منتديات الحزين فلسطين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات الحزين فلسطين

مرحبا بكم في منتديات الحزين فلسطين


    مؤامرة تقسيم السودان

    ررررشة دلع
    ررررشة دلع
    عـضـو مـحترف
    عـضـو مـحترف


    الدولة : فلسطين
    انثى
    عدد المساهمات : 2143
    نقاط : 4472
    تاريخ التسجيل : 27/08/2010
    العمر : 35

    مؤامرة تقسيم السودان Empty مؤامرة تقسيم السودان

    مُساهمة من طرف ررررشة دلع الثلاثاء يناير 25, 2011 7:24 am




    الدبلوماسية المصرية اختفت في الأشهر الأخيرة من الساحة الدولية وخفتت أصوات ممثليها منذ التصريح الشهير لأبو الغيط الذي تعهد فيه بكسر رجلي ويدي أي فلسطيني يحاول دخول تراب مصر هربا من جحيم الحصار في غزة..

    هذه الدبلوماسية استفاقت فجأة من خلال احتجاجها على تصريحات لوزير الخارجية السوداني الجديد علي كرتي التي قال فيها إن دور مصر في الملفات السودانية المختلفة ضعيف وأن السودانيين كانوا يتمنون دورا مصريا أفضل وأكثر حماسا وانحيازا لوحدة البلد الذي تربطهم به روابط قوية.

    ولا ندري هنا لماذا يحتج المسؤولون المصريون على هذه التصريحات وهم أنفسهم يعترفون بأن دورهم لم يعد كما كان حين كانت مصر تنتصر لقضايا الأمة وتدافع عن تحررها ووحدتها وتتزعم حركة رفض دولية واسعة في مواجهة الامبريالية..

    فقد شاهد المصريون، حكومة وشعبا، كيف أن دولا أفريقية ناشئة اتفقت على استهداف حق مصر في مياه النيل، وقررت دون الرجوع إلى القاهرة ولا التفاوض معها أن تغيّر نصوص اتفاقيات تقسيم مياه هذا النهر الذي ارتبط تاريخه باسم مصر..

    ولم يغيّر الاحتجاج المصري من الصورة شيئا خاصة أن بعض هذه الدول يتواطأ مع إسرائيل جهارا نهارا ويقيم السدود بإشراف مباشر من مهندسين إسرائيليين، وهناك حديث عن أن الكيان الصهيوني، ورغم اتفاقية التطبيع والمهانة التي أبرمها مع السادات وأجهض بها أي التزام قومي للقاهرة، هذا الكيان يريد أن يخنق مصر ويقزّم دورها حتى إذا فكّرت يوما في أن تنتفض على اتفاقية العار تجد نفسها عاجزة عن فعل أي شيء.

    يضاف إلى ذلك أن مصر التي عاملت أهل غزة بغلظة وغطرسة وأحكمت الحصار عليهم، وانخرطت بحماس في "حرب كرامة" مع الجزائر من أجل لقاء في كرة القدم، وتحتج الآن على تصريحات الوزير السوداني بما يكشف الحساسية البالغة لدى المسؤولين المصريين من نقد الأشقاء لدور القاهرة أو الاختلاف معها أو الظهور في الساحة بديلا عنها، هي نفسها التي تحملت بصبر أيوب التصريحات المتعجرفة لوزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان التي جاء فيها ما يمس من كرامة الرئيس مبارك وكرامة مصر، وهي نفسها التي تتحمل نقد شخصيات من الإدارة الأمريكية السابقة والحالية لأوضاع الديمقراطية وحقوق الإنسان في البلد المحوري بالمنطقة دون احتجاج ولو بصوت خافت على التدخل الأمريكي السافر في شؤونها الداخلية.

    الحقيقة التي لا جدال فيها أن مصر تراجعت تراجعا مذهلا في السنوات الأخيرة بعد أن غرقت في قضية التوريث التي صارت الشغل الشاغل للشارع المصري سواء داخل الحزب الحاكم والسلطة أو داخل المعارضة، وقد أثّر الأمر على صورتها كدولة تقوم على هامش من الحرية الفكرية والسياسية وكقطب سياسي إقليمي خاصة وهي تحتضن مقر الجامعة العربية ومنها تصاغ أغلب القرارات العربية.

    ولأن مصر صارت ضعيفة ومربكة وغارقة في همومها، فإن تأثير انكماشها على القضايا العربية كان قويا إلى درجة أن مؤسسات العمل العربي المشترك تخلت عن أي دور لها في القضايا الرئيسية للأمة وتركت المبادرة لقوى إقليمية أخرى، حيث صار العرب ينتظرون من تركيا أن تضغط على إسرائيل وترفع الحصار عن غزة بينما مصر التي تستطيع بيسر أن ترفع ذاك الحصار لا تفعل شيئا وتنتظر الضوء الأخضر من واشنطن وبانتظار ذلك ترفع الدبلوماسية المصرية شعار
    "لا اسمع لا أرى لا أتكلم"؟!

    والأمر في العراق لا يختلف كثيرا عن حال غزة، فالحل بيد الولايات المتحدة وإيران اللتين تتحالفان تارة وتختلفان تارة أخرى، وتشتركان في توتير الوضع الأمني وإذكاء النزعة الطائفية وإدامة الأزمة.

    إن تصريحات الوزير السوداني لا تعدو أن تكون لوما من شقيق أصغر باتجاه أخ أكبر أدار الظهر لمصالحه هو قبل مصلحة شقيقه، ذلك أن تقسيم السودان الذي يجري الإعداد له على قدم وساق وبتواطؤ أمريكي مكشوف لا يستهدف أمن نظام البشير وحده ولا يهدد استقرار السودان فقط، بل إن مصر ستكون مهددة بشكل واضح وجلي خاصة أن القوى الانفصالية في الجنوب تعلن صراحة أنها إذا حققت "الاستقلال" ستتجه جنوبا، أي ستربط مصيرها بالبعد الأفريقي وستقطع مع العمق العربي مستفيدة من الدعم الدبلوماسي للقوى الغربية التي تريد إنجاح خيار "التقسيم" لتنفرد باستغلال خيرات الإقليم الجديد وخاصة النفط الذي هو أساس التحركات الامبريالية ومؤامراتها على الأمة.

    نصيحتنا إلى الإخوة المسؤولين في الخارجية المصرية بأن يعترفوا بينهم وبين أنفسهم بأن مصر لم تعد دولة مركزية في عمقها العربي ولا في عمقها الأفريقي وأن يراجعوا الأسباب التي أدت إلى ذلك قبل الاحتجاج وتحميل المسؤولية إلى الغير، كما أن النزعة القطرية التي صارت مهيمنة في السياسة المصرية الخارجية ليست دليل قوة ولا تضمن النجاح في المستقبل وأن الحل في تقوية العمق العربي لتلك الدبلوماسية والالتزام بالقضايا المركزية للأمة حتى لا يردد الأشقاء المصريون يوما "أكلنا يوم أكل الثور الأبيض"، فإذا تفتت السودان فالخطوة التالية بلا شك ستطول المؤامرة فيها مصر."افتتاحية صحيفة العرب العالمية".





      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين سبتمبر 23, 2024 12:20 pm