
وأوضح عادل الأطرش نائب رئيس مجلس قروي الولجة، إن مساحة القرية ما قبل العام 1948 كانت تبلغ 70 الف دونم، وانه بعد اتفاق وقف اطلاق النار من خلال اتفاقية 'رودس' تبقى 6 آلاف دونم، وانه بعد العام العام 1967 تم الاستيلاء على ما يقارب 1500 دونما لصالح الطرق الالتفافية وتوسيع مستوطنات جيلو وهار جيلو.
وقال الأطرش إن الجدار العنصري يتهدد القرية البالغ سكانها 2200 نسمة على مسافة 5 كم وبعرض يتراوح ما بين 25 الى 75 متر مما يسلب القرية ما يقارب 500 دونما إضافة إلى عزل 1985 دونما ما يجعل مسطح القرية لا يتجاوز 1800 دونم فقط.
واشار الى ان منطقة عين جويزة في القرية تم الاستيلاء عليها بعد العام 1967 وضمها إلى حدود ما يسمى بلدية القدس الكبرى من اجل توسيعها، وقال انه تم في العام 1985 تطبيق القرار على هذا الحي بالنسية للبناء وتراخيص البناء واعتباره ضمن حدود البلدية ومناطق خضراء.
وأضاف الأطرش انه تم هدم 23 منزلا وتغريم أصحاب 47 منزلا مع قرارات هدمها وبلغ مجموع الغرامات أكثر من مليون شيقل.
وكان كشف أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات د. حسن خاطر، قد كشف عن مخططات إسرائيلية لبناء 12000 وحدة استيطانية في القدس.
وبين خاطر، أن المخطط الجديد يسمى 'غبعات ياعيل' سيقوم على حساب أراضي الولجة جنوب غرب مدينة القدس، وسيقتطع 2500 دونم من أراضي القرية، وسيستوعب 45 ألف مستوطن.
مرت 18 عاما من عمر المواطن عبد الفتاح نمر عبد ربه 49 عاما من مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم، وهو يقطن في مغارة صغيرة لا تتعدى مساحتها الاجمالية اثني عشر مترا مربعا، في منطقة 'وادي احمد' في قرية الولجة ببيت لحم التي هجرت عائلته منها في العام 1967.
وقصة عبد ربه الذي لم ينل منه الملل والتعب، مع الأرض، بدأت منذ صغره عندما كان متعلقا بها كثيرا أثناء مرافقته لوالده الذي كان يفلحها ويزرعها كمصدر رزق لمعيشتهم، وبدوره واصل خطى والده بعد وفاته، قاله عبد ربه.
والداخل إلى 'قصره' كما يصف مغارته، يرى حقيقة نضال وكفاح هذا المواطن، محتواها سرير صغير يبدأ من ارضية مصنوعه من الطوب، ثم فرشة وغطاء خفيف، وعلى جدرانها رفوف موضوع عليها مما انتجه من ارضه من زيت زيتون وصابون، زعتر ومخللات وغيرها اضافة الى رسالة موجهة الى الرئيس الأميركي باراك اوباما معلقة وسطها.
وقصة الرسالة بحسب عبد ربه، 'انه وأثناء تواجده في ارضه حضر اليه وفد من السفارة الأميركية، وعند سؤالهم عن مطلبه قال لهم: أوجه رسالة عبركم الى الرئيس اوباما ادعوه فيها إلى تناول فنجان قهوة معي في مغارتي التي اعتز بها وتتوسط ارضي، وبناء على ذلك تم نشر الرسالة في إحدى الصحف... وأنا أعلقها في المغارة ليشاهدها كل من ياتي للتضامن معي.
وتعرضت المغارة إلى عدة مرات للسرقة من قبل جنود الاحتلال والمستوطنين، ويقع على مقربة منها مطبخ في الهواء الطلق، وطابون مصنوع من الطين ومرحاض مبني من عيدان الاشجار محاطا بالنايلون.
وقال عبد ربه 'تبلغ مساحة ارضي 25 دونما، اعتنيت بها بشكل جدي من خلال قلبها وجرفها وزراعتها باشجار جديدة، كل ذلك وسط معاناة وعذابات يومية متواصلة منذ 18 عاما، تخللها اعتقالي عدة مرات ونقلي الى شرطة 'تل بيوت' في القدس المحتلة، وحرق العريشة وهدم غرفة طوب صغيرة بحجة انها 'غير قانونية'، رغم ذلك في كل مرة اعود ببنائهما'.
وأضاف، لم يقف الأمر عند حد ذلك.. بل حضر أفراد من داخلية الاحتلال للكشف على العريشة التي قمت بتبليطها من احجار عادية، لم يرق لهم ذلك ومنعوني من مواصلة هذا العمل وقدموني 'للمحكمة' التي لم استطع التوجه لها في القدس بسبب عدم حصولي على 'تصريح دخول'.
ويضطر عبد ربه للسير على الاقدام وصولا الى مدينة بيت جالا لاحضار الماء، هذا بعد ان تم تلويث مياه النبع الموجود في ارضه، وهو محروم أيضا من الكهرباء.
وقال 'أمام كل ذلك أواصل حياتي دون خوف.. لا اشعر بضعف بتاتا لأنني على حق وهم على باطل' مؤكدا انه اصبح يعيش مع الارض اكثر من عائلته.
وتتكون عائلة عبد ربه من خمسة أولاد وأربع بنات يشاركونه النضال من خلال المكوث معه طوال ساعات النهار وحتى مغيب الشمس، ثم يعودون أدراجهم إلى مخيم الدهيشة، وبحسب عبد ربه فانه يخشى على أبنائه الكبار وهم طلبة في الجامعات من ملاحقة جنود الاحتلال، وقال إن شقيقه الأصغر يقبع في سجون الاحتلال منذ 27 عاما ويقضي حكما بالمؤبد مرتين.
وبين عبد ربه أن محاولات الاحتلال لإجباره على ترك أرضه والسيطرة عليها لم تتوقف ووصلت إلى حد تقديم ما يسمونه 'عروض مغرية' من بينها بناء محطة وقود، وبناء فندق، وان الرد من قبله كان.. أنا فقط أريد أن ازرع شجرة زيتون أخرى في ارضي'.
وأضاف 'رغم كل هذه 'العروض'، لم يتمكنوا حتى الان من مصادرة ارضي لانني امتلك اوراقا ثبوتية قديمة بدء من طابو تركي، وفلسطيني وحتى 'إسرائيلي'.
وقال 'إن ما يخفف من عذاباته اليومية هو الحركة التضامنية من قبل عدد من الاجانب الذين يأتون إليه وبعضهم يبيتون معه لمؤازرته، ويقومون أيضا بمساعدته في فلاحة الأرض وزراعتها إضافة إلى جمعية الشبان المسيحية ممثلة بنادي فراج من خلال احضار الاشجار له وزراعة الأرض.
وقال: 'على مدار 18 عاما، عملت على تجميع خمسة كتب تحمل في طياتها تواقيع تضمانية وآراء كل من حضر لزيارته والتضامن معه، وتابع .. سأعمل جاهدا على طباعتها ونشرها كوسيلة لفضح الممارسات الاسرائيلية في سرقة الارض لاغراض استيطانية.
وناشد عبد ربه الجهات المختصة في السلطة الوطنية الوقوف إلى جانبه لتعزيز صموده، مشيرا إلى انه تلقى الدعم والمساندة من الوزير احمد مجدلاني ومن حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في حركة فتح إلا انه يطالب بالمزيد من التضامن.
وأوضح عادل الأطرش نائب رئيس مجلس قروي الولجة، إن مساحة القرية ما قبل العام 1948 كانت تبلغ 70 الف دونم، وانه بعد اتفاق وقف اطلاق النار من خلال اتفاقية 'رودس' تبقى 6 آلاف دونم، وانه بعد العام العام 1967 تم الاستيلاء على ما يقارب 1500 دونما لصالح الطرق الالتفافية وتوسيع مستوطنات جيلو وهار جيلو.
وقال الأطرش إن الجدار العنصري يتهدد القرية البالغ سكانها 2200 نسمة على مسافة 5 كم وبعرض يتراوح ما بين 25 الى 75 متر مما يسلب القرية ما يقارب 500 دونما إضافة إلى عزل 1985 دونما ما يجعل مسطح القرية لا يتجاوز 1800 دونم فقط.
واشار الى ان منطقة عين جويزة في القرية تم الاستيلاء عليها بعد العام 1967 وضمها إلى حدود ما يسمى بلدية القدس الكبرى من اجل توسيعها، وقال انه تم في العام 1985 تطبيق القرار على هذا الحي بالنسية للبناء وتراخيص البناء واعتباره ضمن حدود البلدية ومناطق خضراء.
وأضاف الأطرش انه تم هدم 23 منزلا وتغريم أصحاب 47 منزلا مع قرارات هدمها وبلغ مجموع الغرامات أكثر من مليون شيقل.
وكان كشف أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات د. حسن خاطر، قد كشف عن مخططات إسرائيلية لبناء 12000 وحدة استيطانية في القدس.
وبين خاطر، أن المخطط الجديد يسمى 'غبعات ياعيل' سيقوم على حساب أراضي الولجة جنوب غرب مدينة القدس، وسيقتطع 2500 دونم من أراضي القرية، وسيستوعب 45 ألف مستوطن.
