أبو العباس السفاح
(م753-م749/هــ 136-هـــ132)
التعريف بأبو العباس السفاح
هو عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم.ولد سنه 100ه ,وقيل سنة 104,بالحميمة ولما أحس إبراهيم بمنيته عهد لأخيه أبو العباس بالإمامة وبويع بالخلافة يوم الخميس 13ربيع الأول سنة 132ه,الموافق ل:30اكتوبر749م ومن هذا التاريخ يبتدئ تاريخ الخلافة العباسية وامتدت خلافته إلى أن توفي بمدينة الأنبار يوم الأحد 13ذي الحجة 136ه,وبهذا تكون مدة خلافته 4سنوات و9اشهر.
الأحوال الداخلية للدولة في عهد أبو العباس
لقد كانت متاعب العباسيين لا تزال مستمرة حتى بعد مقتل مروان[1] ,ولقد كان الأمويون يثورون في أماكن متفرقة ولكن قوات العباسيين استطاعت الانتصار والسيطرة على الموقف ,ولقد شهد العصر العباسي فترة لم يشهد التاريخ مثلها في القضاء على بني أمية ومع أعوانهم الذين كان لهم الأثر في قيام دولتهم ولقد كان الوالي العباسي عبد الله بن علي[2] عم الخليفة يتعقب الأمويين في كل مكان وقتل كثيرا منهم.
موقف الخلافة من بعض زعماء الدولة العباسية
لم تكن الشدة في المعاملة قاصرة على أعدائهم بل نال أوليائهم منها الشيء الكثير ,حيث لقي أبو سلمة الخلال حتفه عندما أبدى رأيه في عدم تحمسه في تنقل أفراد البيت العباسي من الحميمة إلى الكوفة وارادو قتله وشاوروا أبو مسلم الخراساني ,وقال أبو مسلم سوف أكفيكم فيه فبعث إليه احد خدامه وقتله وأشاعوا خبرا أن الخوارج هم من قتلوه, وبعد مقتل أبو سلمة الخلال أراد أبو مسلم الخراساني القضاء على قائد آخر كبير من قادة الدعوة العباسية هو سليمان بن كثير والذي كان يحقده لشيء في نفسه فاتهمه بقتل أبو سلمة الخلال وقتله أبو مسلم بتهمة قتل أبو سلمة الخلال .
وهكذا فان حياة أبي العباس ذهبت كلها في الخلاص من بني أمية من جهة وفي من يشكون في إخلاصه من جهة أخرى. ولقد كان اكبر الرجال والزعماء في عهد أبو العباس هم:
* أبو مسلم الخراساني[3]
* أبو جعفر المنصور
* عبد الله بن علي
فكان هؤلاء الثلاثة أساطين الدولة العباسية وعلى أيديهم تجري أمور الدولة ,ولكن الشيء الغير سار هو أن هؤلاء الثلاثة كانوا غير مخلصين لبعضهم فمثلا أبو جعفر كان يحسد أبو مسلم على سلطانه النافذ وكلمته المطاعة حتى انه طلب من أخيه السفاح أن يغتاله وأما عبد الله بن علي كان يطمع في الخلافة بعد السفاح وكان هذا سبب في حوادث مأساوية وجسيمة مرت بها الدولة العباسية .
ولقد كان معظم ولاة السفاح من أعمامه وبني أعمامه وكانت قاعدة الخلافة في عهد السفاح الكوفة ثم انتقل إلى الحيرة ومن بعدها انتقل إلى الانبار ونقل إليها دواوينه .
ولاية العهد بعد السفاح
في سنة 136ه ,عقد السفاح لأخيه أبو جعفر المنصور الخلافة من بعده وجعله ولي عهده ومن بعد أبي جعفر المنصور يأتي عيسى بن موسى[4] , ولقد ابتدأت هذه الغلطة الشنيعة ابتداءا من عهد السفاح وهي تولية اثنين في العهد
وفاة السفاح
أصيب السفاح بالجذري وهو بالانبار توفي بها في 13ذي الحجة 136ه ,ودفن بالانبار بقصره وعمره حوالي 36سنة.
وقد تولى اخية ابو جعفر المنصور الخلافة من بعدة
الهوامش والحواشي
--------------------------------------------------------------------------------
[1]مروان بن محمد بن الملقب بالحمار الوحشي مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية (72 هـ-13 ذي الحجة 132هـ/23 يوليو 750 م) هو آخر خلفاء بني أمية في دمشق .يلقب بمروان الحمار لكثرة ما كان يلاقية من متاعب وأحمال كثيرة من الثوار والخوارج أعداء الامة ، تولى الخلافة (رحمه الله) بعد ابن عمه إبراهيم الذي تخلى عن الخلافة له. يكنى بأبي عبد الله القائم بحق الله، فإنه كان لا يفتر عن محاربة الخوارج .
قبل توليه الخلافة كان واليا على إقليم أرمينية وأذربيجان وقد أظهر كفاءة وقدرة في إدارة شؤون ولايته، فرد غارات الترك والخزر على حدود ولايته بعد معارك كبيرة .
عندما صعد للحكم وتولى الخلافة بالرغم من قضاء مروان بن محمد على الاضطرابات والثورات وملاحقة المتأمرين على كيان الدولة الإسلامية والخارجين على القانون في الفترة التي تلت بداية فترة حكمه، لم يستطع الوقوف في طريق المؤامرات والفتن التي عصفت بدولته . هزم في معركه الزاب الحاسمة، وسقطت دولة الأمويين بعدها، وقيل انه استمر متخفيا حتى عثر عليه في ابوصير وقتل.
[2]عبد الله بن علي ابن البحر عبد الله بن عباس عم السفاح والمنصور من رجال العالم ودهاة قريش كان بطلا شجاعا مهيبا جبارا عسوفا سفاكا للدماء به قامت الدولة العباسية سار في أربعين ألفا أو أكثر فالتقى الخليفة مروان بقرب الموصل فهزمه ومزق جيوشه ولج في طلبه وطوى البلاد حتى نازل دار الملك دمشق فحاصرها أياما وأخذها بالسيف وقتل بها إلى الظهر نحوا من خمسين ألف مسلم من الجند وغيرهم ولم يرقب فيهم إلا ولا ذمة ولا رعى رحما ولا نسبا ثم جهز في الحال أخاه داود بن علي في طلب مروان إلى أن أدركه بقرية بوصير من بلاد مصر فبيته فقاتل المسكين حتى قتل وهرب ابناه إلى بلاد الحبشة وانتهت الدولة الأموية ولما مات السفاح زعم عبد الله أنه ولي عهده وبايعه أمراء الشام وبويع المنصور بالعراق وندب لحرب عمه صاحب الدعوة أبا مسلم الخراساني فالتقى الجمعات بنصيبين فاشتد القتال وقتلت الأبطال وعظم الخطب ثم انهزم عبد الله في خواصه وقصد البصرة فأخفاه أخوه سليمان مدة ثم ما زال امنصور يلح حتى أسلمه فسجنه سنوات فيقال حفر أساس الحبس وأرسل عليه الماء فوقع على عبد الله في سنة سبع وأربعين ومئة فالأمر لله.
[3]أبو مسلم الخراساني هو أبو مسلم عبد الرحمن بن مسلم الخراساني، صاحب الدعوة العباسية في خراسان، ومن ثم واليها، سياسي و قائد عسكري.
قيل اسمه إبراهيم، وهو حسب الروايات كردي من أكراد خراسان. ويكنى أبا إسحاق، كان غلاماً سراجاً، ومن ثم أُرسل إلى إبراهيم الإمام ليخدمه، فلمس فيه إخلاصاً، وحماساً، وشجاعة، فقربه، وأمره بتغيير اسمه وكنيته، وأرسله بعدها ليدعوا للعباسيين في خراسان، و أوصاه وصية مشهورة التزم بها.
استمر أبو مسلم في دعوته رغم موت الإمام، ووطأ المنابر للدولة العباسية، حتى قامت في 132 هـ.
[4]عيسى بن موسى ابن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ولي العهد أبو موسى الهاشمي
عاش خمسا وستين سنة وكان فارس بني العباس وسيفهم المسلول جعله السفاح ولي عهد المؤمنين بعد المنصور وهو الذي أنتدب لحرب ابني عبد الله بن حسن فظفر بهما وقتلا وتوطدت الدولة العباسية به وقد تحيل عليه المنصور بكل ممكن حتى أخره وقدم في العهد عليه المهدي فيقال بذل له بعد الرغبة والرهبة عشرة آلاف ألف درهم توفي سنة ثمان وستين ومئة بالكوفة وله أولاد وأموال وحشمة وشأن.
(م753-م749/هــ 136-هـــ132)
التعريف بأبو العباس السفاح
هو عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم.ولد سنه 100ه ,وقيل سنة 104,بالحميمة ولما أحس إبراهيم بمنيته عهد لأخيه أبو العباس بالإمامة وبويع بالخلافة يوم الخميس 13ربيع الأول سنة 132ه,الموافق ل:30اكتوبر749م ومن هذا التاريخ يبتدئ تاريخ الخلافة العباسية وامتدت خلافته إلى أن توفي بمدينة الأنبار يوم الأحد 13ذي الحجة 136ه,وبهذا تكون مدة خلافته 4سنوات و9اشهر.
الأحوال الداخلية للدولة في عهد أبو العباس
لقد كانت متاعب العباسيين لا تزال مستمرة حتى بعد مقتل مروان[1] ,ولقد كان الأمويون يثورون في أماكن متفرقة ولكن قوات العباسيين استطاعت الانتصار والسيطرة على الموقف ,ولقد شهد العصر العباسي فترة لم يشهد التاريخ مثلها في القضاء على بني أمية ومع أعوانهم الذين كان لهم الأثر في قيام دولتهم ولقد كان الوالي العباسي عبد الله بن علي[2] عم الخليفة يتعقب الأمويين في كل مكان وقتل كثيرا منهم.
موقف الخلافة من بعض زعماء الدولة العباسية
لم تكن الشدة في المعاملة قاصرة على أعدائهم بل نال أوليائهم منها الشيء الكثير ,حيث لقي أبو سلمة الخلال حتفه عندما أبدى رأيه في عدم تحمسه في تنقل أفراد البيت العباسي من الحميمة إلى الكوفة وارادو قتله وشاوروا أبو مسلم الخراساني ,وقال أبو مسلم سوف أكفيكم فيه فبعث إليه احد خدامه وقتله وأشاعوا خبرا أن الخوارج هم من قتلوه, وبعد مقتل أبو سلمة الخلال أراد أبو مسلم الخراساني القضاء على قائد آخر كبير من قادة الدعوة العباسية هو سليمان بن كثير والذي كان يحقده لشيء في نفسه فاتهمه بقتل أبو سلمة الخلال وقتله أبو مسلم بتهمة قتل أبو سلمة الخلال .
وهكذا فان حياة أبي العباس ذهبت كلها في الخلاص من بني أمية من جهة وفي من يشكون في إخلاصه من جهة أخرى. ولقد كان اكبر الرجال والزعماء في عهد أبو العباس هم:
* أبو مسلم الخراساني[3]
* أبو جعفر المنصور
* عبد الله بن علي
فكان هؤلاء الثلاثة أساطين الدولة العباسية وعلى أيديهم تجري أمور الدولة ,ولكن الشيء الغير سار هو أن هؤلاء الثلاثة كانوا غير مخلصين لبعضهم فمثلا أبو جعفر كان يحسد أبو مسلم على سلطانه النافذ وكلمته المطاعة حتى انه طلب من أخيه السفاح أن يغتاله وأما عبد الله بن علي كان يطمع في الخلافة بعد السفاح وكان هذا سبب في حوادث مأساوية وجسيمة مرت بها الدولة العباسية .
ولقد كان معظم ولاة السفاح من أعمامه وبني أعمامه وكانت قاعدة الخلافة في عهد السفاح الكوفة ثم انتقل إلى الحيرة ومن بعدها انتقل إلى الانبار ونقل إليها دواوينه .
ولاية العهد بعد السفاح
في سنة 136ه ,عقد السفاح لأخيه أبو جعفر المنصور الخلافة من بعده وجعله ولي عهده ومن بعد أبي جعفر المنصور يأتي عيسى بن موسى[4] , ولقد ابتدأت هذه الغلطة الشنيعة ابتداءا من عهد السفاح وهي تولية اثنين في العهد
وفاة السفاح
أصيب السفاح بالجذري وهو بالانبار توفي بها في 13ذي الحجة 136ه ,ودفن بالانبار بقصره وعمره حوالي 36سنة.
وقد تولى اخية ابو جعفر المنصور الخلافة من بعدة
الهوامش والحواشي
--------------------------------------------------------------------------------
[1]مروان بن محمد بن الملقب بالحمار الوحشي مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية (72 هـ-13 ذي الحجة 132هـ/23 يوليو 750 م) هو آخر خلفاء بني أمية في دمشق .يلقب بمروان الحمار لكثرة ما كان يلاقية من متاعب وأحمال كثيرة من الثوار والخوارج أعداء الامة ، تولى الخلافة (رحمه الله) بعد ابن عمه إبراهيم الذي تخلى عن الخلافة له. يكنى بأبي عبد الله القائم بحق الله، فإنه كان لا يفتر عن محاربة الخوارج .
قبل توليه الخلافة كان واليا على إقليم أرمينية وأذربيجان وقد أظهر كفاءة وقدرة في إدارة شؤون ولايته، فرد غارات الترك والخزر على حدود ولايته بعد معارك كبيرة .
عندما صعد للحكم وتولى الخلافة بالرغم من قضاء مروان بن محمد على الاضطرابات والثورات وملاحقة المتأمرين على كيان الدولة الإسلامية والخارجين على القانون في الفترة التي تلت بداية فترة حكمه، لم يستطع الوقوف في طريق المؤامرات والفتن التي عصفت بدولته . هزم في معركه الزاب الحاسمة، وسقطت دولة الأمويين بعدها، وقيل انه استمر متخفيا حتى عثر عليه في ابوصير وقتل.
[2]عبد الله بن علي ابن البحر عبد الله بن عباس عم السفاح والمنصور من رجال العالم ودهاة قريش كان بطلا شجاعا مهيبا جبارا عسوفا سفاكا للدماء به قامت الدولة العباسية سار في أربعين ألفا أو أكثر فالتقى الخليفة مروان بقرب الموصل فهزمه ومزق جيوشه ولج في طلبه وطوى البلاد حتى نازل دار الملك دمشق فحاصرها أياما وأخذها بالسيف وقتل بها إلى الظهر نحوا من خمسين ألف مسلم من الجند وغيرهم ولم يرقب فيهم إلا ولا ذمة ولا رعى رحما ولا نسبا ثم جهز في الحال أخاه داود بن علي في طلب مروان إلى أن أدركه بقرية بوصير من بلاد مصر فبيته فقاتل المسكين حتى قتل وهرب ابناه إلى بلاد الحبشة وانتهت الدولة الأموية ولما مات السفاح زعم عبد الله أنه ولي عهده وبايعه أمراء الشام وبويع المنصور بالعراق وندب لحرب عمه صاحب الدعوة أبا مسلم الخراساني فالتقى الجمعات بنصيبين فاشتد القتال وقتلت الأبطال وعظم الخطب ثم انهزم عبد الله في خواصه وقصد البصرة فأخفاه أخوه سليمان مدة ثم ما زال امنصور يلح حتى أسلمه فسجنه سنوات فيقال حفر أساس الحبس وأرسل عليه الماء فوقع على عبد الله في سنة سبع وأربعين ومئة فالأمر لله.
[3]أبو مسلم الخراساني هو أبو مسلم عبد الرحمن بن مسلم الخراساني، صاحب الدعوة العباسية في خراسان، ومن ثم واليها، سياسي و قائد عسكري.
قيل اسمه إبراهيم، وهو حسب الروايات كردي من أكراد خراسان. ويكنى أبا إسحاق، كان غلاماً سراجاً، ومن ثم أُرسل إلى إبراهيم الإمام ليخدمه، فلمس فيه إخلاصاً، وحماساً، وشجاعة، فقربه، وأمره بتغيير اسمه وكنيته، وأرسله بعدها ليدعوا للعباسيين في خراسان، و أوصاه وصية مشهورة التزم بها.
استمر أبو مسلم في دعوته رغم موت الإمام، ووطأ المنابر للدولة العباسية، حتى قامت في 132 هـ.
[4]عيسى بن موسى ابن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ولي العهد أبو موسى الهاشمي
عاش خمسا وستين سنة وكان فارس بني العباس وسيفهم المسلول جعله السفاح ولي عهد المؤمنين بعد المنصور وهو الذي أنتدب لحرب ابني عبد الله بن حسن فظفر بهما وقتلا وتوطدت الدولة العباسية به وقد تحيل عليه المنصور بكل ممكن حتى أخره وقدم في العهد عليه المهدي فيقال بذل له بعد الرغبة والرهبة عشرة آلاف ألف درهم توفي سنة ثمان وستين ومئة بالكوفة وله أولاد وأموال وحشمة وشأن.
